غير مقبول ولا معقول أن تدب الاختلافات في الرؤى بين أطراف المعارضة السورية إلى درجة (الغليان) في الوقت الذي يفترس فيه الأسد وشبيحته العزل من السوريين ، وينهش لحمهم نهشاً، ويقطع أوصال أطفالهم تقطيعاً ، وهم يسطرون بدمائهم الذكية صحائف ذهبية أذهلت العالم المتفرج المتخاذل!. الأزمة بين المجلس الوطني السوري المعارض، والجيش السوري الحر، مرشحة إلى التصاعد إن لم يحتويها العقلاء.. صور التشظي والتفتت بدأت ملامحها تتضح ، فعندما يقول قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد إنه غير مستعد للتعامل مع المكتب الاستشاري العسكري الذي أعلن عن انشائه رئيس المجلس الوطني المعارض د. برهان غليون، فإن ذلك يشي بأزمة حقيقية في صف المعارضة التي طالما انتقدت مراراً وتكرار في مؤتمر أصدقاء سوريا بتونس بسبب البطء والتقصير في اتخاذ مواقف داعمة للشعب السوري، وتبني مطالب الثوار على الأرض ، ما أفرز تكوين مجموعة العمل الوطني السوري برئاسة المعارض هيثم المالح في خطوة لتصحيح مسار تقصير المجلس الوطني السوري، إذ ليس من المتصور تهميش مجاهدات وانجازات وبطولات الجيش السوري الحر الذي أبلى بلاءً حسناً منذ تأسيسه وحتى اليوم ، وبعدم التنسيق والتشاور معه قبل اتخاذ خطوة انشاء المكتب الاستشاري العسكري، وغير مقبول أن يعرف الجيش الحر خبر هذا المكتب المفاجىء إلا بعد قيامه بساعات ؟!. وفي الخط الموازي هناك المجلس الثوري الأعلى لتحرير سوريا برئاسة العميد مصطفى الشيخ ، وهو طرف ولاعب اساسي ومؤثر في ميزان القوى المسلحة المعارضة على الأرض الذي له رؤية مغايرة مما يجري على الواقع ، مما يشير إلى أن هناك فجوة بين الشركاء (المتشاكسين) ..وفي المقابل ثمة شعارات يرفعها الثوار في الميدان تقول لا يمثلنا إلا الذي يسلحنا ..إذا لم تنصب جهود المعارضة وتتوحد حول هدف واحد وهو اسقاط النظام فإن ثمة خروقات وخلافات عميقة ستصيب الجسم المعارض والمستفيد الوحيد من هذا التشقق والانشقاقات هو الأسد الذي يقتل ويعدم العشرات يومياً على مرأى ومسمع من العالم المتخاذل.