كثيراً ما تراود الفتيات أحلام يسعين لتحقيقها، ولكن الأحلام غالباً ما تصبح كوابيس بحكم العادات والتقاليد أو نظرة المجتمع للمرأة، الذي طالما تناسى أن المرأة تبذل قصارى جهدها للمساهمة في بناء الوطن ورفع راية المملكةعالياً كتفاً بكتف مع الرجل، ومع ذلك فهي قطعت شوطاً كبيراً مثبتة قدرتها على تحمل الصعاب،ولعل تولّيها لمراكز مهمة وقيادية في المجتمع خير دليل على ذلك. تقول رشا علي، الموظفة في إحدى الدوائر الحكومية: «كنت أحلم بالعمل إطفائية ولكن عدم فتح المجال أمام المرأة للالتحاق بهذا المجال كان هو المانع الوحيد الذي يقف أمام طموحاتي، فطالما رغبت في المساعدة لإنقاذ أرواح الناس، ولإيماني أن الذي يقوم به رجل الإطفاء غير عادي حيث إنه لمساعدة الآخرين يلقي بنفسه وسط ألسنة النار ويتحداها لإنقاذهم. أما عائشة إبراهيم، طالبة في إحدى الجامعات فتقول عن أحلامها:«كنت أحلم بأن أكون عالمة أحياء منذ صغري، لكن رغبة أهلي في أن أتخصص في مجال الكمبيوتر ظلتّ حاجزاً يقف أمام تحقيق هذا الحلم، وإن كان عشقي لعلم الحيوان مازال يرافقني». وتقول إيمان فارس، الموظفة في إحدى الدوائر:« تمنيت أن أصبح طبيبة لأعالج الأشخاص المحتاجين، فرغبتي خدمة المجتمع هي رسالة إنسانية بحد ذاتها وكنت أسعى في هذا المجال، فقد اخترت القسم العلمي في الثانوية العامة ولكن معدلي بعد التخرج لم يسعفني للالتحاق بكلية الطب». وتحدثنا هيفاء راشد، مديرة لحضانة أطفال فتقول «عملت في عدة وظائف منها مدرسة في إحدى المدارس وبعدها توجهت إلى إنشاء مشروع خاص ولكن لم يكتب لهذا المشروع الاستمرار، فلجأت إلى فتح حضانة خاصة وأنا الآن أعلّم الأطفال بعض أساسيات الكتابة والقراءة بالطبع مع إدارتي للحضانة. وتضيف: «تمنيت أن أكون سائقة حافلة لأوصل الأطفال وأعلّمهم في نفس الوقت، فالأطفال يتعلمون من بعضهم البعض بسرعة وإذا لم تلاحظ تصرفات الأطفال حتى في الحافلة فقد يتعلمون تصرفات خاطئة لذلك يجب مراقبتهم وتعليمهم التصرفات الحسنة حتى في الحافلة، غير أن نظرة الناس لم تكن لترحمني والتي تنظر بسخرية مما صرفني عن تعلم السواقة.