رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة مساء أمس الاول حفل تخريج الدفعة السابعة والأربعين من طلاب الجامعة الإسلامية الذين ينتمون إلى أكثر من مائة وخمس وستين جنسية. وشهد سموّه استعراض مسيرة ممثلي الجنسيات بزيهم الوطني، وكرّم المتفوقين من الخريجين، حيث سلم شهادات تقديرية للطلاب الحاصلين على الدكتوراه والماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، والطلاب الحاصلين على المراكز الخمسة الأولى في الدبلوم العالي والكليات. وقال معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا في كلمته في الحفل إننا في الجامعة الإسلاميةِ جزءٌ من منظومةِ الخيرِ والعطاءِ لهذا البلدِ الكريم الذي أرسى أركانَه المغفورُ له الملكُ عبدُ العزيز طيبَ اللهُ ثراه وسارَ من بعدِه أبناؤه البررةُ على منهجِ الإسلامِ فنتمسَّكُ بعقيدتِنا الإسلاميةِ على المنهجِ الوسطيِّ فلا غلوَ ولا إفراطَ ولا تفريط. وخاطب العقلا الخريجين قائلاً: نفخرُ بكم جميعاً لأنكم سوفَ تخدمونَ هذا الدينَ الإسلاميَّ القويم،وتكونون خيرَ سفراءَ لهذا البلدِ المعطاء، وتقطفونَ ثمارَ جهدِكم طيلةَ سنوات الدراسة، فأنتم سفراءُ هذا البلدِ المباركِ. نحن فخورونَ بكم لأنكم ستتخذونَ مواقعَكم وأنتم تحملون شهادةَ الجامعةِ الإسلامية، هذه الجامعةِ التي تفتخرُ أنها خرّجتْ أجيالاً متعاقبةً ممن ساهموا ويساهمون في رفعةِ هذا الإسلامِ ورفعةِ المسلمين في كلِّ أقطارِ العالم. وأضاف: لقد جئتم هنا لتنهلوا من النبعِ الإسلاميِّ الصافي فتمسكوا بقيمِكم الإسلاميةِ وبأخلاقِكم على منهجِ الاعتدالِ والبعدِ عن كلِّ ما يسيءُ لهذا الدينِ القويمِ من أفكارٍ منحلةٍ أو متطرفةٍ لا تمتُّ إلى الإسلامِ بصلة، بل يكونُ طموحُنا أن نعيدَ لأمتِنا الإسلاميةِ المجدَ والعزَّ بالعلمِ والعملِ فهما خيرُ ما ارتقتْ بهما الأمم. ووجّه العقلا شكره لمنسوبي الجامعة على عملهم الدؤوب لكلِّ ما فيه رفعةُ هذا الصرحِ العلمي، وقال: ما هؤلاءِ الشبابُ إلا ثمرةُ جهودِكم الحثيثة، فقد بذلتم الجهدَ والوقتَ من أجلِ أن تمنحوا هذا العالم أبناءَكم ليحملوا الأمانةَ من بعدِكم فكنتم خيرَ من أدى الأمانة. وأضاف العقلا إن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد لحفل التخرّج شرفٌ نضعُهُ تاجاً فوقَ رؤوسِنا، فهو شاهدٌ على المكانةِ التي تحظى بها الجامعةُ وجميعُ منسوبيها وطلابِها وأنهم جميعاً يلمسونَ من سموِّه هذا التقديرَ لجامعةٍ لا تغيبُ عنها الشمس وتشرفُ بخدمةِ الإسلامِ والمسلمين في كلِّ أنحاءِ العالم، كما أننا نلمسُ ونعايشُ اهتمامَ سموه وحرصه الدائمَ ومؤازرتَكم لهذه الجامعة، كما شكر العقلا خادمَ الحرمين الشريفين الملكَ عبداللهِ بنَ عبدِ العزيز حفظَهُ الله ووليَّ عهدِه صاحبَ السموِّ الملكي الأميرَ سلطانَ بنَ عبدِ العزيز، والنائبَ الثاني صاحبَ السموِّ الملكي الأميرَ نايفَ بنَ عبدِ العزيز على ما قدموه ويقدمونه من دعمٍ لهذه الجامعةِ المباركة. وختم العقلا كلمته بقوله: في هذه المرحلةِ التي يشهدُ فيها العالمُ من حولِنا تحولاتٍ متسارعةً، علينا بالحذرِ من الانسياقِ وراءَ فتنةٍ مضلةٍ أو هوىً متبَّع، أو شائعةٍ مغرضة، علينا الالتفافَ حولَ قيادتنا، والتمسكَ بوحدتِنا والانتماءَ لوطنِنا والعملَ من أجلِ رفعتِه،وعلينا المحافظةَ على أمنِهِ وسكينتِه. ثم أعلن عميد شؤون الخريجين بالجامعة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن مبروك الأحمدي نتائج الخريجين لهذا العام، موضحاً أن مجموع الخرجين في الدفعة السابعة والأربعين بلغ 1776، إذ تخرج من مرحلة الدكتوراه 63 طالباً، ومن مرحلة الماجستير 154 طالباً، ومن مرحلة الدبلوم 314 طالباً، ومن المرحلة الجامعية 1250 طالباً. وأبان الأحمدي أن مجموع الخرجين من الكليات جاء كما يلي: الشريعة 1021 طالباً، الدعوة وأصول الدين 474 طالباً، القرآن الكريم 55 طالباً، الحديث الشريف 133 طالباً، اللغة العربية 93 طالباً. وعبّر الخريجون في كلمة ألقاها نيابة عنهم الطالب محمد برويا من كوسوفا الحاصل على درجة الماجستير من قسم فقه السنة من كلية الحديث والدراسات الإسلامية، عبروا عن وافر الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونائبيه حفظهم الله على ما يقدمونه من جهود كبيرة في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، مثمّنين دور الجامعة الإسلامية في خدمة أبناء العالم الإسلامي والأقليات المسلمة. وتوجه الخريجون بالحديث إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز قائلين: لقد بوّأكم الله - معشر ولاة أمر هذه البلاد- مكانة ساميةً، وأنزلكم منزلة عالية يوم أن جعلكم حماة حمى بيته، وشرفكم بخدمة الحرمين الشريفين، وأنعم عليكم برفع راية التوحيد والدعوة والعقيدة الصحيحة، وإنه لمن دواعي سرورنا وفخارنا أن نكون سفراء لكم في بلادنا للدعوة إلى الحق والعدل ونشر السلام والدفاع عن هذا البلاد الحرام. وحث الطالب برويا زملاءه الخريجين على الدعوة إلى الإسلام على منهج وسطي سديد بعيداً عن الغلو والتطرف، وأخذ الناس بالتيسير لا بالتعسير، وبالتبشير لا بالتنفير، والحرص على التواصل مع الجامعة والوفاء لهذه البلاد وأهلها. ثم ألقيت قصيدة بعنوان عبق الوداع للطالب الشاعر محمد ولد التاه من كلية اللغة العربية، عبّر فيها عن صعوبة فراق مقاعد الدراسة في الجامعة، والحياة في المدينةالمنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم. وفي ختام الحفل قدّم معالي مدير الجامعة الإسلامية هديّةً تذكاريةً من مطبوعات الجامعة لسمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد تعبيراً عن شكر الجامعة لرعاية سموّه للحفل.