في مثل هذه الأيام من كل عام يتحين ضعاف النفوس موعد اقتراب الاختبارات لترويج المخدرات والحبوب المنشطة خارج أسوار المدارس، متخذين من الإشاعات وسيلة للتغرير بالطلاب والطالبات من خلال نشر بعض الأوهام والأفكار المغلوطة حتى يزينوا تعاطي تلك السموم بحجة أنها تساعد على الاستذكار وتمد الجسم بالحيوية والنشاط والنتيجة حتماً مغايرة لأن هذه الآفات تدمر عقل الانسان وتلغي وظيفته وتحول دون التفكير والتخطيط السليم. وطبقاً للباحثة ابتسام سعد القرني المحاضرة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات أن التفكك الأسري وانفلات الرقابة على الأبناء وضعف الشخصية أبرز العوامل المؤدية للوقوع في براثن المخدرات التي ربما تكون من قبيل التجربة والفضول. وتشير إلى أنه يعكس ماهو مشاع فإن المخدرات لاتبعث على النشاط بل يصحبها خمول وقلة نشاط واهدار للطاقات وقلة في الانتاج وبالتالي يعقبها فشل دراسي وجرائم بشعة وحوادث مروعة. وقالت ان المخدرات من أعظم الآفات خطورة على الانسان كونها تؤدي إلى تدمير العقل والجسد على حد سواء مما يجعل لها كبير الأثر في هلاك الأمم وسقوط الحضارات وانكسار الشعوب تحت وطأة الهزائم، فالعقل البشري هو المفكر الذي يخطط وينظم ويضع الحلول ويتصور البدائل ويجد الأهداف، فكيف بمن أرادوا تعطيله عبر تعاطي السموم وترويج الإشاعات والأكاذيب المختلفة لايقاع الطلاب في حبال المخدرات. وحذّرت القرني من تعاطي المنشطات وهي مواد يتم تحضيرها من مركبات غير مشروعة بالمعامل مؤكدة أنها تضر بالعقل وتندرج ضمن المخدرات الخطرة. وقالت رغم هذه المحاذير إلا أن شياطين الإنس يحاولون إغراء البعض بتعاطي هذه السموم فمتى خرج الأبناء من طاعة والديهم إلى طاعة رفقة السوء وغابت الرقابة التي يجب أن تكون حازمة تترك للأبناء حيزاً للتفكير في شؤونهم وتعلمهم كيفية التعرف على التعاليم الإسلامية ومبادئ الأخلاق القويمة. وأضافت الأخصائية الاجتماعية زهرة حامد ان المخدرات تنقص القدرة على بذل الجهد وتستنفذ الجزء الأكبر من الطاقة، وتضعف القدرة على البحث والابداع والابتكار، وطالما أن تعاطي المنشطات يضعف القدرة الانتاجية للفرد وذلك أمر بديهي فإن البدن المعتل والعقل المختل والنفسية المريضة لايمكن أن يؤدي صاحبها عمله على أكمل وجه. وأشارت إلى أن الضرر الصحي تختلف درجة خطورته تبعاً لخصائص العقار المستعمل ووسيلة تعاطيه، وتبعاً لشخصية المتعاطي وللبيئة التي يجري فيها التعاطي.. كما أن الافراط في تعاطي المخدرات والانقطاع فجأة عن تعاطي العقاقير المسببة للاعتماد الجسمي قد يتسببان في وفاة المتعاطي أو اصابته بالجنون. وتعاطي المخدرات لها خاصية انتشار المرض المعدي حيث يذكر إن معظم المدمنين قد تعلموا تعاطي المخدرات عن طريق رفقائهم ووبائية التعاطي تؤدي إلى زيادة عدد المتعاطين أي عدد الأشخاص معتلي الصحة الجسدية والنفسية.