الأمر الكريم الذي أصدره أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بإلغاء الأوبريت الغنائي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة لهذا العام ، كان في الحقيقة أمراً حكيماً كما عود المليك المفدى شعبه وأمته. فإن المملكة التي آلت على نفسها العمل من أجل استقرار الوطن العربي والأمة الاسلامية يعز عليها أن تقيم حفلاً غنائياً في هذا الوقت بالذات والشعوب العربية تعاني مأساة، فنزيف الدم في سوريا وما يحدث هناك من سفك يومي لدماء الأبرياء وترويع الآمنين أمر يزعج المملكة وقيادتها وقد توالت النصائح من المليك المفدى للقادة السوريين أن يعملوا من أجل حقن الدماء ولكن لم يُستجب لذلك النداء الذي كان كافياً بأن يخرج سوريا من أزمتها الحالية ، كما أن ما يجري في مصر حالياً يدمي القلب من خلال الأحداث المتتالية التي راح ضحيتها كثير من الأبرياء ..ورغم أن المجلس العسكري يعمل هناك من أجل التهدئة إلا أن الأصابع الخفية لا تتوقف من أجل انعاش الفتنة واحيائها. وكذلك ما جرى ويجري في اليمن وليبيا الشقيقتين من أحداث مؤسفة ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء وما تمر به تونس ..كل هذه الأحداث تتطلب من المملكة التي يهمها ما يجري في أمتها أن تتفاعل معها وقد كانت المملكة السباقة في محاولة التهدئة ويأتي أمر خادم الحرمين الشريفين بإلغاء الأوبريت الغنائي ترجمة حقيقية للوقوف مع هذه الشعوب العربية في هذا الظرف العصيب.