يقولون إن أهل مكة أدرى بشعابها، وهاهو المثل ينطبق شكلاً ومضموناً على نهائي كأس ولي العهد الذي ستحتضنه العاصمة المقدسة، الجمعة المقبلة.. عقب أن نجحت مساعي أعيان ووجهاء (المكاكوة) في تحقيق هذا الحلم الكبير وارتأت القيادة الرياضية منح (الكيان) هذه الفرصة التاريخية.. ولكن ماذا بعد تثبيت موقع اللقاء الأهم في مسيرة (الفرسان) في العصر الحديث. هل نركن إلى أن المواجهة ستقام في مكة ونذهب ك(وحداويين) إلى ملعب مدينة الملك عبدالعزيز بالشرائع، لنتابع ما يحدث ميدانياً من معركة كروية تجمع بكل المقاييس فريقين غير متكافئين. وهل يكفي طموحاتنا أن الوحدة لعبت في النهائي بعد جفاء قارب نصف القرن من الزمان. وهل نظل نحتفظ في ذاكرتنا بأن جمال تونسي رئيس الوحدة استطاع أن ينقل (الفرسان) إلى مرحلة الصعود لمنصة التتويج. والخروج من أدوار الكومبارس.. فقط!!. أيضاً هل تسعف فريق مكة الأمنيات ورغبة الكبار والصغار الرجال والنساء من أبناء أطهر بقاع الأرض، في القبض على الكأس الغائبة والاحتفاظ به في دولاب الوحدة (العتيق). كل هذا بلاشك يمثل وصفاً للواقع الذي يجب أن يصحو عليه فريق الوحدة وهو على مقربة من فرض الذات والتأكيد على أن الوصول للقمة يتطلب الكثير من التضحيات وبذل الجهد والعرق. وضع الوحدة حالياً ليس سيئاً فالفريق يضم أسماء وعناصر تملك الموهبة، لكن أيضاً تبقى الحقيقة وهي أن فريق الوحدة ليس جيداً بما يمنحه الذهب. الخصم الكبير في لقاء النهائي هو الهلال الفريق الأفضل هذا الموسم وكل موسم منذ أن أشرقت شمس بطولاته، وفي هذا امتحان صعب على الوحدة. وتكمن الصعوبة في أن الهلال (جاهز) نفسياً وفنياً وعناصرياً. الهلال يضم النجوم ويتسلح بالخبرة وثقافة النهائيات. الهلال لديه سطوة في مواجهات الحسم. وهو يحب أن يجلس في دائرة الضوء. من المعطيات التي ذكرتها.. أرى أن لاعبي الوحدة هم المعنيون بالموقعة التاريخية أولاً وأخيراً. هناك عامل واحد ربما يلعب بجانب أصحاب الأرض وهو عامل (الروح). متى ما استشعر لاعبو الوحدة (عظم) المسؤولية الملقاة على عاتقهم.. سيفعلون كل شئ وسيكسبون الهلال. يبقى جانب التهيئة النفسية مهم ولكن دون أن تصل لمرحلة الشحن السلبي. يظل (الجمهور) محفزاً للوحدة أكثر من الهلال.. لأنني على ثقة بأن محبي النادي المكي سيغطون الملعب حضوراً وتفاعلاً. أخيراً.. كل التوفيق للوحدة.. وفي كرة القدم تعلمنا أن لا شيء مستحيل. ( قفلة ) - تشرفت برفقة الأخ العزيز سمو الأمير خالد بن سعود بن خالد عضوشرف نادي النصر في جولة أوروبية.. التقينا فيها بعض الأصدقاء، وكنا في أثناء تلك الجولة نتابع أخبار الوحدة.. وكان سموه أول المهنئين لي بإقامة اللقاء في مكةالمكرمة ( شكراً سمو الأمير خالد).