الأضواء في الموسم الجديد في اسبانيا ستبقى بالطبع على المنافسة الساخنة بين العملاقين برشلونة وريال مدريد، فاحتمالات فوز أي من الأندية الثمانية عشرة الأخرى بلقب الليغا تبدو ضئيلة للغاية إن لم تكن مستحيلة. برشلونة حامل لقب الليغا في المواسم الثلاثة الأخيرة وبطل أوروبا الحالي يبدو في أفضل حالاته مع مجموعة من أفضل لاعبي العالم يتقدمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وتألق الفريق الكاتالوني في الفترة الأخيرة بشكل غير عادي، وخاصة بعد العرض الذي قدمه في نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي، جعل الكثيرون يعتبرونه الفريق الأفضل في تاريخ كرة القدم. وغريمه ريال مدريد يمتلك أحد أقوى خطوط الهجوم في العالم مع وجود البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سجل وحده 54 هدفاً في جميع مسابقات الموسم الماضي، كما يقود الفريق أحد أفضل المدربين في العالم وهو جوزيه مورينيو، الذي يبحث عن تحقيق إنجاز طال انتظاره من قبل جماهير النادي الملكي، سيضاف إلى الإنجازات العديدة التي حققها المدرب البرتغالي محلياً وقارياً مع أندية إنتر ميلان الإيطالي وتشلسي الإنكليزي وبورتو البرتغالي. ولكن ماذا عن الأندية الأخرى المشاركة في الليغا، تلك الأندية التي قلما تسلط عليها الأضواء، والتي دائماً ما يكون أقصى طموح لها هو البقاء في الدرجة الأولى؟ سنسعى خلال السطور التالية لإلقاء الضوء على ثلاثة من تلك الأندية، ريال بيتيس ورايو فاييكانو وغرناطة، وهي الأندية التي صعدت هذا الموسم إلى دوري الدرجة الأولى لتأخذ أماكن الأندية الثلاثة الهابطة. وظروف هذه الأندية الثلاثة تتشابه إلى حد كبير، فجميعهم يعانون من الديون التي أثرت في قدرتهم على تدعيم صفوفهم للموسم الجديد فاكتفوا بضم لاعبين على سبيل الإعارة أو بدون مقابل انتقال لانتهاء عقودهم مع أنديتهم الأصلية، في حين ضم البعض لاعباً أو اثنين بمقابل لم يتجاوز 2 مليون يورو للصفقة الواحدة. وبذلك سيكون الموسم الجديد اختباراً صعباً للغاية للجميع، ونجاح اي منهم في البقاء بحد ذاته سيكون إنجازاً كبيراً. ريال بيتيس، توج الموسم الماضي بلقب دوري الدرجة الثانية ليضمن العودة بين الكبار بعد غياب موسمين فقط، ويعود معه دربي المدينة الساخن أمام جاره اللدود إشبيلية إلى روزنامة الليغا. بيتيس حقق هذا الإنجاز رغم مشاكل إدارية ومالية عديدة بدأت خلال صيف 2010 عندما تم اتهام مالك النسبة الأعلى من أسهم النادي لوبيز دي لوبيرا بالاحتيال، واوقف القضاء المحلي محاولة بيع أسهمه إلى لويس أوليفير ألبيسا، وهو رجل أعمال مثير للجدل اشتهر من قبل في عالم كرة القدم من خلال فشله في إدارة ناديي خيريز وقرطجنة ووضعهم على حافة الافلاس. ومع حصول ألبيسا على حصة كبيرة من الأسهم عبر ملاك آخرين، عين القضاء النجم السابق لبيتيس رافاييل غورديا للاشراف على حصة دي لوبيرا في النادي خلال الموسم الماضي وذلك لضمان إدارة النادي بالشكل الصحيح. ولكن غورديا استقال من منصبه في يوليو الماضي بعد تحقيق انجاز الصعود وفضل العمل في منصب إداري آخر، في الوقت الذي عقدت فيه انتخابات اسفرت عن اختيار مايكل غيلين فاليخو رئيساً جديداً. وتقدر ديون النادي حالياً بما يقارب 80 مليون يورو، ولكن قيمته الفعلية في حالة بيعه تم تقديرها خلال مطلع هذا العام من خلال خبراء قانونيين بما يقارب 175 مليون يورو. البقاء في البريميرا سيكون حاسماً لمستقبل النادي الأندلسي، خاصة في ظل تطبيق الأنظمة المالية الجديدة التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لوضع قيود على إنفاق الأندية. ويقود الفيردي بلانكوس منذ مطلع الموسم الماضي المدرب بيبي ميل، الذي كان أحد نجوم الفريق في ثمانينات القرن الماضي، وقد نجح حتى الآن في الحفاظ على الثنائي الهجومي المميز خورخي مولينا (18 هدفاً الموسم الماضي) وروبن كاسترو (27 هدفاً). أما أبرز الراحلين فكان لاعب وسط الكاميروني آتشيل إيمانا الذي انتقل للهلال السعودي مقابل 4.5 مليون يورو، فتم تدعيم خط الوسط الفريق عبر ضم خافيير ماتيا من فياريال مقابل 1.2 مليون يورو والحصول على خدمات الجناح الإكوادوري جيفرسون مونتيرو من فياريال أيضاً على سبيل الإعارة. في الوقت الذي تعاقد فيه بدون مقابل انتقال مع المدافع الأيمن المتميز خافي تشيكا من إسبانيول وقلب الدفاع أنطوينو أمايا من ويغان الإنكليزي، ودعم الجهة اليسرى عبر ضم المدافع المتميز أوستاريتز من أتلتيك بلباو. رايو فاييكانو، يعود إلى الدرجة الأولى بعد غياب ثمانية مواسم لينضم إلى جيرانه في مقاطعة مدريد، ريال مدريد وأتليتيكو وخيتافي، وهو ما سيضمن لجماهير هذه الفرق 12 مباراة دربي على الأقل هذا الموسم. على أرضية الملعب كان الموسم الماضي أكثر من رائع ل “رايو” فتحت قيادة المدرب خوسيه رامون ساندوفال أنهى الفريق الموسم في المركز الثاني خلف البطل “بيتيس” ليصعد مباشرة للدرجة الأولى، ولكن خارج أرضية الملعب كانت الأمور مختلفة، فالمشاكل المالية والديون وضعت الفريق على حافة الافلاس ولم يحصل عدد كبير من اللاعبين على رواتبهم لشهور عديدة. ومع حلول الصيف باعت أسرة رويز ماتيوس، التي كانت تملك رايو فاييكانو منذ عشرين عاماً، النادي إلى رجل الأعمال راؤول مارتين بريسا. وحاول الأخير الخروج بالنادي من أزمته قبل أن يضطر لإشهار افلاسه في يونيو مع وصول الديون إلى حوالي 40 مليون يورو، ليدخل النادي تحت إشراف قضائي. العلاقات بين الجماهير والمالك الجديد لا تبدو جيدة وكان هناك العديد من الوقفات الاحتجاجية للمشجعين ضده خلال الأسابيع الماضية، وهو ما ينبىء بموسم صعب للغاية. القوة الهجومية للفريق ستتأثر برحيل الثنائي الأرجنتيني، أوسكار تريخو الذي عاد إلى مايوركا لانتهاء فترة إعارته، وإيميليانو أرمنتيروس هداف الفريق الموسم الماضي برصيد 20 هدفاً والذي كان معاراً أيضاً، وعاد إلى إشبيلية. وسيأمل المدرب ساندوفال أن يستعيد الوافد الجديد من ريال سوسيداد ، راؤول تامودو، حاسته التهديفية التي اشتهر بها في الليغا مع فريقه السابق إسبانيول على مدار 13موسماً (129 هدفاً بين عامي 1996 و2010). كما سيكون عليه الاعتماد أكثر على الثنائي المخضرم دافيد أغانزو والمونتنغري أندريا ديليباسيتش، بالإضافة إلى النجم الواعد دانييل باتشيكو، لاعب منتخب الشباب الإسباني، والقادم من أتليتيكو مدريد على سبيل الإعارة.