أشاد سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ بمسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي في دورتها السادسة. وقال سماحته ان الله عز وجل كرم هذه الأمة المحمدية، وفضلها عن سائر الأمم، واختصها ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أفضل رسله وخاتمهم، ليبلغ دينه، وليبين بسنته للناس ما نزل إليهم في كتابه العزيز من الوعد، والوعيد، وقصص الأنبياء، وما أجمل من الأحكام كالصلاة، والزكاة، وغير ذلك مما لم يفصل من الأحكام. وأبان أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وبين للناس ما نزل إليهم بسنته المطهرة أكمل بيان وأتمه ، سواء كان ذلك بقوله، أو فعله، أو تقريره، وحرص على تعليم أصحابه دلائل الكتاب والسنة، ولذلك قرن الله سبحانه طاعته بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى / يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم/ وفي هذا دليل على أن الله سبحانه لا يقبل أعمال العباد إلا بشرطين ، الأول إخلاص العمل لله وحده ، والثاني أن يكون موافقا لما جاء في كتاب الله والسنة المطهرة. واوضح سماحته ان السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، ولذلك اعتنى بها السلف الصالح عناية فائقة، فنقلوها على الوجه الصحيح كما سمعوها بأمانة، ونزاهة، وإخلاص لله سبحانه، وحرص على حفظ دينه منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم جيلا بعد جيل إلى وقتنا الحاضر، وقد بذل أئمة الإسلام وجهابذة العلماء جهودا عظيمة في حفظ السنة، وتدوينها، ورعايتها، وتنقيحها، وحمايتها من التحريف، والتبديل، ووقفوا سدا منيعا في وجوه أعداء الإسلام، والعابثين قديماً، وحديثاً، وهذا من فضل الله ومنته، ورحمته بعباده أن سخر لهذا الدين من ينتصر له، ويحفظ أصوله لقوله تعالى / إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون /. وقال سماحته /ان من أهم وسائل حفظ السنة الترغيب والتشجيع في حفظ الأحاديث النبوية الشريفة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال / نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، وحفظها، وبلغها ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه/. وأضاف : إن من أبرز ما يذكر في هذا الشأن مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي فهي بحق امتداد لما كان عليه السلف الصالح، وولاة هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها من عناية، ورعاية، وتعظيم للسنة النبوية المطهرة، والعمل بها، بل هي من المسابقات المتميزة، المهمة، النافعة ويأتي تميزها وأهميتها من حيث اختصاصها بحفظ السنة النبوية المطهرة في وقت كثر فيه الإعراض عنها، والاعتراض عليها، وإنكارها من قبل أعداء الإسلام، وأهل البدع، وبعض الجهلة، وغيرهم، وقل أن يوجد ما يماثلها في مجالاتها، وتخصصها، ولا شك أن حفظ السنة النبوية المطهرة يعد من أجل الطاعات، وأفضل القربات، وأعظم المطالب، وأسنى المراتب. وابرز سماحة المفتي ما حققته هذه المسابقة بحمد الله وتوفيقه، ومنته من أهداف سامية، وآثار طيبة على الفرد والمجتمع لاسيما المتسابقين ، ذلك لأن حفظ الأحاديث النبوية المطهرة من أسباب تعلمها، والعمل بها، وغرس محبتها في القلوب، والتحلي بما تحث عليه من أخلاق حسنة، ومثل عليا، وتطبيقها تطبيقاً عملياً، وسلوكيا مما يكون له أبلغ الأثر في تنشئة شبابنا تنشئة إسلامية مبنية على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا من أهم أسباب سلامة معتقداتهم من كل بدعة ، وتهذيب أخلاقهم من كل رذيلة، وتحصينهم ضد المبادئ الفاسدة، والأفكار الهدامة، والانحرافات الفكرية، وعصمتهم بإذن الله من الوقوع في مزالق الشهوات، وضلالات الشبهات، ومكائد الأعداء ، وبذلك تكون هذه المسابقة المباركة أسهمت اسهاما فعالا في استقامتهم ظاهراً وباطناً. وسأل سماحة المفتي آل الشيخ في ختام تصريحه الله عز وجل ان يجزي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خير الجزاء وأوفره على خدمته للسنة المطهرة، ورعايته لهذه المسابقة المباركة، وتبنيه لها، ودعمها مادياً، ومعنوياً، وبذله لها بسخاء ، داعيا الله ان يضاعف له الأجر والثواب، ويجعل ذلك في ميزان حسناته يوم لقائه، ويعلى منزلته في الدنيا والآخرة، ويبارك له في عمله وعمره، وماله، ويخلف عليه خيراً مما أنفق. كما توجه بالدعاء للقائمين والمشرفين على هذه المسابقة بأن يجزيهم أوفر الجزاء وأعظمه ويضاعف لهم الآجر والحسنات، وأن يمدهم بعونه وتوفيقه، وأن يرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل، وأن يعين الجميع على كل ما فيه خير للإسلام والمسلمين إنه سميع قريب مجيب.