أصدرت جامعة موسكو كتاباً عن قسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - للدراسات الإسلامية الذي تم تأسيسه عام 1995م بناءً على مبادرة سموه كأول قسم للدراسات الإسلامية في الجامعة ومن أوائل المشاريع الكبيرة السعودية الروسية المشتركة. وقد احتوى الكتاب على كلمة لمعالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي عضو مجلس قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية بجامعة موسكو بعنوان (لماذا هذا القسم) قال فيها: يورد هذا الكتيب معلومات موجزة حول قسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية بجامعة موسكو بجمهورية روسيا الاتحادية ، من حيث: تأسيسه وأهدافه وخدماته الدراسية وأنشطته العلمية والثقافية والاجتماعية ، وذلك بالتزامن مع مرور ما يقرب من ستة عشر عاماً على إنشائه ، بوصفه إحدى البوابات العالمية لتيسير فرص التعليم الجامعي والدراسات العليا والتدريب في مجال العلوم الإسلامية والدراسات الأخرى المساندة. لقد عايشت شخصيا كافة مراحل إنشاء هذا القسم المتميز منذ أن كان فكرة ، إلى أن تحقق على أرض الواقع (معَلماً ثقافياً وتعليمياً) في أعرق الجامعات الروسية ، فقد هدف إلى القيام بدور ريادي لمزيد من التقارب والتعايش بين المسلمين وغيرهم من سكان روسيا الاتحادية ذوي الثقافات والأديان المتنوعة ، وقد نجح القسم فعلاً في تحقيق الكثير من أهدافه التي نراها في صورة منجزات ورد ذكر بعضها في هذا الكتيب ، ما يضاعف المسؤولية لاستثمار هذا النجاح لتقوية رسالة القسم ، بما يعبر عن مدى ما حظي به من دعم لا حدود له من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله ?- وما عُرف عن سموه الكريم من تقدير للعلم والعلماء ، ودور إنساني نبيل. كما أؤكد هنا أن أصالة المجتمع الروسي الصديق ورقي تفكيره .. كانا من محفزات نجاح القسم ونموه واستمراره عبر الزمن ، وذلك نتيجة بيئة التعايش المثالية التي تجمع مختلف الثقافات والأديان في روسيا ، وتتشارك جميعاً في القيم الإنسانية العليا ، التي تمقت كل أشكال الإرهاب والتطرف ، وتدعو إلى قبول الآخر والاحترام المتبادل ، وإلى تقاسم فرص النجاح ، فقد شجّعت البيئة المتسامحة على تكريس الجهود للرقي برسالة القسم وتطوير أدواره ، بحيث لا تقتصر على المجال التعليمي فحسب ، بل تُسهم في إرساء إستراتيجية حوار ناجع بين الحضارات العربية والإسلامية والروسية بتنوعها الثقافي .. وقد بدا ذلك واضحاً في كم رسائل الماجستير والدكتوراه التي أشرف عليها القسم ، والمحاضرات والأنشطة المنبرية المنّوعة ، التي تترجم حرص مركز الدراسات العربية والبحوث الإسلامية بمعهد بلدان آسيا وافريقيا بجامعة موسكو (بوصفه حاضن القسم) للقيام بدوره الرائد. فالشكر أولاً وأخيراً لراعي هذا القسم العلمي المرموق الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود الذي لو لم يرعاه ما كان له أن يكون .. كما أشكر لمعالي مدير جامعة موسكو الحكومية دعمه المتواصل والبناء .. آملاً أن يسهم هذا الكتيب التوثيقي في تقديم خدمة للباحثين والدارسين وكل المهتمين .. ومتمنياً للزملاء العاملين في القسم كل التوفيق. كما قدم للكتاب البروفيسور ديميتري فرولوف العضو المراسل في اكاديمية العلوم الروسية مدير قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية بجامعة موسكو قال فيها: بين يدي القارئ العربي (والروسي) الكريم كتيب يتحدث عن مشروع علمي تعليمي مشترك وفريد من نوعه تم تنفيذه في أحد قطاعات جامعة موسكو الرسمية التي تحمل اسم العالم الروسي الشهير ميخائيل لومونوسوف ، وتحديداً في معهد بلدان آسيا وإفريقيا التابع لهذه الجامعة. ومعروف أن تبدل النظام الاجتماعي في الاتحاد السوفيتي السابق رافقه انهيار مبادئ الكفر والإلحاد التي اعتمدتها الدولة السوفيتية في سياستها الرسمية ، وأدى ذلك إلى صحوة دينية اقتضت ، بدورها توسيع وتعميق دراسة الأديان السماوية المتجذرة تقليدياً في روسيا الاتحادية. ومعروف أيضاً أن دراسة الإسلام كانت على الدوام تشغل مكانة مهمة بين العلوم في روسيا ، فيما استدعت الظروف السياسية والتاريخية الجديدة نشر المعلومات الموضوعية والمعللة علمياً عن هذه الديانة التي يدين بها قسم كبير جداً من سكان روسيا. ومن هذه الناحية تجد أن العائلة المالكة السعودية ، تولي عناية كبيرة بعرض صورة موضوعية للإسلام أمام الفئات الواسعة من المجتمعات في شتى البلدان ، كما ترى ضرورة ملحة للاستفادة في هذا المجال من الخبرة العلمية المتراكمة في المؤسسات التعليمية ومؤسسات البحوث العلمانية الأجنبية ، فجاءت في الوقت المناسب تماماً مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود الذي اشتهر برعايته للمناهج والمؤسسات التعليمية بافتتاح قسم الدراسات الإسلامية في جامعة موسكو المعروفة بتقاليدها العريقة في ميدان الاستعراب والدراسات الإسلامية. وحظيت مبادرة الأمير نايف بالترحيب والاستحسان من إدارة جامعة موسكو ورئيسها الأكاديمي فكتور سادوفنيتشي شخصياً. وفي 14 نوفمبر 1995م تم توقيع برتوكول تأسيس قسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية في جامعة موسكو ، حيث وقع البروتوكول بحضور الأميرين سعود ومحمد نجلي الأمير نايف بن عبدالعزيز ورئيس جامعة موسكو الأكاديمي سادوفنيتشي. وتم توقيعه باسم جامعة موسكو رئيس كرسي اللغة العربية وآدابها في معهد بلدان آسيا وإفريقيا بالجامعة البروفيسور هراتشيا كابوتشيان ، كما وقعه نيابة عن الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود الممثل الشخصي لسموه مستشار وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية الدكتور ساعد العرابي الحارثي. وفي عام 2005م تم تمديد بروتوكول تأسيس القسم ، فعقدت في 6 ديسمبر من ذلك العام جلسة مهيبة كرست لهذا الغرض ، ووقع البروتوكول الجديد ، نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ، نجله الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أسبانيا آنذاك ، كما وقعه عن جامعة موسكو عميد معهد بلدان آسيا وإفريقيا البروفيسور ميخائيل مير. وصادق رئيس جامعة موسكو الأكاديمي فكتور سادوفنيتشي على البروتوكول. ويطيب لي هنا أن نشير إلى أن تأسيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة موسكو بات من أوائل المشاريع السعودية الروسية المشتركة الكبيرة. ويمكن القول دون مبالغة إن نجاحات عمل القسم على مدار خمسة عشر عاماً غدت من العوامل المهمة لتعميق الثقة المتبادلة بين شعبي البلدين. وتضمن الكتاب الذي ترجم للغة العربية معلومات عن كيفية تأسيس القسم وأهدافه، حيث أشير إلى أنه وفي منتصف التسعينات من القرن الماضي بادر الأمير نايف بن عبدالعزيز بمبرة تهدف إلى تأسيس بنية تعليمية وعلمية في جامعة موسكو الحكومية المسماة باسم مؤسسها ميخائيل لوموندسوف لتتولى دراسة الإسلام والحضارة الإسلامية وكذلك نشر المعرفة العلمية عن الإسلام بين الطلبة والأوساط الاجتماعية الواسعة في روسيا. كما تناول الكتاب هيئة التدريس والدارسين في القسم، حيث تم سرد كل من تناوب على رئاسة القسم خلال المدة من 1995 - 2011م، بالإضافة إلى الخطة التدريسية والعلمية للقسم. وتناول الكتاب بالسرد أيضاً تاريخ إنشاء الجامعة، مشيراً إلى أن الجامعة قد تم إنشاؤها في عام 1755م، وفي عام 1940م أطلق عليها اسم الأكاديمي والعالم الروسي ميخائيل لومونوسوف، وتم التصديق على ميثاقها في نوفمبر 1998م. ونشر الكتاب أيضاً مسيرة ذاتية موجزة لراعي القسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - تناول فيه المولد والمنشأة ودراسته والمناصب التي تولاها الراحل وجهوده على المستويين العربي والدولي وخدمة العلم والمعرفة والأوسمة والشهادات التي تحصل عليها سموه - رحمه الله -. وتضمن الكتاب الذي جاء على 48 صفحة العديد من صور وفعاليات الجامعة. يذكر أن الكتاب أعد قبل وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وكان في الطباعة عند وفاته.