يظل التفكير المستمر لكل مخلص لمستقبل وطنه وأجياله القادمة هو ضرورة الشروع في سياسة وطنية تعمل على تنمية الانتاج المحلي في نمو الزراعة والثروة الحيوانية لسد الحاجة وتحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي في الغذاء المحلي على أن يرافق ذلك ايضاً الاهتمام بالبحث عن مصادر المياه وتنميتها على صعيد كافة أنحاء الوطن وفي ذلك رافد مهم جداً لتطوير الانتاج الزراعي ومعه زيادة في نمو الثروة الحيوانية يتم ذلك عن طريق الخطط الواعية المدركة لمطالب المرحلة لخلق مزيد من الانجازات الوطنية بعيداً عن مبدأ الربح والخسارة المادية كما ذكر ذلك معالي وزير الزراعة الذي ذكر أن استيراد الحيوانات من الخارج أفضل من تربيتها داخل المملكة بحكم ارتفاع الأسعار المحلية منها خلاف المستورد والحقيقة . واعتقد أن مثل هذا التصريح يناقض التطلع إلى سياسة زراعية محكومة بخطط واعية تنمي الثروة المستدامة في الوطن حتى لو أصبحت الكلفة أكثر المهم أن نحقق اكتفاءً ذاتياً يكون من انتاج الوطن وحده وليس من خارج حدوده وهذا يتم عن طريق زيادة فاعلية الخطط وتشكيل لجنة عليا مختصة يتشكل الأعضاء فيها فقط من الخبرات والكفاءات الوطنية المختصة والمتميزة ولهذه اللجنة الصلاحية المطلقة لتطوير المرافق الزراعية والثروة الحيوانية لأن الوصول إلى انجازات زراعية وحيوانية يصل ببلادنا إلى مكاسب تعزز مسيرتنا الاقتصادية المتقنة ومن المؤكد أن اللجنة الوطنية الزراعية الحالية المكونة من مجلس الغرف التجارية السعودية غير كافية في هذه المرحلة وتظل اجتهادات هذه اللجنة محصورة في تحديد الربح والخسارة في المنتج الوطني ولذلك نحتاج إلى خبراء مختصين في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية بهدف تنمية هذا بعيداً عن حساب الجدوى الاقتصادية في البداية فلابد من وجود معوقات والسبل بالقضاء عليها تكون بالتضحية حتى نلمس بعد ذلك الانجازات التي ترفد الاقتصاد السعودي بروافد الخير. فلنفكر في سياسة وطنية نحو تنمية الثروة المستدامة التي فيها الضمانة لنا ففي بلادنا العديد من المختصين في الزراعة والثروة الحيوانية والمياه في الجامعات السعودية وغيرها ونحتاج إلى خطة عمل تقوم على البحث والتقصي وردم المعوقات والعراقيل ومحاولة علاجها والخروج بخطط قابلة للتنفيذ بكل اقتدار وجودة وقد كانت بلادنا وماتزال مصدراً هاماً بين البلدان الأخرى في الزراعة والثروة الحيوانية ولازال المواطن السعودي يحاول تنمية هذه الثروات بشكل فردي رغم العقبات والمطلوب من الجهات المختصة هو الشروع من الآن بالنهوض بثروات البلاد المستدامة دون تباطؤ لنحقق مبادئ الاكتفاء الذاتي ولدينا بدائل تحقق لنا تنفيذ هذه المطالب بالتخطيط لمعرفة طريق الوصول إلى الأهداف بالخبراء والمختصين ورغبة العزيمة والاصرار حقق الله لهذا الوطن العزة والتقدم والله الهادي إلى سواء السبيل.