صرّحت منظمة اليونيسف بأن واحداً من بين كل خمسة أطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة. وقالت المنظمة في بيان: "لقد استطاعت دول المنطقة على مدى السنوات السبعين الماضية قطع شوط طويل في مجال حماية حقوق الطفل وسلامته، لكن ما تشهده المنطقة حالياً، وفي الذكرى السنوية السبعين لانطلاق اليونيسف، من نزاعات مسلحة وفقر وتشريد ألقى بظلاله على الأطفال وخلق أوضاعاً قاسية لهم مما يعرض حياة حوالي 29 طفل وطفلة لأصعب الظروف وأقساها ويهدد إنجازات استغرق تحقيقها عقوداً من الزمن". وتابع البيان في هذا الصدد، يقول جيرت كابالاري ، المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: " تهدد النزاعات الدائرة تهدد هذه المكاسب التي تحققت لأكثر من 157 مليون طفل في جميع أنحاء المنطقة، مما يجعل مهمتنا في حمايتهم أصعب من أي وقت مضى." وبعد سنوات من النزاع الدائر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتزايد عدد الأطفال الذين يعانون من ويلات الحرب في أكثر من نصف دول المنطقة على النحو التالي: * 8.4 مليون طفل سوري تقريباً بحاجة إلى مساعدة عاجلة من حيث المأوى والطعام والماء، مقارنة مع 500,000 طفل في عام 2012. ويعيش حوالي نصف مليون طفل في مناطق محاصرة في سوريا ولم يحصلوا سوى على مساعدات تكاد لا تُذكر خلال السنتين الماضيتين. * يعاني حوالي 10 ملايين طفل في اليمن من النزاع الدائر هناك ويعيشون أوضاعاً صعبة للغاية حيث 400,000 طفل منهم تقريباً معرضون لخطر سوء التغذية الحاد الوخيم. * انتهاكات في غاية الخطورة ضد الأطفال في العراق آخذة في الاتساع؛ فقد أفادت التقارير عن تسجيل حوالي 400 حالة انتهاك لحقوق الطفل هناك منذ شهر كانون الثاني 2016. وقد أدت العملية العسكرية المتواصلة في محافظة الموصل إلى نزوح 74,000 شخص تقريباً، نصفهم من الأطفال. * في السودان وليبيا ودولة فلسطين، أجبرت النزاعات الدائرة في هذه البلدان الأطفال على ترك منازلهم ومدارسهم وحرمتهم من الحصول على الخدمات الأساسية. * مع أن عدد سكان المنطقة لا يمثل سوى خُمس عدد سكان العالم، إلا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحوي نصف عدد اللاجئين والنازحين في العالم بأسره. [1] وأضاف كابالاري قائلاً: "هذه الأرقام الصادمة، والتي نشهدها في الذكرى السنوية السبعين لمنظمتنا، لا بدّ أنها تدق ناقوس الخطر أمام العالم بأسره وتمثل تداء عاجلاً يجب ان يوقظ تحركاً لحشد المزيد من الجهود من أجل تمكين كل طفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من العيش والازدهار والوصول إلى كامل إمكانياته. فهذا الجيل ليس جيلاً ضائعاً، وسيحاكمنا التاريخ جميعنا؛ علينا الاستثمار أكثر في أطفال المنطقة اليوم". ولفت البيان إلى أن اليونيسف تستجيب للاحتياجات العاجلة وطويلة الأمد التي يحتاجها الأطفال من الفئات الهشة في جميع أنحاء المنطقة من خلال توفير خدمات المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي وخدمات الصحة الأساسية وفرص التعلّم وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم على النحو التالي: * في سوريا والدول المجاورة المستضيفة للاجئين، ساهمت اليونيسف في تلقيح أكثر من 21 مليون طفل ضد شلل الأطفال في عام 2016. * وخلال هذه السنة، تلقى أكثر من 82,000 طفل في السودان دعماً نفسياً اجتماعياً من خلال الأماكن الصديقة للطفل والزيارات المنزلية التي نفذها الأخصائيون الاجتماعيون. * منذ شهر كانون الثاني، حصل 4 ملايين طفل في اليمن على خدمات تغذية بدعم من منظمة اليونيسف، اشتملت على مكملات المغذيات الدقيقة وفحوصات التغذية وتقديم العلاج للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم. * ومن خلال المبادرة التي أطلقتها اليونيسف "لا لضياع جيل" ساهمت اليونيسف في توفير فرص التعلّم الرسمي وغير الرسمي للاجئين السوريين في مصر والعراق والأردن ولبنان.