لن ينتقد الفرنسيون صيام مهاجم المنتخب الوطني كريم بنزيمة عن التسجيل في الدور الأول لبطولة أمم أوروبا الحالية في حال وجد نجم ريال مدريد الإسباني الثغرة أمام إسبانيا في موقعة ربع النهائي اليوم وقاد فريقه إلى المربع الذهبي للبطولة. ولا شك أن هذه المباراة المفصلية التي سيحتضنها “استاد دونباس أرينا" في دونيتسك، ستكون الفرصة الأخيرة لبنزيمة لترجمة تألقه في الموسم المنصرم مع فريقه وكسب محبة الفرنسيين الذين ما زالوا يبحثون عن القائد والملهم والبطل منذ اعتزال الأسطورة زين الدين زيدان عقب مونديال 2006 في ألمانيا. بنزيمة الذي خاض موسماً ناجحاً وساهم بقيادة فريقه ريال مدريد للقب الدوري الإسباني بتسجيله 21 هدفاً لم ينجح في إحراز أي هدف في ثلاث مباريات خاضها في الدور الأول بل اكتفى فقط بصناعة هدفين الأمر الذي بدأ يثير قلق اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً والذي برر عدم توفيقه بقوله: “ الفرص تأتي عندما أتلقى تمريرات". ولم يخف مدرب الديوك لوران بلان أيضاً شعوره بالقلق تجاه مهاجمه الذي وضع كامل ثقته فيه منذ استلامه مهام التدريب بعد ريمون دومينيك في العام 2010، وقال في هذا الصدد: “بنزيمة يحتاج ويريد التسجيل مثل كل المهاجمين. أعلم أنه مستاء ويقوم بما في وسعه من أجل ذلك، وكان قريباً حتى من تحقيق ما يصبو إليه ولكن الظروف عاندته.أتمنى أن يسجل أول أهدافه أمام إسبانيا". وفي المباريات الثلاث التي شارك فيها بنزيمة، صوّب لاعب ليون القديم 17 كرة على المرمى وهي أعلى نسبة تسديدات للاعب في البطولة الحالية حتى الآن. أما زميله الظهير الأيسر غاييل كليشي لاعب مانشستر سيتي فاعتبر أن صيام بنزيمة عن التسجيل لا يعتبر مشكلة لافتاً إلى أن زميله يلعب دوراً بارزاً في الخطة التي يرسمها بلان، وأضاف: “من المؤكد أننا نحب رؤيته يقوم بنفس الأشياء التي يفعلها مع ريال مدريد ولكن يكفي أن يسجل أمام إسبانيا، لأن الماضي سيزول". وختم كليشي: “ اللاعبون الكبار يكونون دائماً على الموعد". وأعرب فلوران مالودا عن تعاطفه مع بنزيمة كاشفاً أن أفضل هدية ممكن أن يقدمها الفريق له ،هي أن يفعل اللاعبون ما في وسعهم لكي يسجل ،وتابع لاعب تشلسي:" يجب أن يعود بعد البطولة إلى فريقه مرفوع الرأس". ويمني بنزيمة (48 مباراة دولية و15 هدفاً) النفس أولاً ألا يقدّم المنتخب الفرنسي صورة مشابهة لتلك التي ظهر بها أمام السويد (صفر-2) في الجولة الأخيرة من الدور الأول لأن أهدافه لن يكون لها طعم في حال لعب الفرنسيون بنفس الطريقة وتركوا أبواب المرمى مشرعة، فالدرس هذه المرة سيكون أشد قساوة أمام لاعبين يُتعبون الكرة مثل أندريس إنييستا وتشافي هرنانديز وسيسك فابريغاس ودافيد سيلفا، فهل سينجح زملاء بنزيمة في تهيئة المناخ اللازم له لإحراز أول أهدافه في المسابقة ولعب دور البطولة؟