رغم أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحوار بين أتباع الديانات والثقافات المعتبرة قد قطعت شوطاً بعيداً من خلال طرحها من داخل مقر الأممالمتحدة وتبني الأممالمتحدة لها والتعهد بتفعيلها إلا أن ما تم في جلسة مجلس الوزراء برئاسة الملك بالموافقة على تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات الموقع عليها بالعاصمة النمساوية يشكل دفعاً جديداً لهذه المبادرة وضخاً للدماء في هذه المبادرة لتمضي قدماً في فكرتها القائمة على إرساء السلام في المجتمع الإنساني الكبير من خلال التفاهم والحوار ..وهي مبادرة تستمد أهميتها كذلك من الواقع الانساني الذي أصبح يعاني تمزقاً وتنافراً ليس من شأنه إلا أن يهيىء الساحة إلى كثير من التصادم مما ينعكس سلباً على السلام الذي ينشده العالم ويتطلع إليه. وهذا المركز الهام والذي سيتم تدشينه في العاصمة النمساوية فيينا سيكون شعلة من النشاط لتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم المشترك، إذ إن من شأن الحوار والتفاهم الوصول بالإنسانية إلى بر الأمان بعيداً عن الصراع والعنف وتوابعهما من إحن وضغائن .. جوهر مبادرة خادم الحرمين هو تفاهم الحضارات وليس صراع الحضارات وهذا ما سيكون الرسالة الأساسية والأولى لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والذي سينطلق نشاطه في العاصمة النمساوية في نوفمبر المقبل.