تلتقي هولندا التي طبقت فلسفة «الكرة الشاملة» بعد أن قدمتها إلى العالم في السبعينات، مع روسيا اليوم السبت في مدينة بال السويسرية في ربع نهائي كأس أوروبا 2008 في مباراة يتوقع أن تأتي هجومية بحتة لكون المنتخب الروسي يقوده هولندي مخضرم هو غوس هيدينك الذي حقق إنجازات لا تحصى ولا تعد مع منتخبات مغمورة. وحسم المنتخب «البرتقالي» جميع مبارياته في الدور الأول بسهولة متناهية فتغلب على إيطاليا بطلة العالم 3-صفر، ثم اكتسح فرنسا وصيفة بطلة العالم 4-1، قبل أن يتغلب على رومانيا بهدفين نظيفين علماً بأن مدربه ماركو فان باستن أشرك الفريق الرديف، فكان من المنطقي أن يرشحه النقاد للذهاب بعيداً في البطولة ولما لا إحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1988. ويدخل المنتخب الهولندي المباراة مرشحاً لتخطي عقبة نظيره الروسي بيد أن الأخير قدم كرة هجومية رائعة بدوره ضد السويد وتفوق عليها 2-صفر ليستعيد توازنه بعد الخسارة القاسية في الجولة الأولى أمام إسبانيا 1-4، علماً بأنه فاز على اليونان في الثانية 1-صفر. ومن المتوقع أن يستهل فان باستن المباراة بالتشكيلة التي خاضت الشوط الثاني من المباراة ضد فرنسا أي بإشراك أريين روبن على حساب لاعب الوسط المدافع أورلاندو أنغيلار. وأبلى روبن بلاء حسنا ضد الفرنسيين في الشوط الثاني وسجل هدفاً رائعاً علماً بأنه لم يشارك أساسياً في المباراة الأولى ضد إيطاليا بداعي الإصابة، قبل أن يبدأ المباراة ضد رومانيا. ويتمتع المنتخب الهولندي بأكثر من ورقة رابحة بالإضافة إلى وجود القناص رود فان نيستلروي بدا واضحاً أن العمل الذي يقوم به الثنائي رافايل فان در فارت وويسلي سنايدر كبيراً جداً أيضاً ليس فقط من الناحية الهجومية بل من الناحية الدفاعية أيضاً لكي يخففا الضغط على خط الدفاع. وأكد مهاجم أرسنال الإنجليزي روبن فان بيرسي بأنه ورقة رابحة أيضاً وعلى الرغم من أنه يلعب احتياطياً عادة فإنه دائماً ما يفعل الفارق. وسجل المنتخب الهولندي 9 أهداف وتلقى مرماه هدفا واحدا حتى الآن بواسطة الفرنسي تييري هنري. الموقف الروسي في المقابل، يبدو أن المنتخب الروسي تعلم من أخطائه التي ارتكبها في المواجهة الأولى ضد إسبانيا وعرف مدربه القدير غوس هيدينك كيف يعيده إلى سكة الانتصارات ويضعه في ربع النهائي ليواجه منتخب بلاده. ويستطيع هيدينك الاعتماد على ورقتين رابحتين هما مهاجمه المتألق رومان بافليوتشنكو الذي سجل هدفين في البطولة حتى الآن، وصانع الألعاب المتألق أندري أرشافين. وغاب أرشافين عن المباراتين الأولين لمنتخب بلاده في هذه البطولة لوقفه، لكنه أظهر علو كعبه ضد السويد وكان مهندس الفوز عليها. ويقول أرشافين مازحاً: «صحيح أنه كان بمقدورنا الخروج بغلة أوفر من الأهداف في مرمى السويد، لكننا قررنا توفير بعض الأهداف للمباراة ضد هولندا». وتابع «صراحة، كنت أفضل مواجهة فريق آخر، لأن المنتخب الهولندي أثبت بأنه الأقوى في البطولة حتى الآن، لكن قدرنا أن نواجه الأقوى وأمل أن نقف في وجهه». والتقى هيدينك وفان باستن وجها لوجه مرتين الأولى قبيل انطلاق مونديال ألمانيا عام 2006 عندما كان الأول مدربا لمنتخب أستراليا وانتهى اللقاء بالتعادل 1-1، ثم مجددا في فبراير عام 2007، عندما أصبح هيدينك مدرباً لروسيا وأسفرت المباراة عن فوز كبير لهوندا 4-1.