بدأت تركيا امس التنقيب عن النفط والغاز شمال قبرص، في ظل استمرار النزاع حول أحقية استغلال الموارد الطبيعية للجزيرة المقسمة بين قبرص الشمالية -التي لا تعترف بها سوى أنقرة- وجمهورية قبرص المعترف بها دوليا. ولم تتأخر الحكومة القبرصية في الرد على هذا التحرك، واصفة إياه بأنه غير قانوني. وقد أعلنت مؤسسة البترول التركية (تباو) المملوكة للدولة خلال احتفال اليوم عن بدء عملية حفر بحري تمتد لأربعة أشهر في بئر تركيوردور . على عمق ثلاثة آلاف متر تحت سطح البحر . على مقربة من قرية تريكومو، وقد حضر الحفل وزير الطاقة التركي تانر يلذر. وقال الوزير التركي إنها لحظة تاريخية، معبرا عن أمله بأن تفتح نتائج التنقيب صفحة جديدة لعلاقة بلاده مع قبرص الشمالية في مجال إنتاج النفط والغاز. بالمقابل قال المتحدث باسم حكومة قبرص ستيفانوس ستيفانو إن تركيا وقيادة القبارصة الأتراك تنتهكان قرارات الأممالمتحدة بشأن الجزيرة والتي تدعو الدول الأعضاء إلى احترام سيادة واستقلال قبرص وسلامة أراضيها. وأضاف المتحدث أن الحكومة ستتخذ الإجراءات المناسبة ضد هذا التصرف غير القانوني. وكانت أنقرة قد غضبت في سبتمبر الماضي عندما منحت نيقوسيا شركة نوبل إنرجي الأميركية رخصة للتنقيب في امتياز بحري للغاز الطبيعي جنوب الجزيرة المقسمة منذ العام 1974. ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هذه الخطوة بأنها “جنون يهدد بنسف محادثات السلام الرامية إلى إعادة توحيد الجزيرة”. وقد أرسلت تركيا حينها سفنا عسكرية لمرافقة سفن البحوث الزلزالية التابعة لها في مياه تقع على بعد عشرة كيلومترات من موقع التنقيب القبرصي. وقالت شركة نوبل إنرجي إنها وجدت احتياطي غاز ضخما يقدر بنحو 224 مليار متر مكعب في المنطقة التي منحت الترخيص فيها. وتقع منطقة الاكتشاف على مقربة من حقل غاز ليفياتان العملاق المكتشف قبل سنوات قبالة ساحل إسرائيل.