توقع الدكتور عبدالله بن احمد الرشيد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم البحث العلمي زيادة الإنفاق على قطاع البحث العلمي في السنوات القادمة بشكل كبير نظراً لتوجه الدولة الجاد في زيادة دعم البحث العلمي وفق ما نصت عليه السياسة الوطنية للعلوم والتقنية، إضافة إلى تغيير وتجديد لوائح البحث العلمي، وزيادة مكافأة الباحثين، وتسهيل إجراء البحث العلمي . وقال إن هذا التوجه سيدعم إجراء المزيد من البحوث العلمية التطبيقية التي تمس الأمور المتعلقة بخطط التنمية بشكل عام وفي كافة المجالات، مؤكداً حرص واهتمام مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على دعم الأبحاث العلمية المتعلقة بمجالات صحة الإنسان والأمراض المعدية، بالتنسيق مع وزارة الصحة، ومن ذلك مرض الدرن ومرض الحمى المالطية، مشيراً إلى أنفاق المدينة خلال السنوات الماضية ما يربو على الثمانمائة مليون ريال على البحث العلمي . وبين الرشيد في كلمة ألقاها خلال افتتاح فعاليات اللقاء العلمي العشرين عن خطورة الدرن والحمى المالطية بين أفراد المجتمع السعودي وإمكانية القضاء عليها الذي نظمته المدينة ، أن من أسباب انتشار مرض الدرن استضافة المملكة لعدد كبير من العمالة الوافدة من مناطق تنتشر فيها مثل هذه الأمراض فضلاً عن وفود عدد كبير من الحجاج والمعتمرين الذين يكون بعضهم مصابين بهذا المرض . وتم خلال اللقاء عرض مشروعين بحثيين دعمتهما المدينة بأكثر 1.7 مليون ,الأول للدكتور سهل بن عبد العزيز الهاجوج، بعنوان(دراسة الجزيئية الوبائية لسلالات جرثومة الدرن في المملكة العربية السعودية , والثاني (تشخيص إصابة بروسيلا “ميكروب الحمى المالطية” في الإنسان بواسطة التقنية الجزيئية وتفاعل التسلسل البلمري) للدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحقيل، وجميعهم من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. وأوضح الدكتور سهل بن عبد العزيز الهاجوج الباحث الرئيس أنه تم من خلال الدراسة التي أجريت تجميع و تصنيف 1505 معزولة درن من جميع مناطق الدراسة، حيث صاحب تصنيف المعزولات بعد التعرف عليها إجراء اختبارات التحسس للخط الأول من المضادات الحيوية التي تستخدم في علاج الدرن، كما تمت مقارنة السلالات بقاعدة البيانات العالمية الموجودة في معهد (باستير قوادالوب فرنسا) . وبين الهاجوج أن فيها العديد من السلالات المستوردة من مرض الدرن بما يمثل نسبة الثلثين من مجموع المعزولات والبقية هي معزولات مستوطنة، مشيراً إلى تميز منطقة جازان بوجود سلالة فريدة من نوعها وتحمل بصمة وراثية خاصة بها لا توجد في بقية مناطق المملكة. بالإضافة إلى وجود سلالة أخرى ليس لها مثيل في قاعدة البيانات العالمية وهي منتشرة في عدة مناطق بالمملكة، كما بينت الدراسة أيضا وجود سلالة مستوردة مقاومة للعلاج وسريعة الانتشار وهذه هي السلالة البكينية وتوجد بنسبة حيث تشير اختبارات التحسس لهذه السلالة أن ثلث المعزولات منها مقاومة للعلاج. كما كشفت الدراسة عن وجود سلالة هارلم بنسبة 4.5 % و سلالة أمريكا اللاتينية بنسبة 4.7% والسلالة التائية بنسبة 13.7 %والسلالة الهندية بنسبة 13.1% وسلالة شرق أفريقيا بنسبة 7.7 %وسلالة مانو الهندية بنسبة 2% ، فضلاً عن وجود سلالات أخرى تسمى السلالات المشتركة بنسب متفاوتة وتشكل في مجموعها 22%. وأوضح الهاجوج أن الدراسات بينت عدم وجود بيانات وبائية لمرضى الدرن، مشيراً إلى أنه تم إنشاء قاعدة بيانات توجد بها البصمات الوراثيه لجميع المعزولات التي تم تصنيفها وذلك باستخدام البرنامج الحاسوبي بيونيومريكس. وأكدت توصيات الدراسة على ضرورة دعم وتأهيل مختبرات الدرن وبخاصة تلك الموجودة بمنطقتي تبوك و جازان، كما أوصى الفريق البحثي بالتدريب المستمر للعاملين في هذه المختبرات وتقديم الحوافز لهم، مع التسجيل المنظم والدقيق لحالات الدرن، على أن يتم ربط قاعدة البيانات هذه بكافة الفروع المتوفرة لمكافحة الدرن في جميع مناطق المملكة. كما شددت الدراسة على وجوب تطبيق البصمة الوراثية على كل معزولات الدرن لجميع المرضى شريطة أن تحفظ النتائج في قاعدة البيانات. وفي المحاضرة الثانية قام الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحقيل الباحث الرئيس للمشروع البحثي (تشخيص إصابة بروسيلا “ميكروب الحمى المالطية” في الإنسان بواسطة التقنية الجزيئية وتفاعل التسلسل البلمري) بتقديم عرض تفصيلي لنتائج هذا المشروع . وأوضح الدكتور عبدالله الحقيل أن الدراسة بينت أن استخدام مسبار د ن أ وتقنية تفاعل إنزيم البلمرة المسلسل(PCR) في تشخيص مرض البروسيلا في الإنسان ، والتي تستند على جين البروسيلا المعروفة ب (Omp) ، قد يسهم في تشخيص 70% من أنواع البروسيلا في عينات الدم . وقال أن الدراسة أثبتت بأن المسبار يخلق أشكالاً متشابهة في تكوين حمض أل د ن أ الجرثومة البروسيلا التي تم تحليلها بإستخدام اختبار (Soutgern B1ot) .وذلك عند استعمال مسبار حمض د ن أ والذي عدل نتيجة لتكثيف سلسلة تفاعل انزيم البلمرة ووسائل تضاعف الجين .