ما أحمله من كلمات إنما هي حروف وجدتها متناثرة وعملت على جمعها بكلمات رغبة في إخراج جمل أردت من خلالها أن أنقل صورة لرجل عصامي بدأ حياته من قرية صغيرة باحثا للعلم والمعرفة حتى غدا واحدا من علماء تركيا ومفكريها عاصر صعوبة الحياة وتحمل المشاق وجاءت النتيجة المؤلمة ليترك وطنه . ورغم بعد المسافة بين مسقط رأسه تركيا ومستقر إقامته الحالي الولاياتالمتحدةالأمريكية إلا أن الوفاء ظل ملازما له فمن عادوه بالأمس داخل وطنه وقف إلى جوارهم مرددا قول الحق تبارك وتعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) ولم ينظر للماضي وما حمله من مآس وألم إذ عمل على محو كل ألم أصاب جسده ونظر نحو الناشئة فعمل على إنشاء العديد من المدارس والمؤسسات الخيرية لخدمتهم ودخل مجال الإعلام لا كباحث عن ضوئه يبرزه بقدر ماهو باحث عن نقل الصوت والصورة الحقيقية للآخرين عن الإسلام والمسلمين . ولم يسع يوما للبحث عن الكسب المادي أو المكانة الاجتماعية التي يهدف إليها البعض بقدر سعيه نحو خدمة من ارتبطوا معه بالعرق في وطنه وأولئك الذين ارتبط معهم بالدين في أنحاء المعمورة ليتحول إلى ماسح دموع الثكالا والمحتاجين من الفقراء والأيتام . وقبل أن أمسك بقلمي وأنثر من خلاله قطرات حبري وجدت أنني أمام شخصية يصعب على الكاتب ترجمة سيرتها والحديث عن نشأتها فمن قرية صغيرة يطلق عليها كوروجك تابعة لقضاء حسن قلعة القضاء يعني الإقليم لدى الأتراك بمحافظة ارزروم في شمال شرق تركيا وهي المحافظة ال 25 وتبلغ مساحتها 24,741 كم2 ولا يتجاوز عدد سكانها 937,389 وعاصمتها تعرف ب (أرزروم) وتعني لدى الأتراك أرض الروم (Erzurum) ووفقا لمصادر تاريخية وروايات عدد من الإخوة الأتراك الذين التقيت بهم فان مدينة أرزروم وجدت منذ زمن طويل وكان يطلق عليها (كارين) وكانت تحت حكم الرومان الذين عملوا على تحصينها وسعوا لتغيير تسميتها ب(ثيودوسيوبوليس) تيمننا باسم الإمبراطور ثيودوس الثاني. نظرا لأهمّيتها العسكرية وكانت موضع قتال بين الفرس والروم وقد اهتم بها الإمبراطوران أناستاسيوس الأول ويوستينيانوس الأول بتحصينها وزيادة قدراتها الدفاعية . وقبل أن أسدل الستار عن شخصية العلامة محمد فتح الله كولن فلابد من وقفة نتأمل من خلالها مايردده الكثير من الأتراك عنه فهم يرون أنه الشخص الذي نحت الحرف في الصخر ليقرأه الآخرون وتجاوز أمواج البحار والمحيطات ليصل إلى شاطئ الأمان. وقد كانت ولادته يوم الأحد 30 ربيع الأول 1360ه الموافق 27 أبريل 1941م لتبدأ مع تلك الولادة حياة كولن يطلق عليه الأتراك جولن بالجيم وليس الكاف وبالتركية:(Fethullah Gülen) وكان والده واسمه رامز أفندي ويطلق الأتراك لقب أفندي على الشخصيات البارزة رجل متدين وصاحب شخصية قوية ومؤثرة في قريته وحريص على خدمة من يقصده إذ كان ينظر لكل قاصد على أنه عابر سبيل وكما كان كريما ومؤثرا كان علما من أعلام الدين والعلم والأدب. وبين والده العالم ووالدته المعروفة بتدينها وإيمانها العميق بالله عاش محمد كولن حياة طفولته الأولى قارئا وحافظا للقرآن الكريم وسنه لما يتجاوز الرابعة من عمره. ومن قراءة القرآن الكريم وحفظه إلى اللغة العربية وآدابها تلقى محمد فتح الله كولن تعليمه على يد والده فبرع في ثلاث لغات هي التركية والعربية والفارسية والتي ساعدته لاحقا في تحصيل دروسه بالمدرسة الدينية التي التحق بها كما ساهم تردده على (التكية) في منحه فرصة جيدة لإعداده إعدادا تربويا جيدا من صغره ومن العلوم الدينية واللغات انطلق دارسا للفلسفة والكيمياء والفيزياء مطلعا على الثقافات الغربية والفلسفة الشرقية وظهر تأثره بأستاذه ومعلمه بديع الزمان سعيد النورسي. وعندما بلغ محمد فتح الله كولن العشرين من عمره عيّن إماماً في جامع (أُوجْ شرفلي) في مدينة أدرنة إحدى مدن تركيا وتقع في أقصى الجهة الشمالية الغربية من القسم الواقع في أوروبا قريبا من حدود بلغاريا واليونان وتشير الدراسات التاريخية إلى أن الرومان هم من أسسوها في مطلع القرن الثاني الميلادي وسقطت في يد العثمانيين في سنة 1362م لتصبح عاصمتهم خلال الفترة من 1365 1453م ويبلغ عدد سكانها حوالي 124 ألف نسمة حيث قضى فيها مدة عامين ونصف ثم انتقل للعمل في المجال الدعوي بمدرسة تحفيظ القرآن التابعة لجامع (كستانه بازاري) في مدينة أزمير الواقعة في غرب تركيا والمطلة على البحر الأبيض المتوسط وتبلغ مساحتها 11811كم2 ويبلغ عدد سكانها 3.370.866 نسمة وحرص كولن خلال فترة عمله في المجال الدعوي على التجول فطاف في غربي الأناضول الأناضول كلمة إغريقية وتعني الشرق وتشمل معظم الأراضي التركية وتعرف أيضا بآسيا الصغرى وهي منطقة جغرافية تشكل شبه جزيرة جبلية في غرب آسيا على البحر المتوسط وتقدر مساحة الأناضول بحوالي 743.000 كم2 تحيط بها ثلاثة بحار هي بحر إيجة وبحر مرمرة والبحر الأسود وادى التحاقه بالعمل الدعوي إلى كثرة ترحاله فجاب البلاد طولاً وعرضاً واعظا وخطيبا في الجوامع ومحاضرا في قضايا علمية ودينية واجتماعية إضافة إلى تناوله للقضايا الفلسفية التي درسها والفكرية التي عاصرها مجيبا على تساؤلات الكثيرين من شباب وشيوخ . وأمام شغفه بالعلم وحرصه على خدمة طلابه عكف محمد كولن على إنشاء العديد من المدارس لخدمة الطلاب مخصصا بها أقساما داخلية ومع انهيار الاتحاد السوفيتي أخذت مدارسه التي اختار لها اسم (صلاح الدين الأيوبي) في الانتشار بجمهوريات آسيا الوسطى وعمل على بناء العديد منها داخل تركيا وخارجها مما أدى إلى ظهورها في أقصى شمال الكرة الأرضية وأدنى جنوبها بأفريقيا ويقول عنها مدير المدرسة شوكت شيمشيك : « استلهمنا من «صلاح الدين الأيوبي» تسمية المدرسة فهو نبيل وخلوق ومحترم وشخصية معروفة عالميا. إننا موجودون في أكثر من 100 دولة معاهد عدة وجامعة تحمل اسم «النور» ويحرص محمد كولن كمؤسس لهذه المدارس على نشر الثقافة التركية خارج بلده حيث يتم تدريس اللغة التركية بجانب اللغة الإنجليزية ولغة أهل البلد الموجودة به المدرسة. وان كانت الجمهوريات الإسلامية بآسيا الوسطى ومصر فان إفريقيا لم تكن ببعيدة عنها حيث يوجد عدد كبير من هذه المدارس في جنوب أفريقيا وأوغندا وكينيا وتنفق عائدات المدارس على الفقراء عن طريق جمعيات خيرية. ويوم افتتاح المدرسة بالعاصمة الكينية ممباسا بحضور عدد من المسؤولين بالدولة الكينية منهم رئيس الوزراء الكيني ووزير التعليم وعدد من المسئولين بينهم نواب في البرلمان بالإضافة إلى الجالية التركية في كينيا يتقدمهم السفير التركي . وحينما تم افتتاح المدرسة بالولاياتالمتحدةالأمريكية التي سميت بمدرسة (صلاح الدين) قال عنها الأستاذ أحمد الجزار إنها جاءت (بتوليفة تركية وأميركية وبريطانية ومصرية لتقدم تعليما من نوع خاص، تجتمع فيه قيم الشرق وأخلاقياته مع حداثة الغرب، تعليم تتكئ مناهجه على مبادئ الإسلام وأخلاقياته من ناحية، وتكنولوجيا الغرب وعمليته من ناحية أخرى). وان كان كولن قد عمل على افتتاح المدارس لتعليم النشء وتهيئتهم فان له دوراً آخر تمثل في مساهماته الإعلامية من خلال إصدار الصحف والمجلات وامتلاك القنوات الفضائية ومنها (جريدة الزمان ZAMAN الصادرة باللغة التركية) والتي تعد حاليا من أقوى الصحف التركية وهناك مجلة حراء وهي وان كانت شهرية لكنها شكلت دافعا قويا للثقافة الإسلامية لكونها تصدر باللغة العربية وتأتي قناة Saman Yolu كواحدة من أقوى القنوات الفضائية التي لا ينحصر دورها بالنشاط الاخباري المحلي لكنها تنتقل بين انهار الثقافة والأدب. ويرى الكثير من الأتراك أن النظرية السائدة لدى الكثير من القادة والقائلة « كن جبلاً ولا ترهبنك ضربات الصواعق العاتية فقد ثبت في تاريخ الأبطال أن النصر في الحياة يحصل عليه من يتحمل الضربات لا من يضربها» بدت واضحة على كولن فرغم أنه كان من رواد الحوار بين الأديان أوصلته إلى عقد اجتماع في الفاتيكان مع البابا إثر دعوة تلقاه منه إلا أن خطوته هذه سرعان ما أثارت حفيظة البعض لتبدأ معها جملة من الاتهامات كانت بدايتها في الثامن عشر من يوينو عام 1999 م حينما تحدث بالتلفزيون فاعتبر البعض أن حديثه يشكل انتقادا لمؤسسات الدولة التركية لتبدأ معها تحقيقات المدعي العام . وأمام تلك الانتقادات والاتهامات التي واجهها محمد فتح الله كولن لم يكن من حل سوى مغادرة تركيا والاستقرار بالولاياتالمتحدةالأمريكية . قال عنه رئيس الوزراء التركي السابق بولنت أجاويد الذي قال : إن «مدارسه تنشر الثقافة التركية حول العالم، وتعرف تركيا بالعالم. مدارسه تخضع لإشراف متواصل من السلطات». فيما قال عنه الشيخ الدكتور سلمان العودة : تجربة «فتح الله كولن» كما يسمّونه، وهو شيخ عالِم فقيه، يمكن في السبعين من عمره، يعيش الآن في أمريكا، لكنه يعيش في تركيا في الوقت ذاته، روحه موجودة في تركيا، أتباعه الكثيرون، مدارسه التي تُعَدّ بالآلاف داخل تركيا والآلاف خارج تركيا في الاتحاد السوفيتي والبلقان ومصر والمغرب وإفريقيا وفي كل مكان. مئات الكليات التي تُعتبر في حقيقة الأمر تتبع ما يسمى بنظام «الخدمة». حتى اسم، ليس لهم اسم، ليس هناك تنظيم لهذا الوجود يُلمَس، لكن هناك أتباع وتلاميذ اقتبسوا هذه الروح العالية عن «فتح الله كولن».. كان عنده أيضاً عشرات القنوات الفضائية، عشرات الصحف، حتى -جريدة واحدة- جريدة أظن اسمها «زَمان»، أكبر جريدة تركية، يُوزّع منها يوميّاً مليون نسخة. مجلة شهرية يُوزّع منها ثمانمائة ألف نسخة. وعندهم أكثر من عشرين مجلة. طبعاً هناك مجلة بالعربي أيضاً اسمها «حراء»، تُطبع من مصر. عندهم عشرات المستشفيات. مدارس، حدِّث ولا حرج. مساجد، مناشط... يعني شيء مُذهل. كلّه يعود الفضل فيه بعد الله إلى هذه الروح التي بثّها هذا الرجل: «فتح الله كولَن.. « فيما يعتبر الأستاذ أديب إبراهيم الدباغ أنه « يمكن تلخيص فلسفة «فتح الله كولن» الإصلاحية، من خلال قراءتنا لكتبه ومقالاته واستماعنا لخطبه ومواعظه بكلمة واحدة وهي: سعيه الحثيث لعودة روح الأمة إليها من جديد. ففي هذا الروح تكمن -كما يرى الأستاذ- بطولات الأمة وعبقرياتها وفتوحاتها في مناحي الفكر والحياة..ومن غير هذه الروح تبقى الأمة في ضياع، وتظَلُّ واهنةَ النفس، جامدة العقل، جافَّة الوجدان، هزيلة الخيال؛ لا تبدع ولا تبتكر، تطلعاتها متواضعة، وآمالها قميئة، ترضى بالدون، وتقنع بالقليل، لا يحفزها المجهول، تخاف التحدّيات، وتخشى الاقتحامات، وتتجنّب التضحيات، وتَفْرَق من المغامرات، فكرها بين الأفكار ضحل، وقامتها بين قامات الأمم قزمة، بعيدة عن روح العصر، لا تدرك أبعاده، ولا تفهم لغته ولا ترى قواه المحركة، وكأنها في غيبوبة عن كل ما يحيط بها، وفي غيابَات جُبٍّ لا يمكن الخروج منه. فالأستاذ «فتح الله» يستحث هذه الروح العظيم للعودة إلى جسد الأمة من جديد، لتدبَّ بها الحياة تسرى في عروقها وأعصابها ودمها، وإلاَّ فإنَّ تضحياتها التي قدمتها عَبْرَ القرون السالفة ستذهب سدًى، وتجري متثاقلة إلى متحف التاريخ دون أنْ تجديها نفعًا. طاقة ذكائه لا تنفد... له في كل يوم جديد ذكاءٌ جديد... ونظر في الأمور جديد... إلى الأمام ينطلق دوماً... وإلى الخلف لاينظر... إنه ليس برقم في حسابات المجتمع يمكن شطبه إذا أراد مَن يريد... إنه طاقة روحية ذات امتدادات في أرواح الناس وعقولهم... قد تختفي كلماته... وقد تُمحى كتاباته لكنه يبقى موجوداً في العقول والأرواح لا أحد يستطيع أن يورده موارد العدم... إن نشاطه الروحي يُشعر المجتمع بأنه لا زال حياً... إنه الروح الذي يبعث الحياة في صرعى الدنيوية المقيتة. الفكر والحياة هما مثار اهتمام ذهنه وقلمه... الفكر وحده منفصلاً عن دورة الحياة لا يجدي كما يرى... ولا الحياة مجدية إذا كانت منفصلة عن دورة الفكر... بل لا بُدّ منهما معاً... نحياهما معاً... ونتعايش وإياهما معاً ... وبنفاذ أحدهما بالآخر يخصبان ويؤتيان بالثمار. فالإنسان عنده ليس بأكثر من فكر وحياة... وكلما زاد تلاحمهما زادت إمكانية صنع الإنسان السوي الذي تسعى العقول الكبيرة إلى صنعه..! إنه رجل تنفيذ لا مجرد رجل تفكير... يهوى الفعل لا القول... إنه –إن شئت- رجل عقل وفكر وهو في الوقت نفسه رجل وجدان وقلب... يجمع بينهما فيما يقول أو يفعل...» ويقول الدكتور عبدالحليم عويس أستاذ الحضارة الإسلامية، ورئيس تحرير مجلة التبيان المصرية « عندما تدخل إلى عالم الداعية المربي (محمد فتح الله كولن) ادخل إلى عالمه تلميذاً يريد أن يعرف الحق بالعلم والنور ويعمل به..!! ولا تدخل إلى دنياه أستاذاً يريد أن يعلم ... وينقد ... والفرق شاسع بين المدخلين ! وعندما تدخل تلميذا تكتشف الكثير ... بوجدانك كله ... تكتشف أنك تعيش الطبيعة العصرية لمنهج القرآن والنبوة .. لكأنك في مدينة الرسول - عليه السلام - مع أنك في القرن الحادي والعشرين للميلاد ، الخامس عشرة للهجرة . ويعتبر الاستاذ عبدالقادر الإدريسي أن (في تركيا تجربة فريدة من نوعها، تتمثل في سلسلة المدارس التي فتحت بتشجيع من الأستاذ محمد فتح الله كولن، والتي تعد مهمة لنظام التعليم التركي من ناحيتين؛ الناحية الاجتماعية، وناحية النوعية الجيدة للتعليم. لقد نفثت هذه المدارس، كما يقول الباحث التركي محمد أنس أركنه، الحركة والحيوية في نظام التعليم في تركيا، وكانت ولا تزال عاملاً فاعلاً في زيادة الاهتمام بنظام التعليم، سواء في الأوساط المؤيدة لهذه المدارس أو المعارضة لها. وعندما تبيّن نجاح هذه المدارس، التي تبلغ اليوم المئات داخل تركيا وخارجها، في إعداد الطلاب للجامعات، وظهر نجاحُها الباهر في المباريات العلمية العالمية، وانعكست أخبار هذه النجاحات في وسائل الإعلام ووصلت إلى أسماع الرأي العام، توجه العديد من الأوساط إلى ساحة التعليم، إلى درجة أنه لم يحدث مثل هذا الاهتمام المتزايد بالتعليم في تركيا في العهود السابقة، حتى لقد أصبح من المعتاد الآن وجود برامج خاصة للتعليم في وسائل الإعلام، وخصصت الجرائد صفحات لموضوع التعليم وأخباره، وزاد إقبال العديد من الأوساط على التعليم، بعد أن كانت لا تربطها به أي علاقة. ونما نتيجة لذلك كله قطاع التعليم وأصبح من القطاعات الخاصة المهمة. إن الرؤية المستقبلية للأستاذ فتح الله كولن إلى مدارس الغد وجامعات المستقبل، تتجسد في جامعة الفاتح، كما تتمثل في مدرسة الفاتح، وفي المئات من المدارس التي تمتد عبر مناطق العالم. حقًّا إنها تجربة فريدة مثيرة للاهتمام ذات أفق مستقبلي، تستحق الدراسة والتأمل من لدن صناع القرار السياسي التعليمي في العالم الإسلامي. وتقول الأستاذة إيمان قنديل: (عمل الأستاذ فتح الله كولن على تشخيص أهم أمراض المجتمع التركي وتركز اهتمامه على 3 جوانب أساسية هي: الجهل والفقر والاختلاف... وعكف على مداواة هذه الأمراض عن طريق الخطب والتحرك للوصول إلى كل الناس في كل مكان سواء الإسلاميين لتعليمهم وغرس هذه الأفكار والمبادئ فيهم، أو أصحاب الاتجاهات الأخرى مرسيا قواعد التحاور وإعلاء مصالح الوطن فوق كل اعتبار ومصلحة. ولأن الصدق دائما هو السلاح الماضي والفعال، فقد كان النجاح هو الناتج الوحيد والظاهر لهذه الحركة الاجتماعية الاقتصادية والفكرية المخلصة والمستلهمة تأصيلها الفكري ومرجعيتها من كتاب الله عز وجل، وسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وصحبه الأجلاء).