سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أثناء استقباله المشاركين في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي الذي عقد في الرياض خلال الفترة 15-17/3/1429ه الموافق23-25/3/2008م.
تحت عنوان (الثقافة واحترام الأديان) بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إخواني وأخواتي: أحييكم، أحيي إخواني جميعهم وأتمنى لكم التوفيق في هذه الندوة المعبرة إن شاء الله عن عقيدة الإسلام، وأخلاق الإسلام، وطهر الإسلام، ومحبة الإسلام لجميع الأديان السماوية، ولست أريد أن أشرح الإسلام لكم، فكلكم ولله الحمد تدركون معنى الإيمان في الإسلام، وما تشمله عقيدة الإسلام وأخلاق الإسلام، وأتوجه لكم بالشكر والامتنان لما تبذلونه نحو دينكم، ونحن الأديان السماوية، ونحو الإنسانية جمعاء. إخواني وأخواتي: قد سنحت لي هذه الفرصة لأطلعكم على مايجول في خاطري، وأرجو منكم أن تصغوا لهذه الكلمات القصيرة لأقتبس منكم المشورة، فأنا أتأمل منذ سنتين الأزمة التي تعيشها البشرية جمعاء في وقتنا الحاضر، أزمة أخلت بموازين العقل والأخلاق وجوهر الإنسانية. فقد افتقدنا الصدق، افتقدنا الأخلاق، افتقدنا الوفاء، افتقدنا الإخلاص لأدياننا وللإنسانية. كما أن الإلحاد بالرب عز وجل قد كثر وتفشى، وهو أمر لاتجيزه الأديان السماوية، لايجيزه القرآن ولاالتوراة ولا الإنجيل. كذلك لمست من أصدقائنا في كثير من الدول أن الأسرة و(الأسرية) تفككت في أيامنا هذه، والأسرية أنتم أعلم بأهمية وخطر تفككها، فأعز ماعند الإنسان هم أبناؤه، فكيف إذا انصرف الشاب أو الشابة عن أبيه وأمه وانغمس في مسائل لاتتقبلها الأخلاق ولا العقيدة، ولايرضاها قبل ذلك كله الرب عز وجل. وتبلور في ذهني أن أطلب من ممثلي أتباع الأديان السماوية الاجتماع كإخوة يشتركون في إيمانهم وإخلاصهم لكل الأديان، وتوجيههم إلى رب واحد للنظر في إنقاذ البشرية مما هي فيه، وعرضت الأمر على علمائنا في المملكة العربية السعودية، ورحبوا بها ولله الحمد. كما زرت الفاتيكان، وقابلت البابا، وأشكره فقد قابلني مقابلة لن أنسها، مقابلة الإنسان للإنسان، وبالفعل، اقترحت عليه هذه الفكرة، وهي الاتجاه إلى الرب عز وجل، وإلى ما أمر به في الأديان السماوية، في التوراة والإنجيل والقرآن، نطلب منه عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما أمر البشرية بفعله في كل الأديان، وهذا أمر كلكم تحسون به، وكل من اتجه إلى ربه عز وجل بقلب صادق أمين وفي لدينه، وللأديان والأخلاق الإنسانية يحسن به، واجتماعكم هذا شاهد عليه. لهذا فقد عقدت العزم والنية بإذن الله، أن تكون هناك وفي أقرب وقت ممكن مؤتمرات لأخذ رأي إخواني المسلمين في جميع أنحاء العالم، وبعدها نجتمع مع إخواننا من كل الأديان التي ذكرتها، ومن فيهم الخير لإنسانيتهم واخلاقهم، ونتفق على مايكفل صيانة الإنسانية من العبث الذي يعبث بها حتى من ابناء هذه الأديان، ونؤكد على ما يجمع بيننا من مبادئ الأخلاق، ومبادئ الصدق والوفاء للإنسانية، وقيم الأسرة، وإذا اجتمعنا واتفقنا إن شاء الله على كل خير سأتوجه للأمم المتحدة لأعلن عن ذلك على منبرها. إن تفكك الأسرة، وكثرة الإلحاد في العالم شيء مخيف لابد أن نقابله من جميع الأديان بالتصدي له وقهره، والعمل على عودة المجتمعات إلى الطريق الذي يحفظ كرامة الإنسان والإنسانية ويصون أخلاقها. وشكراً لكم.