في البداية لابد لنا من تقديم عن مضامين ومفاهيم الارث القبلي في بلادنا وبلاد اخرى من خلال التدرج التاريخي وتسلسل الاحداث والأزمنة وتأثيرها على القبيلة بالاندماج مع محيطها الاجتماعي او الابتعاد عن المجتمع ومن المؤكد ان القبيلة في البلاد العربية عامة والمملكة خاصة تعد المكون الاجتماعي الاساسي في بنية المجتمع الشامل ولا يمكن لنا انكار دور القبيلة في المجتمع والمحيط التي تعيش فيه ومن هنا لا يمكن لنا التقليل من اهمية القبيلة في بناء المجتمع كذلك من الصعب تطبيق نظرية ابن خلدون القديمة على مفهوم القبيلة الآن حيث يذكر العلامة ابن خلدون (ان العصبية القبلية لها ارتباط في نمو العمران وزواله) ويعني ذلك ان العصبية القبلية لها أثر في تقدم الأمة أو تأخرها عند الانفراد بما يناسبها وضد مشيئة محيطها الاجتماعي واعتقد ان النظرية الخلدونية لا تناسب واقعنا الآن حيث عصر له مضامينه الجديدة يخالف عصر ابن خلدون رغم وجود بعض الملامح الاجتماعية القديمة لاتزال ضمن موروث القبيلة ولهذا يرفض الواعون من المجتمع أن يكون مصدر قوة المجتمع ينبع من قيم القبيلة التي تأخذ الطابع التعصبي وان يكون المجتمع في وحدته متماسكاً ويسعى الى صنع الانجازات ضمن مجتمع متساو يرفض التعصب ويؤمن بحق الجميع في المشاركة دون التفاخر ونبذ الدونية لبقية ابناء المجتمع الواحد ويبقى الفعل الوطني المتميز هو مصدر التنافس حتى يكون لدينا جميعاً القدرة على صنع أفعال وطنية مفيدة وهذا هو الهدف الذي يجب أن نسعى له وأن لا يكون الانتماء للقبيلة وحدها انما يجب ان يكون الانتماء الاول لشمولية الوطن وحده وبذلك نرتقي نحو مجتمع سليم معافى من العلل والأمراض الاجتماعية وهنا يبرز دور المثقف الحقيقي في ترسيخ الانتماء الحضاري المنفتح على جميع اطياف المجتمع والسعي الى توسيع قاعدة التواصل الاجتماعي وان تكون ميزة التفوق والتميز الوطني هي جودة الانتاج والرفع من شأن الوطن وصنع تركيبة اجتماعية واحدة تملك الوعي بمفهوم العصر الذي نعيشه وان التنوع الاجتماعي لا يعرقل مسيرة التنمية.