أحياناً قد يولد في الأسرة طفل مصاب بمتلازمة داون، مما يسبب حالة من القلق بين الوالدين عن حالة الطفل الصحية والدراسية وحالته في المستقبل، إلا أن الدراسات تؤكد أنه يمكن من خلال المتابعة أن يعيش الأطفال المصابون بمتلازمة داون حياة طبيعية. ومتلازمة داون هي مجموعة من الصفات الجسدية والنفسية الناتجة عن مشكلة في الجينات تحدث في مرحلة مبكرة ما قبل الولادة. يكون الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون ذوي ملامح مميزة في الوجه. كما يعاني هؤلاء، غالباً، من تراجع نسبي في القدرات العقلية، وتتفاوت حدة علامات المرض من مريض إلى آخر، لكنها تتراوح ، بشكل عام، ما بين الخفيفة جداً والمتوسطة. أعراض متلازمة داون أغلبية الأولاد الذين يعانون من متلازمة داون يتميزون ب: ملامح وجه مميزة، مثل الشكل الجانبي المسطح، الأذنين الصغيرتين، العينين المائلتين والفم الصغير، رقبة، يدين وساقين قصيرة. ضعف في العضلات ومفاصل مرخية. وفي مرحلة الطفولة المتأخرة يتحسن مستوى التوتر العضلي (Muscle tone)، عادة. نسبة الذكاء أدنى من المعدل العام. نسبة كبيرة جداً من الأطفال المصابين بمتلازمة داون يولدون وهم يعانون، أيضاً، من مضاعفات ومشاكل طبية أخرى عديدة، مثل المشاكل في القلب، في الأمعاء، في الأذنين أو مشاكل التنفس. وهذه المشاكل تؤدي بدورها إلى مشاكل أخرى إضافية، مثل الالتهابات في الجهاز التنفسي أو فقدان حاسة السمع. وهي مشاكل يمكن، لحسن الحظ، معالجتها. أسباب متلازمة داون الإصابة بمتلازمة داون ناتجة عن مشكلة ما في منظومة الصبغيات (الكروموزومات – Chromosomes) في جسم الجنين، قبل ولادته بوقت طويل جداً. فمنظومة الصبغيات هذه تشكل جزءاً مهماً في خلايا الجسم، إذ تحتوي على المادة والمعلومات الوراثية للإنسان الفرد. وهي المعروفة باسم "دي- أن- إي" (DNA): "الحمض النووي الريبي المنزوع الأكسجين (دنا) – (Deoxyribonucleic acid – DNA). وفي العادة، يوجد في جسم الجنين السليم الطبيعي 46 كروموزوما في كل خلية جسدية. أما الجنين الذي يعاني من متلازمة داون، فتحتوي خلاياه على 47 كروموزوما. وفي أحيان نادرة جداً، يمكن لخلل وراثي آخر أن يؤدي إلى متلازمة داون. إن الكرومزوم الإضافي (السابع والأربعون) يؤدي إلى حدوث تغيير في تطور عقل الجنين وجسمه. لا يعرف الخبراء، حتى الآن، السبب المحدد لحصول التغيير المذكور في الجينات، لكن هنالك عدة مسببات يمكن أن ترفع من خطر إصابة الجنين بمتلازمة داون. من بين هذه العوامل: الحمل فوق سن 35 عاماً: كلما تقدمت المرأة في السن يزداد خطر إصابة الجنين بمتلازمة داون، وأحياناً إذا كان سن الأب 40 عاماً وما فوق، وفي حالة إذا كان قد ولد في العائلة طفل آخر يعاني من المغولية. علاج متلازمة داون إذا كان المولود يعاني من متلازمة داون، تتم المباشرة في إجراء الفحوصات الطبية حال ولادته (بعد الإنجاب مباشرة) للكشف عما إذا كان يعاني من مشاكل طبية إضافية. مثلاً، الكثيرون ممن يعانون من متلازمة داون يعانون، أيضًا، من مشاكل في الرؤية، السمع أو في الغدة الدرقية. كلما تم تشخيص المشاكل الطبية الأخرى بصورة مبكرة أكثر، ازدادت فرص معالجتها بنجاعة أكبر. كما تساعد الزيارات المتكررة والمتواصلة إلى طبيب العائلة في الحفاظ على صحة الطفل المصاب بمتلازمة داون. يستطيع طبيب الأعصاب الذي يشرف على معالجة الطفل المصاب بمتلازمة داون أن ينصح الأهل بتبني برنامج معالجة ملائم لطفلهم، يتناسب مع وتيرة تطور الطفل، نموه واحتياجاته. فكثيرون من الأطفال المصابين بمتلازمة داون يستفيدون، مثلاً ، من برامج معالجة النطق واللغة والعلاج الطبيعي. كلما تقدم الولد المصاب بمتلازمة داون في السن، أصبحت المعالجة المهنية (المعالجة الوظيفية – Occupational therapy) ذات تأثير أكثر وإيجابية أكبر، إذ تساعد المصاب بمتلازمة داون في تقبل مكان عمله والمحافظة عليه وفي العيش حياة مستقلة، قدر الإمكان.