| ما حكم من أفطر يوما من رمضان بعذر أو بدون عذر ؟ || من أفطر يوما من رمضان بدون عذر فإنه آثم وعليه قضاؤه ، لكن إن كان بجماع فعليه كفارة الجماع في نهار رمضان ، وهي : عتق رقبة فإن لم يجد فإنه يصوم شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإنه يطعم ستين مسكينا ، وهكذا المرأة ، وإذا أفطر بعذر كالمرض أو السفر فإنه يقضي وليس عليه إثم. | ما حكم من انتهك حرمة يومين من شهر رمضان متعمدا ؟ || إن كان المراد أنه أفطر يوما من رمضان فأكثر بغير عذر بمفطر غير جماع فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب تجب عليه التوبة الصادقة من ذلك وقضاء ذلك اليوم . وإن كان أفطره بجماع وجب عليه مع ما ذكر الكفارة المغلظة ؛ وهي عتق رقبة ، فإن لم يجد صام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكينا لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد ، ومقداره بالوزن كيلو ونصف تقريبا .وإن كان المراد انتهاكه بغير الفطر كالغيبة والنميمة وغير ذلك من المعاصي غير المفطرات فإنه يتوب إلى الله ويستغفره وصومه صحيح. | هل المسلم حين يصوم يثبت قدرته على التغلب على الحاجات والأهواء فكيف ذلك؟ وكيف يرى المسلم الدنيا على حقيقتها؟ فرض سبحانه صيام شهر رمضان لمصلحة عباده ولتهذيب نفوسهم والارتقاء بهم إلى الكمال البشري، وفي الصيام الامتناع عن المفطرات من المطعم والمشرب وغيرهما، وهذا يمرن النفس على خلاف هواها، ويعينها على التغلب على شهواتها الممنوعة في الصيام، ويهذبها إلى الأخذ بالأخلاق الفاضلة، ومتى قوي علم العبد بدينه وما أعد الله لعباده المؤمنين في الآخرة وتمسك بدينه؛ عرف حقارة الدنيا ومنزلتها عند الله وأنها لا تزن عنده سبحانه جناح بعوضة، كما جاء ذلك في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي وابن ماجه ، وإنما تعظم قيمتها في حق من عمرها بطاعة الله واتخذها مطية للآخرة..