بعد الوصول إلى قمة كرة القدم الألمانية ، بات التحدي الجديد الماثل أمام بوروسيا دورتموند هو مواصلة النضج. ويحمل لقب الدوري الألماني “البوندسليجا” الذي تحقق أول أمس السبت العديد من الفوائد التي ينبغي استثمارها ، لكن ذكرى الأزمان الصعبة تجبر الفريق البطل على الاحتفاظ بالتواضع. فدورتموند المتصدر منذ الجولة العاشرة ، الذي فاز إلى الآن ب22 مباراة من إجمالي 32 ، يعد للجميع بطلا مستحقا للبوندسليجا ، في لقب أتى بعد ستة أعوام فحسب من وقوفه على شفا الانهيار. وحمل لقبه السابع في الدوري معه 20 مليون يورو ، ستسمح له بأن يعيد هيكلة الفريق والاحتفاظ بهامش لمواصلة النجاح. في عام 2005 كانت ديون دورتموند قد ارتفعت إلى 122 مليون يورو ، ولم يكن حتى استاده ملكه. وكي يقوم بإعادة شرائه كان عليه أن يقترض 80 مليون يورو من بنك “مورجان ستانلي” الاستثماري في عام 2006. وفي الوقت الحالي ، تقلصت الديون إلى 56 مليون ، ورغم أن أوضاعه المالية قد استقرت بالقدر الكافي كي يحافظ على فريقه، ترغب إدارته في الوقت الحالي بإعداد الاستراتيجية القادمة بأفضل طريقة ممكنة من أجل ضمان استمرار هذا التوازن في المستقبل. وقال رئيس النادي هانس-يواخيم فاتسكه في مقابلة مع صحيفة (بيلد) أمس الأحد “سنستثمر عشرة ملايين يورو في الفريق وخمسة في الاستاد. وسنحتفظ بالخمسة المتبقية”. وليس مستبعدا على هذا النحو بيع بعض اللاعبين. فهناك أندية قد أبدت بالفعل اهتماما باثنين من أفضلهم ، وهما التركي نوري شاهين والباراجوياني لوكاس باريوس. وأظهر دورتموند في الموسم الحالي ، بالفريق الأصغر سنا في تاريخ البوندسليجا والذي قدم أغلب أفراده من فرق الناشئين وبمتوسط أعمار يبلغ 53ر23 عاما ، أنه من الممكن إحراز اللقب عبر طريقة لعب مجددة وحديثة. ولا يقارن هذا اللقب بتلك التي تحققت أعوام 1995 و1996 و2002 ، عندما استثمر الفريق القادم من حوض نهر الروهر مبالغ بالملايين كي يتمكن من اقتناص اللقب. ويؤكد المدير الرياضي للفريق ميشائيل زورك أن “ما أثبته هؤلاء الفتيان لا يمكن شرحه بالكلمات. في رأيي ، أداؤهم كان الأفضل في تاريخ ألمانيا”. وبالتأكيد زورك سيرد بنعم على السؤال الذي تطرحه ألمانيا كلها الآن: هل هناك مستقبل موفق ينتظر دورتموند؟