أكد عدد من العلماء ورجال الدين سعادتهم التي يشهدها مسعى المسجد الحرام بمكة المكرمة حيث قال الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقاً وعضو مجمع البحوث الإسلامية: بداية نبارك هذه الخطوة الرائدة التي كانت متوافقة مع منهج الشرع فهي للضرورة للعمل لما فيه مصلحة المسلمين ورفع المشقة والكلفة عنهم. وأضاف هاشم: إن الذين عايشوا منطقة المسعى في السابق يتأكد لهم بكل وضوح وجلاء موقع جبلي الصفا والمروة وامتدادهما الواسع. وقد كانت أعداد الحجاج والمعتمرين ولازالت في تزايد مستمر وعلى مدار العام بأكمله والزيادة من مظاهر الصحوة الإسلامية المباركة فدعت الحاجة بعد أن تيقنتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فسارعت مشكورة في الشروع في توسعة المسعى وتوسعة الحرم المكي الشريف فهنيئاً لهم ذلك وكتب لهم الله الأجر والمثوبة. واعتبر رئيس جامعة الأزهر سابقاً بأن هذه التوسعة من أجلّ وأفضل أعمال الخير لأن هدفها هدف نبيل سام وهو التخفيف على المسلمين والتيسير على أمر الحجيج من ضيوف الرحمن في أداء مناسكهم وشعائرهم التعبدية في أجواء روحانية كريمة وتعبدية موافقة لهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يسرها وسهولتها على المسلمين عامة وعلى حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين خاصة. فرحم الله من كان سبباً وعوناً في مشروع هذه التوسعة المباركة. وأشار الشيخ أبو مشهور إلى أن الحج مع هذه التوسعة المباركة سيكون إن شاء الله في العام القادم سهلاً وميسراً وستتلاشى بإذنه تعالى مظاهر الازدحام الشديد والتدافع الكبير كما كان يحصل في الأعوام السابقة وسنلاحظ ذلك بأم أعيننا بل ويلاحظ الجميع أثر هذه التوسعة توسعة المسعى وفائدتها العظيمة وأثرها البارز في رفع الحرج والمشقة والازدحام والتدافع الشديد الذي يظهر مع كل موسم من مواسم الحج من ضيوف بيت الله الحرام وأردف الشيخ أبو مشهور يقول: لقد شاءت الأقدار أن نشاهد الأعمال في توسعة المسعى وقد انطلقت ولله الحمد لتخفيف الازدحام وتؤكد أن هذه الخطوة التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خطوة عظيمة موفقة سيسجلها التاريخ بمداد من ذهب. وحول المسألة: مسألة توسعة المسعى شرعياً أوضح الشيخ أبو مشهور أن هذه المسألة حسمها العلماء الراسخون وأيدها المجمع الكبير من المهتمين بشأن التوسعة. بأدلة اعتمدها المجيرون تفوق عشرين دليلاً كلها كما ذكر العلماء صحيحة قوية يعضد بعضها بعضاً لرفع المشقة والفتن والشطط على المسلمين في كل مكان وزمان وهو المقصد الشرعي الذي تهدف إليه شريعتنا السمحة من رفع المشقة عن المسلمين وعدم التحجير والتضييق عليهم.وأشار رئيس الرابطة الإسلامية بالدنمارك وأستاذ الفقه المتعارض الدكتور محمد فؤاد البرازي إلى أن المسعى لم يحدد لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية المطهرة ومن غير الصواب فمن الخطأ أن تضيق ما اتسع لأن الطواف بين الصفا والمروة هو الرابط الأصلي والوحيد لهذا الأمر فيكون هذا بحسب حاجة المسلمين. فمن اللائق أن نرفع المشقة عن المسلمين وهذا ما أمر به شرعنا الحنيف. وأوضح رئيس الرابطة الإسلامية في الدنمارك أن الأمة في كافة عصورها وأزمنتها وخصوصاً في هذا الوقت تحتاج إلى فقه التيسير وليس التشدد وخاصة فيما يخص مناسك الحج والعمرة فكلما كان هناك متسع يسع هؤلاء المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام كان أداء المناسك في سهولة تامة ويسر كامل وقال: إن المسلمين اليوم في تزايدهم بالملايين والمكان ضيق جداً فكيف نقول إن هذه التوسعة لاتجوز ونشدد دون دليل شرعي واضح من كتاب أو سنة إن العبادات مبنية على التيسير.