رحب صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم ، بأبنائه الطلاب والطالبات الذين سيبدؤون عامهم الدراسي الجديد 1433ه / 1434ه اليوم السبت، معرباً سموه عن ثقته في أن يواصل الجميع العطاء في التعليم الذي يعد بوابة الآمال التي يطمحون إليها ، وأن يحذو حذو إخوانهم وأخواتهم الذين حققوا للمملكة مستويات متقدمة في المنافسات الدولية العلمية ، بفضل الله ثم بفضل جدهم ومثابرتهم في الدراسة وجهود القائمين عليهم. كما رحب سموه في كلمته التي وجهها أمس لطلاب وطالبات التعليم العام ومعلمي ومعلمات المدارس ومنسوبي ومنسوبات الحقل التعليمي وأولياء أمور الطلبة ، بمناسبة بداية العام الدراسي ، بالمعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات ، الذين يلتحقون هذا العام بمدارس التعليم العام بعد أن تم إنفاذ أوامر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أيده الله بتثبيت وتعيين أكثر من (150) ألف مواطن ومواطنة، ليسهموا بإذن المولى إلى جانب إخوانهم وأخواتهم في تعزيز الميدان التربوي والتعليمي. وهنأ سموه في ذات السياق، شاغلي وشاغلات الوظائف التعليمية والإدارية الذين شملتهم حركات النقل العام الماضي وأسرهم، حيث تحقق نقل أكثر من 110 آلاف موظف وموظفة ، متطلعاً سموه أن يسهم ذلك في استقرارهم وراحتهم وأن يكون حافزاً لهم لمزيد من العطاء، وتحسين مخرجات التعليم. وأهاب سمو وزير التربية والتعليم بالمعلمين والمعلمات بالتفاني والإخلاص في تأدية الأمانة التي ائتمنهم الله عليها، وأن يتقي الجميع “الله عز وجل" فيما يأتي ويذر، وأن يعلموا أننا من مدارسنا نعد جيلاً يسهم بإذن الله في مواصلة التنمية، حيث أن المعلم والمعلمة الركن الأشد الذي من خلاله تقوم مدارسنا بدورها المأمول. وقال سموه “ يعود علينا العام الدراسي الجديد ونحن بحمد الله في نعمة وفضل منه، آمنون مطمئنون، نستشرف مستقبلنا، ونبني ونستثمر في أبنائنا، ونعدهم بالعلم والمعرفة، فيسعون إلى ما فيه صالحهم وصالح وطنهم وأمتهم والبشرية جمعاء، نعرفهم بالله وسنة نبيه فيعبدون الله على بصيرة، وبعقيدة صافية نقية، ويملأ قلوبهم إيمان لا يتزعزع، ونغرس فيهم حب وطنهم ومليكهم ومجتمعهم والبشرية كافة، ونؤكد لهم بأن قوتنا في ديننا ونهضتنا في تعليمنا". وأوضح سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد أن العام الدراسي يأتي وقد تم وضع الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم العام من قبل مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام ، كما أنهت وزارة التربية تطبيق المناهج الجديدة للرياضيات والعلوم في كافة المراحل الدراسية، والمناهج الجديدة للغة الإنجليزية، والبدء في تقييم مناهج جديدة لرياض الأطفال، وقريباً للحاسب الآلي، مؤكداً الاستمرار في تطوير المناهج من منطلق تعاليم ديننا، والاستفادة من التجارب الدولية بما يحقق متطلبات التنمية الوطنية والتنافسية العالمية. ولفت سموه النظر إلى أن وزارة التربية والتعليم حققت خلال العام الحالي نمواً في نسبة المباني الحكومية مقارنة بالمستأجرة، انخفضت معها نسبة المستأجرة إلى 22 % بعد أن كانت 41 % خلال عام 1430ه، كما تم استلام 600 مبنى مدرسي جديد منذ شهر محرم من هذا العام ، ووصلت عدد المباني الجديدة المستلمة بنهاية شهر ذو الحجة القادم إلى 950 مبنى مدرسياً، ليبلغ العدد الإجمالي للمباني الجديدة خلال الثلاث سنوات الماضية إلى 2500 مبنى، بقيمة 19 مليار ريال. وأكد سموه أن وزارة التربية والتعليم تسعى برؤية طموحة إلى ترسيخ مفهوم الشراكة مع القطاع الخاص في التعليم من خلال شركة تطوير التعليم القابضة الحكومية وما انبثق عنها من شركات متخصصة مملوكة بالكامل للدولة، لتخفيف الأعباء على الوزارة وإدارات التربية والتعليم بما يساعد في التركيز على الأنشطة الرئيسة التي تخدم المعلم والطالب والمنهج، وتكون أساساً لبناء مؤسساتي. واستعرض سمو وزير التربية والتعليم الخطوات التي أنجزتها الوزارة نحو استكمال البنية الأساسية للحكومة الإلكترونية، ومنها إطلاق عدد من الأنظمة التقنية ذات الجودة العالية التي ترفع الكفاءة والفعالية وتسهل تقديم الخدمات للمعلمين والمعلمات والموظفين والموظفات والطلاب والطالبات وأولياء أمورهم والمجتمع كافة، وتشمل أنظمة : نور للإدارة التربوية، وفارس للأنشطة المالية والإدارية، والخارطة التعليمية لمواقع المدارس، ولقاء للاجتماعات عن بعد، إضافة إلى ربط جميع مدارس التعليم العام كافة والمرافق الإدارية بشبكة الإنترنت. وأفاد سموه أن وزارة التربية والتعليم أنجزت استكمال خطتها نحو اللامركزية القائمة على توحيد السياسات والإجراءات ، والتوسع في صلاحيات مدراء التربية والتعليم ومديري مكاتب التربية والتعليم ومديرات المدارس، لزيادة الكفاءة والفاعلية وسرعة الأستجابه للمتطلبات المختلفة، كما شرعت الوزارة في افتتاح أندية الحي التي تصل إلى 1000 نادي موزعة في مناطق ومحافظات المملكة، وتخدم شرائح المجتمع كافة، وتعد مقصداً لأولياء الأمور والطلاب في أجواء تربوية وتعليمية وترفيهية. وأشاد سمو وزير التربية والتعليم في كلمته التوجيهية، بالمستويات المتقدمة التي حققها طلاب وطالبات التعليم العام، في المنافسات الدولية في مجالات الرياضيات والفيزياء، وفي معارض العلوم والهندسة الدولية، حيث احتلت المملكة المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة التاسعة والعشرين عالمياً في أولمبياد الرياضيات الدولي من بين أكثر من مائة دولة ، مشدداً سموه على مواصلة العمل في تحقيق مراتب أعلى من خلال أبناء المملكة من الطلاب والطالبات، ليسهموا بتوفيق المولى عز وجل في خدمة دينهم وأنفسهم ووطنهم. وأبرز سموه في ختام كلمته ، أهمية دعم الآباء والأمهات وأولياء الأمور للطلاب والطالبات، مبيناً أن دعمهم لأبنائهم ووقوفهم إلى جوارهم ومتابعتهم وتشجيعهم لهم، سبباً رئيساُ بعد رعاية الله لنجاحهم وتميزهم، مذكراً الجميع بأن التعليم شراكة بين المدرسة والأسرة والمجتمع، ولكل فرد دوره في هذا البناء، وإذا أدى الفرد دوره، فإنه بإذن الله ستحقق تلك الآمال العريضة التي يتطلع لها قادتنا وأبناء وطننا.