صدر عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كتاب تحت عنوان: الأشجار والشجيرات الحدائقية في أبها، الذي يمثل أحد مخرجات مشروع بحثي علمي تبنته المدينة في وقت سابق بهدف إرساء قواعد التنمية المستدامة في مجال التشجير الوقائي وتشجير المنفعة العامة . ويعد الكتاب الذي جاء في 648 صفحة من القطع المتوسط مرجعاً علمياً ثرياً تستفيد منه العديد من الجهات المعنية ومن أهمها أمانات وبلديات المدن والمحافظات، الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وزارة الزارعة، كليات الزراعة والعلوم، الشركات الزراعية، وشركات إنتاج الشتول والمشاتل الكبيرة . والكتاب يأتي حصيلة جهود دؤوبة في مجال العمل الحقلي والتتبع الميداني لما يجري في حدائق ومشجرات مدينة أبها وما يجاورها، فضلاً عما يجول في بقايا الغابات والأغطية النباتية الأخرى الطبيعية التي تحف بها وتمتد حتى أعالي قمة السودة، كما يمثل نتاجاً لدراسات وثائقية غطت مئات المراجع العلمية المدونة والمواقع الإلكترونية . ويميز الكتاب الذي قام بتأليفه مجموعة من الباحثين في معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة بالمدينة بين ثلاثة ضروب من التشجير هي التشجير الإنتاجي والوقائي وتشجير المنفعة العامة، حيث تتداخل وظائف هذه الأنواع والغايات المتوخاة منها، بدءاً بتخفيف التشجير من حركة الغبار والرمال بكفاءة عالية، وتلطيف المناخ المحلي، فضلاً عن مساهمته في الحد من الضجيج، وتأمين الظل، وتوفير الجمال والبهاء . ويعرض الكتاب في مقدمته بشكل عام الفوائد الكبيرة المستفادة من الغابات وحتى المشجرات الاصطناعية بشتى ضروبها في العالم، حيث تساهم في التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري وما ينجم عنها من تغيرات مناخية، وهي بشكل عام كما يذكر الكتاب تشكل احد مدخلات التنمية المستدامة في مجال البيئة . ويؤكد المؤلفون على ضرورة دراسة الظروف والعوامل المحيطة قبل القيام بعملية التشجير ووضع الحدائق، ومن أهم العوامل اختيار الأنواع النباتية المناسبة لتحمل ظروف الوسط المحيط في مناطق المملكة البيئية المختلفة التي تتوزع ما بين الظروف المناخية ونوعية التربة ومدى توفر مياه الري وخدمات الصيانة الزراعية والموارد المالية المتاحة .وحسب الكتاب فمنطقة أبها والمناطق المكافئة لها بيئياً تمثل نطاقاً بيئياً شديد الخصوصية عما سواه في المملكة، فهي تخضع وحسب الدراسات المناخية التي أجراها فريق عمل الدراسة في سياق الكتاب لمناخ شبيه بالمناخ المتوسطي المألوف في الدول المطلة على حوض البحر المتوسط، كما أن نظام رطوبة التربة في أعالي مرتفعات عسير يعتبر مماثلاً لنظام رطوبة التربة تحت مناخ البحر المتوسط .