يتميز المهاجم اليوناني ثيوفانيس غيكاس بهدوء حاد داخل وخارج أرض الملعب، بموازاة لعبه دور المهاجم الفتاك بعيداً عن الاستعراض، ما دفع زميله في المنتخب اليوناني جيانيس أماناتيديس لانتقاده قائلاً: "لا يجيد التسديد بالرأس، ليس ضخما وتسديداته ليست قوية!" اتجه غيكاس نحو رياضة المصارعة خلال طفولته في مدينة لاريسا اليونانية، لكن والده عدل خطاه ووجهه لمصارعة مدافعي كرة القدم، فاستهل مشواره مع النادي المحلي في الدرجة الثانية (1998) قبل أن ينتقل إلى كاليثيا، حيث برز في دوري المقدمة مسجلاً 46 هدفاً في 99 مباراة بين 2001 و2004 مساهماً في صعود فريقه إلى الدرجة الأولى. شد غيكاس انتباه مسئولي نادي باناثينايكوس العريق فضمه عام 2005 وكان على مستوى الآمال المطروحة مع فريق العاصمة لتطلق عليه الجماهير لقباً كبيراً هو "إله اليونان" إذ كانت تحتفل بأهدافه على وقع موسيقى "سيرتاكي" اليونانية. لم يتأخر "فانيس" في فرض سطوته، فأحرز لقب هداف الدوري مسجلا 23 إصابة فتحت له طريق المنتخب اليوناني بقيادة المدرب الألماني أوتو ريهاغل رغم أنه لم يشارك في منتخبات الفئات العمرية، وطريق الاحتراف الخارجي مع نادي بوخوم الألماني بعدما رفض الانتقال إلى باوك تسالونيكي. أعطي غيكاس لقب "ضمان الحياة" من قبل المدرب مارسيل كولر خلال وجوده مع بوخوم قبل عامين فسجل 21 هدفاً في 32 مباراة خلال موسم 2006/2007 محرزا لقب هداف البوندسليغا، وتفتحت الأعين عليه فاصطاده نادي باير ليفركوزن الذي كان يبحث عن بديل للأوكراني أندري فورونين المنتقل إلى ليفربول. عانى غيكاس في بداياته مع ليفركوزن لعدم ثقة المدرب ميكايل سكيبه به فلعب دور المهاجم البديل لستيفان كيسلينغ والروسي ديميتري بوليكين، لكنه لحق بالقطار في ختام الموسم إثر إصابة بوليكين فاستعاد مستواه مسجلا 3 أهداف في 3 مباريات بينها هدفين في مرمى هامبورغ أمنت لفريقه مقعدا في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، ليختتم موسمه برصيد 11 هدفاً في 26 مباراة قبل كأس أوروبا 2008 التي وقع فيها منتخب اليونان في المجموعة الرابعة مع اسبانيا والسويد وروسيا. تأخر غيكاس ليطرق باب المنتخب اليوناني، فهو لم يذق طعم الفوز التاريخي عام 2004 في البرتغال بل كانت أول مشاركة له مع ال"هيلاس" عام 2005، فخاض 24 مباراة دولية مسجلاً 6 أهداف حتى الآن. ودفعت شهية غيكاس المفتوحة أن يصرح لصحيفة روسية على أبواب النهائيات: "كثيرون يعتقدون أن اليونان لن تكرر إنجاز 2004، لكننا نملك فريقاً قوياً ومدرباً قديراً هو الألماني أوتو ريهاغل الذي أثبت أن بمقدوره اجتراح المعجزات وإلحاق الهزيمة بأي فريق". سيكون الصيف الحالي محطة محورية في حياة المهاجم المميز، فبعد انتهاء كأس أوروبا التي يتمنى أن يستمر فيها حتى 29 يونيو موعد المباراة النهائية، ينتظر غيكاس (28 عاماً) وزوجته توأما في الأسبوع ذاته على أمل أن يكون قدومهما بمثابة جائزة كبرى على إحراز اليونان لقبها الثاني على التوالي في البطولة القارية.