واكبت النخلة الزمن مهما تطور وتعددت أساليب الحياة فيه , بحضورها وعطائها غير المحدود من ليف وعذوق وتمر وصولا إلى جذعها وكربها حتى اقتحمت عالم الألعاب فصنع منها لعبا وتحفا للأطفال . وشاعت في أجواء “الجنادرية” أصوات الكناري لكنها هنا تصدر من شفاه الأطفال في القرية التراثية عبر صفارة صنعت من جذع النخلة أتقنها بإسلوب بسيط حرفي في دكان بجناح منطقة القصيم ، وضمنها بما يشبه المزمار عن طريق التحكم في الهواء الداخل للصفارة . واليوم عند زيارتك لأي جانب من الأجنحة المشاركة في الجنادرية ، تشاهد النخلة وهي ضيف الجنادرية الدائم وتجدها حاضرة بقوة بعطائها غير المحدود من ليفها وعذوقها وتمرها وصولا إلى جذعها وكربها. ويعرض المتخصص بالأعمال الليفية سليمان الطاهر في جناح منطقة القصيم منتجات النخلة التي حُوّلت إلى أدوات أساسية في الحياة قديما كالسفرة والحبال والقرب والمهاف وفرش الحصير وغيرها وقال : “إن النخلة ماتزال تمدنا بعطائها ، حتى لو قل احتياجنا لها اليوم ، ولكن تبقى مؤثرة ومزاحمة للحياة العصرية والتقنية التي نشهدها اليوم”, يروى ذلك وهو منهمك في لف الحبال التي استخلصها من عذق النخلة بعد صرامها وتجفيفها لتكون صالحة لبدء العمل بها وتحوليها إلى حبال متينة وقوية. ويضيف شارحا كيفية صنع مادة الحبال من عذق النخلة فيقول :” نقوم بعد صرام التمر بتجفيف العذوق لمدة حتى نتأكد فعلاً أنها يبست ، ثم نضعها في إناء مملوء بالماء الصافي حتى تخمر ونخرجها مرة أخرى ونعرضها للشمس حتى تيبس وبهذه الطريقة تزيد متانتها وقوتها وبعد تيبيس العذق من الماء لمدة تزيد عن ثلاثة أيام نقوم بدقها بواسطة الكابون حتى تكون فتيتا ونقوم بعد ذلك بجمعها ولفها بطريقة يدوية حتى تكون حبالا قاسية بحسب المقاسات التي نريد ، ثم تكسى الحبال بمادة القماش لتزيد متانة وقوة ، بالإضافة إلى إضفاء لمسة جمالية على الجبل”.