مسكين المواطن العربي...حقيقة مسكين...في صغره لا ينال حقه من التعليم واللعب... وان نال شيئا من ذلك التعليم اواللعب فهو في معظمه قليل... وان توفر فهو ينصب حول تعظيم الزعيم...ثم يستمر هذا السيناريو في مراحل دراسته الاولية...روضة تمهيدي ابتدائي متوسط...ثم هذا الطفل ذكر كان او أنثى وقد كبر... رغم ذلك...لا يمارس حقه في الترفيه والترويح عن النفس...فلا مجال ولا مكان لذلك مع وجود المكان والإمكانيات ولكن مع وقف التنفيذ...ولا يعرف لذلك سببا...؟!...وان وجد لبعض العائلات حرم منها... بدعوى انه غير متزوج “ عزوبي “... ولا وجود للبديل. ثم يتخرج هذا الطالب او الطالبة من الثانوية او الجامعة او حتى درجة اعلى منها فلا يجد عملا يتناسب مع تخصصه او حتى عملاً يسد حاجته ويجعله رقما صحيحا ولا ينظر الى ظروفه او انه في اشد الحاجة للعمل والدخل منه...فإما ان تصيبه الهموم والأمراض النفسية والعقد واما ان يهاجر ويسلم عقله المبدع وإمكانياته الخلاقة التي لم تستغل في وطنه الى الأجنبي...وإما ان يعيش فقيرا محبطا ذليلا في وطنه. وان أراد حقا من حقوقه لا بد أن يتذلل لهذا الزعيم ويخضع له وان يحمل صورة وعبارات تمجده على الأكتاف والرؤوس حتى وصل بنا الحال في بعض دولنا العربية... أننا حملنا الزعيم بسيارته على أكتافنا وماذا كانت النتيجة ضربهم بالأسلحة الممنوعة دوليا ونعتهم بأقبح الأسماء ووصفهم بأحقر الأوصاف... هذا وان تنازل الزعيم الاخر عن شيء...بان يطل من شرفة او يرى في سيارته او يخطب من خلف زجاج عازل او من مكان غير معروف او يصدر امرا في مجال الصحة او التعليم او المعيشة او يعفو عن سجين ربما قد سجن ظلما...فان ذلك يسمى مكرمة نزلت من هذا الزعيم الى هؤلاء الضعفاء ولا بد ان يعلق عليها ويتحدث بها الركبان وان تأزمت الامور يخرج اليهم ويلقي فيهم درسا كله عظة وتنظير وتذكيرهم بفضله عليهم وكلام لا يسمن ولا يغني من جوع...ووعود يقولها ولا يفعل منها شيئاً...او يلقي عليهم محاضرة... كل ذلك دون ان يعطيهم ابسط حقوقهم... والتي ينادون بها وهم مسالمون عزل إلا من أرواحهم وأجسادهم. او ان يتحول هذا المواطن المحبط...الى كل مجرم ومزور او مروج او متعاط للمخدرات او ينتحر او يذهب عقله او يحرق نفسه...والمشكلة يسأل البعض لماذا حصل ذلك.. ؟!... وأنا أقول هنا كل ذلك حصل وسيحصل بسبب الفساد والكذب والكبت والبطالة وعدم وجود العمل والسكن والعلاج المناسب وتكميم الأفواه وعدم إعطاء الحقوق لأصحابها وانتشار الفساد والبطانة السيئة والإعلام غير المنصف الفاسد والمفسد...الذي إما مطبلا وإما منتقدا او مسليا بمباريات او مسابقات او برنامج غير مفيد بل البعض منها غير أخلاقي... او... الخ. وليس أدل على قولي هذا مما جرى ويجري حولنا هذه الأيام...في وطننا العربي من مشرقه إلى مغربه... والله يستر من القادم فيا أهلنا في الوطن العربي... يازعماء هذه الأوطان... يامن بأيديكم الحل والربط اصنعوا الحرية...اصنعوها بأيديكم وسيروا بها ولا تجعلوها تأتيكم قصرا بتحريك من الداخل او الخارج... أو بهما معا...أو معلبة من الخارج وجاهزة للتنفيذ في بلادكم وأجندة مابعد التنفيذ مرفقة معها ينفذها من يولي ومن يستطيع تنفيذها. أخيرا... الحمد لله الذي جعل بلادنا تحكم بشرع الله تعالى وسنة رسوله الكريم وتحارب الفساد والمفسدين وتسعى للإصلاح وجعل ولي امرنا يحملنا في قلبه حيثما كان ويقول لنا صادقا “ انا بخير مادمتم انتم بخير “ ويطلب منا الدعاء له... يحفظه الله. والحمد لله الذي جعلنا نقدم ارواحنا للوطن وقيادته وندعو لولي أمرنا دون ان يطلب منا... كيف بنا وهو يطلب منا الدعاء وغيرنا يحرق نفسه “ ينتحر “مما وقع عليهم من ظلم دولهم وحكوماتهم وأجهزة الامن لديهم... والله المستعان. [email protected] فاكس : 6292368 : 02