لاشك أن زيارة المريض حث عليها الدين الحنيف ولكن السؤال هل ما نشاهده من البعض أثناء زيارتهم للمرضى هي الزيارة المنشودة؟! في الواقع ليست ما ننشده لأن الزيارة لابد أن تكون وفق تنظيم معين ووفق تعليمات طبية والتي تهدف لسلامة المريض. والملاحظ أن الأنظمة في المستشفيات قد راعت الناحية الإنسانية لأهالي وأصدقاء وأقارب المرضى فسمحت بزيارتهم لمرضاهم حتى يطمئنوا عليهم ولكن بدون أن تكون تلك الزيارة من ما يرهق المريض وينغص عليه بما قد يسأل من قبل الزوار بأسئلة لا داعي لها على الاطلاق وكأن المريض يعيش في جو كله سين وجيم وأشبه ما يكون بالتحقيق ويجب عليه أن يجيب على كافة الاسئلة المطروحة عليه .. وبالتالي نجد أن تلك الزيارة قد تمتد إلى وقت نهاية الزيارة إن لم تكن تتعدى الوقت المحدد وهذا في نظري ارهاق للمريض الذي يحتاج إلى الراحة والهدوء ، ولهذا فالزيارة يجب أن تكون قصيرة ومختصرة لانها هنا تساعد المريض على سرعة الشفاء بإذن الله تعالى وبالتالي تقليل الحركة والكلام. ومن الملاحظات التي نشاهدها عند زيارة المرضى شفاهم الله تعالى أن بعض الزوار يضايقون المرضى في أسرتهم من خلال جلوسهم عليها لأن ذلك قد يؤثر على جلوس المريض أو بقائه على سريره بالشكل المريح له وكذلك كثرة الاسئلة المطروحة عليه عن نوع الدواء وهل يتفق مع المرض وكيفية العلاج واستعماله والخدمات المقدمة له ومدى تجاوب الجميع معه وماذا يعطى من وجبات ومشروبات إلى غير ذلك مما يجعله منزعجاً ولكن يتقبل كل ذلك (مكرهاً أخاك لا بطل)!. والبعض الآخر يقوم بتخويف المريض وتذكيره بأن وضعه الصحي خطير وحالته صعبة جداً وأن ما يصرف له من علاج يعتبر تحصيل حاصل أو أن المستشفى أو الطبيب الذي يشرف عليه أي كلام وأنه لا يفقه شيئاً. وصنف آخر نجدهم عند زيارة أي مريض يقوم بتقطيب جبينه ويكثر من قول الموت حق واننا لن ندوم على هذه الحياة الفانية؟!. فهل هؤلاء جاءوا لزيارة المريض والتخفيف عنه أو لترويعه مع أننا نؤمن جميعاً بأن الموت والحياة بإذن الله .. وصنف ثالث نجدهم يجلبون معهم المأكولات والمشروبات لمرضاهم الممنوعين من الأكل أو الشرب الاّ من ما يسمح به الطبيب المعالج بحجة ان الأكل والشرب هو من يساعدهم على الشفاء السريع يا سبحان الله!!. - أحبتي - زوروا المرضى واحرصوا على زيارتهم وقد أخبرنا رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، أن رسولنا الكريم قال: (إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يارب كيف أعدك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده). الحديث. وهذا يدل على فضل عيادة المريض والسؤال عنه وتفقد أحواله وقد قال صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يعود مسلماً غدوة إلاّ صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وأن من عاده عشيّة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة) كما أن الدعاء عند زيارة المريض من الأدعية المستجابة فادعوا لأنفسكم وللمريض. قال سيد البشر عليه الصلاة والسلام: (إذا حضرتم المريض فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون) وقال صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضاً ولم يحضره أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلاّ عافاه الله من ذلك المرض). أسأل الله العلي القدير أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين إنه سميع مجيب. حق الرّد: | الأخ صالح: ما تحدثت عنه يحتاج إلى معلومات وافية كاملة وشكراً. | الأخت سهام: لاشك ان الناجح محارب والله المستعان. | الأعزاء: شكراً لكم وثقوا بأن جريدتنا الغراء (الندوة) ستبقى رمزاً من رموز مكةالمكرمة ودمتم. همسة الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلاّ المرضى.