أتمضي الايام الأول من رمضان ونحن لانحسن صنايعها وننساق خلف ملذاة الدنيا ومتاعها فلا حلاوة قرآن ترطب ألسنتنا ولا قيام بخشوع يخفف ذنوبنا ومعاصينا الاوقات تمضي متسارعة والساعون للكسب المادي وخشية ضياع المنصب نائمون نهارا قابعون على مقاعدهم ليلا يحدثونك بكلماتهم المنمقة فتظن أنك أمام فلاسفة في الخطابة ويوجهون كلمات وعظ وإرشاد فتقف حائرا بين ما تسمعه من قول وتراه من فعل بالأمس كانوا يضعون كتاب الله الكريم مقسمين عليه بتقوى الله في السر والعلن واليوم نراهم وقد وضعوا جداول وقوائم قيل إنها تمثل حقوقا مالية للغير يسعون بجد واجتهاد لاعطاء كل ذي حق حقه وهم في حقيقة أمرهم انما وضعوها ليضمنوا زيادة دخلهم المالي بها !. أتعجب من هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالتقاة وهم لا يتقون الله في أعمالهم فينالون من حقوق الناس ومالا يستحقون ويبثون وعظهم بكلمات وجمل استقوها من كتب عكف عليها مؤلفوها سنين وينسبون ما بها لأنفسهم. ترى لو كان رمضان هذا هو الأخير لهم بقاءْ فما هم فاعلون أيظلون في طغيانهم يعمهون، إن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا أن نُكثِر من ذكر الموت، فقال: “أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ" ولم يحدِّد لنا وردًا معينًا لتذكُّرِه، فلم يقُلْ مثلاً: تذكروه في كل يوم مرة، أو في كل أسبوع مرة، أو أكثر من ذلك أو أقل، ولكنه ترك الأمر لنا، نتفاوت فيه حسب درجة إيماننا؛ فبينما لا يتذكر بعضُنا الموت إلا عند رؤية الموتى، أو عيادة المرضى، أو عند المواعظ والدروس، تجد أن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- كان يقول: “إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ". وقد قال هذه الكلمات الواعية تعليقًا على حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم: “كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ". أما السير على نهج “ الخداع أو ابتزاز المال بالخداع وهو اللجوء إلى أساليب الاحتيال لاكتساب ثقة شخص أو مجموعة من الناس ، أو الحصول على مال أو ملك من شخص آخر بأساليب الغش والخداع “ فان في رمضان تزكية للنفس وقرب من الله وفيه تغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وتفتح أبواب الرحمة. وفي كل سنة نستقبله ضيفا عزيزا على قلوبنا ففيه نزل القرآن وفيه ليلة عظيمة ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر. قال أحد الشعراء: جاء الصيام فجاء الخير أجمعه فالنفس تدأب في قول وفي عمل ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح صوم النهار وبالليل التراويح وقال آخر : أدِم الصيام مع القيام تعبدا قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم فلربما تأتي المنية بغتة يا حبذا عينان في غسق الدجى فكلاهما عملان مقبولان إلا كنومة حائر ولهان فتساق من فرس إلى أكفان من خشية الرحمن باكيتان