وصف مفتي جبل لبنان الدكتور محمد علي الجوزو ملتقى “ مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم” بالجديد في مجال الاهتمام بالقرآن الكريم وتقديمه للمسلمين في أنحاء العالم بصورة مشرقة وجميلة وتحمل أبعد ما وصل إليه الخطاطين من إبداع ودقة وروعة في الشكل والمضمون , مشيدا بهذه البادرة التي انطلقت من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ الذي يقوم بدور فاعل في مجال الدعوة الإسلامية في خدمة كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وأبرز الدكتور الجوزو أهداف الملتقى التي تحقق ما يصبو إليه المسلمين من حفاظ على كتاب الله والعمل على حمايته من التحريف من قبل أعداء الإسلام , منوها بما يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من عمل عظيم وهو حماية كتاب الله وتقديمه لأبناء العالم الإسلامي بصورة مشرفة وكريمة ووضعته في متناول المؤسسات الإسلامية الرسمية وفي جميع المساجد في العالم وبين أيدي العلماء وبين أيدي الخاصة والعامة . وأكد مفتي جبل لبنان أن تنظيم هذا الملتقى يعرف المؤمنين بالجنود المجهولين الذين أعطوا للحرف العربي وللقرآن الكريم صورة جمالية جعلت من تلاوة القرآن الكريم متعة نفسية ويسرت على المسلمين قراءة آيات الله بأسلوب صحيح يحببهم بكتاب الله ويقربهم إلى الله أكثر فأكثر . ولفت الدكتور الجوزو الانتباه إلى أن لغة القرآن الكريم أمتازت بالجمال والإيقاع البليغ المعبر والمؤثر وفي ذلك الجرس الذي يمس المشاعر في كل آية وفي كل جملة وفي كل لفظ مما جعل المؤمنين يعشقون تلاوته والاستمتاع بما يحويه من حكمة بالغة وعظات باهرة ودروس وعبر تحرك النفس البشرية وتأخذ بحلاوتها ونداوتها وروعتها القلوب والأفئدة . وقال الدكتور الجوزو : كتاب الله دستور المسلمين وجوهر عقيدتهم وموضع إجلالهم وتقديرهم أحبوه حبّاً جمّاً وعشقوا تلاوته وترتيله والتغني به يلجؤن إلى ينبوعه الثر لينهلوا من حكمته ما يحيي القلوب والعقول لا يملون الاستماع إليه ولا يجدون ملجأ إلى الله إلا به من أجل هذا أقبل العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء على هذا المنهل العذب ليزدادوا به علماً وإيماناً ومعرفة وثقافة وبلاغة وكان هو المهيمن على منهجهم في الكتابة والدراسة والبحوث الفقهية والتشريعية والأدبية والوجدانية لذلك كان هؤلاء يتنافسون في خدمته ويعملون على اكتناف معارفه وأسراره وبيان مافيه من أحكام وشرائع ومن علاج لأمراض النفوس والقلوب ومن حلول لمشكلات الحياة المتعددة . وأكد مفتى جبل لبنان أنه لما كانت المملكة العربية السعودية قد قامت على تعظيم هذا القرآن والتزام منهجه السوي والحكيم والعمل على تطبيق أوامره ونواهيه بكل إخلاص وصدق .. فقد أخذت على عاتقها إنشاء المؤسسات التي تخدم القرآن وتخدم العقيدة الإسلامية فكانت مطبعة القرآن الكريم في المدينةالمنورة وكان مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف . وفي ختام تصريحه سأل الدكتور الجوزو الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين , وسمو ولي عهده الأمين , وسمو النائب الثاني , وشعب المملكة من كل سوء وكيد وتآمر لتظل حصناً حصيناً لكتاب الله ولدين الله وللإسلام والمسلمين جميعاً .