نحن مازلنا نقبل بالبكالوريوس في البنوك والوزارات والقطاع الخاص فالشهادات الجامعية اليوم تحولت إلى نوع من الهوس الاجتماعي حتى يتم تقدير صاحب الشهادة الجامعية أكثر من حملة الدبلوم علماً بان شهادات الدبلوم أكثر نفعاً للمجتمع من الشهادة الجامعية في العلوم الاجتماعية، تغيرت نظرة المجتمع لمن يحمل شهادة متوسطة ومنحنا هذه الأفكار المتخلفة بالسخرية منها في الأعمال الأدبية والمهنية سخرية هذه الشهادات ومن هذه المهن الفنية اليدوية بل ورسخنا النظرة الديونية بالقوانين، الشهادات الجامعية منتهى التخلف والجهل أن نفعل ذلك رغم علمنا بان مقدمات الثقافة لا علاقة لها بالشهادات وانظروا إلى حجم الأمية الثقافية الموجودة حالياً من خريجي الجامعات للعلم أن نسبة المنتسبين للجامعة في أوروبا وأمريكا بالكاد تصل إلى 15 في المائة من طلبة الثانوية والبقية الباقية يتجهون لسوق التدريب والعمل حتى يصبحوا مهنيين وهو ما يحتاجه المجتمع واليوم ونحن نعاني من اختلال الوضع السكاني حتى أصبح المواطنون عالة في بلدانهم نظراً لحاجتهم المتزايدة للمهنيين من الأجانب من حملة الشهادات المتوسطة والثانوية والدبلوم الذين تلقوا تدريبات عملية في مختلف المهن. الم يحن الوقت إلى البدء ببرنامج وطني لتدريب الشباب على هذه المهن ومساعدتهم بعد التخرج مالياً لإقامة مؤسساتهم المهنية الصغيرة فاستيراد العمالة الوافدة سيشكل تهديداً للتغيرات السكانية مما يحمله ذلك من تغيير الواقع الاجتماعي وارتفاع نسبة الجريمة لمجتمعات برغم كل الأموال المتوفرة عجزت عن توفير عمالة وطنية. حان الوقت لأجل عودة الثانوية بكل تخصصاتها الفنية والمهنية والصناعية وتطويرها بما يتلاءم وحاجة السوق من مناهج متطورة لتكون المرحلة المنتهية من التعليم واحترام المجتمع لها قبل الخطر؟ جدة: عبدالواحد الرابغي