يواصل نادي الطائف الأدبي برامجه الثقافية بالمحافظات والمراكز متألقاً ومنفذاً لبرامج وزارة الثقافة والتي من خلالها استطاع النادي أن يكون صاحب الضوء الثقافي الأول أمام الأندية الأدبية لتوسيع بؤرة الثقافات بالمحافظات والمراكز وذلك في أمسية تاريخية أكثر من رائعة استطاع من خلالها اكتشاف وتنمية المواهب والقدرات داخل محافظة تربة حيث بدأ البرنامج بافتتاح معرض التراث بمركز التنمية الاجتماعية وتعزيز القائمين على المعرض ومناقشة الأعمال الفنية والهندسية لتكوين لبنة في البناء الثقافي والفكري ثم اخذ طريقه للمحطة الثانية داخل المحافظة حيث اللقاء التاريخي عن المحافظة ودورها من العهد القديم أي من قبل الاسلام مروراً بالأحداث فقد تحدث الأستاذ محمد البقمي عن التاريخ عبر الزمان والمكان وكذلك الموقع الجغرافي المميز فقد ذكر أنها من البلدان العريقة في زراعة النخيل والخضراوات والفواكه وذكر ان اسم تربة تعني البيئة المتميزة والتربة الصالحة للزراعة كما ان اسمها تابع لاسم الوادي الخصيب والذي كان له الاثر الكبير في تكوين هذه المدينة القديمة الرائعة كما ذكر تاريخ البلدة وأهميتها حيث قال ان ابرهة الحبشي عزم على غزوها قبل الاسلام كما أنها من الأماكن التي كانت تقصد أثناء الفتوحات الاسلامية والتاريخية على شتى العصور وذلك لأسباب عديدة منها انها بوابة كل من الحجاز ونجد مما كان موقفها من الحروب وذكر بالخصوصية الحروب التركية وانتصار تربة على الحملات العسكرية التي جاءت إلى المملكة في عهد محمد علي باشا ولم تكن تربة وحدها هي صاحبة الانتصارات ولكن كان ذلك بفضل القبائل المجاورة لها والتي وقفت بجوارها في وجه كل من يستطيع السطو على تربة ومن مميزات تربة قربها من الأماكن المقدسة والمناطق السياحية والمصايف كالطائف والباحة وسهولة الاتصال بهذه المواقع ومن يريد الدخول إلى نجد لابد له بالمرور بتربة كما انها ترتكز بشدة على الزراعة حتى إنها كانت تمثل الصومعة المملوءة بالغلال والتمور وغيرها من المحاصيل الزراعية بالنسبة للحجاز وخاصة مكةالمكرمة كما سبق الأمسية عرض مرئي عن زراعة النخيل وكثرتها في تربة وكذلك امتداد وادي تربة من جبال الحجاز مروراً بتربة ثم الخرمة وينتهى بعروق سبيع وكذلك صور لسد وادي تربة آثار وقلعة منيف وشنقل والسوق القديم والمباني القديمة والأثرية وبعض الأدوات التي كانت تستخدم في العهد القديم داخل البيئة في تربة ثم جاء الدكتور عطا أبو رية أستاذ التاريخ بجامعة الطائف حيث تحدث عن تربة في المراجع والمصادر المختلفة فقد ذكر الهمزاني في عام 334ه وكتابه صفة جزيرة العرب وأشار بجغرافية تربة وهي التربة التي أفرزها الوادي فهي أرض صبية قوية قادرة على إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية وكذلك إلى الحرب وقال الأصفهاني في الحوار عن النباتات والبساتين والحقول هو ما يميز تربة ، أما قوت الحولي فقد ذكر أن تربة وواديها بالقرب من مكةالمكرمة ويسكن بجوارها العديد من القبائل أهمها قبيلة بني هلال وذكر أن تربة وادي ضباب تكثر فيه الأمطار وخاصة الصيفية منها وهي قريبة من مكةالمكرمة بمقدار يومين ، أما أبو على الهاجري فقال تربة أحفلت الأرض بالنبات والحنطة والشعير ، أما عن وادي تربه فقد ذكر عبدالرحمن بن صادق الشريف أن الوادي طوله يقرب من 400 كم ويجري من الجنوب إلى الشمال تاركاً حوله الكثير من الأراضي الخصبة والتي يكونها وذكر أن للوادي العديد من التشعيبات التابعة له ويستقبل المياه من الأمطار التي تسقط على جبال الحجاز ويربط بين العديد من بلاد الحجاز وبلاد هذه الجبال السابقة وحدود نجد ومن الأودية المشهورة في شبه الجزيرة العربية منذ القدم ، أما عن المصادر الاسلامية فقد ذكرتها السيرة النبوية لابن هشام عن حملة عمر بن الخطاب وكذلك جواد العلي ذكر حملة أبرهة الحبشية ثم ذكر بني فهد الحملات الكثيرة من الحجاز على تربة بالاستيلاء على المحاصيل الزراعية والإبل والأغنام فقد كانت مخزن الحجاز كما استفاض الدكتور أبو رية في شرح حملة طوسون وخط سيرها إلى أن هزمت بتربه وقال إن تربة كانت ملجأ للمتمردين على حكام الحجاز .ثم تداخل الأستاذ حماد السالمي رئيس نادي الطائف الأدبي حيث تقدم بالشكر الجزيل لنائب محافظ تربة على تشريفه الأمسية ثم علق بإيضاح على الحملات الاسلامية وخطوط سيرها ومقاصدها كما طالب بالأبحاث والدراسات للتواصل والرقي بالمحافظة ثقافياً وتاريخياً وعلمياً كما أبدى استعداده لطباعة ما يطلب عن تربة للمحافظة على تاريخها ثم تداخل المؤرخ الأستاذ مناحي القثامي المدير المالي للنادي وعضو المؤرخين العرب حيث شكر الحاضرين وبدأ بسرد العديد من الأحداث التاريخية التي تشمل تربة وقبائلها والقبائل التي تعيش حولها وربط المثل بالتاريخ بذكر حضن وجبال تربه حتى أنه زاد الأمسية حسنا وجمالاً.