الغيرة والحرص على اثبات الحقائق واصلاح الأخطاء والاتجاه إلى صحة القول وفق مساره واجب يستدعي من الباحثين والمهتمين بالشأن البحثي الحرص عليه والتمسك به بغرض الدفاع بكل قوة عن الحق وحده الذي يبقى وغيره يزول هذا ما دفعني هنا إلى اثبات ما حصل من أخطاء كبيرة وقع فيها أخي الكريم عبدالرحيم الأحمدي الباحث في التراث الشعبي والمتجدد دائماً في كتابه هذا التراث والحريص على تسجيله وحفظه من الضياع والاندثار وهذا لا يمنع أي انسان من الوقوع في الأخطاء نتيجة العمل المتواصل والاجتهاد الدؤوب فقد كتب أخي الأحمدي في جريدة الرياض في صفحة خزامي الصحاري يوم الأربعاء 12/8/1432ه عن قصيدة الحرم المشهورة (يقول مخلد عند باب الحرم ون.....) ونسبها إلى مخلد الذيابي بينما هي لمخلد القثامي وهذا مسجل في كتب التراث الشعبي ومنها كتاب أزهار الناديه في أشعار الباديه لشيخها محمد سعيد كمال أول كتاب صدر في الأدب الشعبي في السبعينات الهجرية وغيره من المراجع وكذلك جميع حفاظ الشعر الشعبي يعرفون هذه القصيدة الطويلة التي تسمى قصيدة الحرم وقد خانت الذاكرة أخي عبدالرحيم الأحمدي رغم البعد الزمني بين الشاعرين حيث عاش مخلد القثامي قائل القصيدة في القرن الثاني عشر الهجري وعاش مخلد الذيابي في العصر الحالي وهو والد المذيع والشاعر والفنان مطلق الذيابي رحمه الله ، اذن اختلاف العصر الزمني والفارق بينهما بعيد مع اختلاف الألفاظ والسبك الشعري بين عصر الشاعرين ومخلد القثامي شاعر من الرواد يمثل عصره مثل بديوي الوقداني وبركات الشريف والهزاني وغيرهم له مكانة كبيرة وعرف مخلد القثامي بشعر الغزل في محبوبته (جزوى العطاوية) الذي التقى بها في الحرم وهو في الحج رغم روحانية المكان إلا أنه تغزل فيها في قصيدته المشهورة التي يقول فيها: يقول مخلد عند باب الحرم ون بالمدعى ياعارفين مكان اقدامنا وأقدام خلي تناصن في مطرح عنه الطريق يحداني أول عذاب القلب من عنبر خن والمسك والريحان والزعفران وتلا عذاب القلب شقر يهلن على عنيق كنه الخير زران إلى آخر القصيدة التي بلغت مائتين بيت سجل فيها ما يعاني من حب كبير لمحبوبته التي ظفر بها زوجة على سنة الله ورسوله بعد البحث والتحري وهي من أجمل بنات العرب في ذلك الوقت ومن أسرة ذات مجد كثر من طلب الزواج منها ومنهم مخلد القثامي الذي قيل فيه المثل السائد (الادنى بالادنى والتعدي زريه) عندما اختارته جزوى وقالت هذا المثل لأنها تعرف أنه ادنى المجلس الموالي لها يراجع كتابي لكل مثل قصة الثاني ودراسات في الأدب الشعبي والله الموفق وما نريد إلا احقاق الحق وازالة الأخطاء.