مازالت عبارة “هِب لها علامة”، التي أطلقها أبناء جازان عبر مواقع التواصل بعد الموجة المطرية (الرباب)، التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، تستجدي تفاعلَ المسؤولين في وضع حلول جذريّة للحفريات المنتشرة في أرجاء المحافظات وعبر طُرقها الرئيسية. وتحمل العبارة طابع السخرية من جانب، والكوميديا من جانب آخر، عن كثرة الحفريات وطريقة التعاطي معها، التي اقتصرت على وضع علامات تدل على مواقعها باستخدام الأخشاب وبراميل النفايات وكفرات السيارات، حتى لا يقع فيها المارة، ولإشعار الجهات الخدمية بوجودها. العبارة تمثل الرأي العام ويأتي أسلوب هِب لها علامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرًا عن الرأي العام. وقال البروفيسور بقسم الصحافة والإعلام في جامعة جازان، عبدالنبي عبدالله الطيب، ل”المواطن”: إن “الكاريكاتير والصحافة الساخرة نمط قديم في الصحافة العربية خاصةً في مصر ولبنان، وهو نمط من الصحافة يشرح علل المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بأسلوب ساخر مباشر أو غير مباشر، وتعتبر الصحافة الساخرة أحد أهم عوامل تكوين الرأي العام”. وأضاف: “إن استخدام هذا الأسلوب عبر مواقع التواصل الاجتماعي محاولةً لتقليد الصحافة الساخرة، وقد سبقه لذلك التلفزيون الساخر، ونشر الموضوعات الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يسهم بشكلٍ كبيرٍ في كشف الفساد والانحرافات، ولكن يخشى الباحثون من استغلال إمكانات برامج تكوين الصور، مثل الفوتوشوب في نشر موضوعات غير حقيقة بقصد التشهير والانتقام”. الكوميديا حاضرة وحضرت الكوميديا من خلال مقطع فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل للممثل الكوميدي عبدالرحمن مدخلي، يسخر فيه من وجود الحفريات في شوارع محافظة أحد المسارحة جنوبجازان، ووضع إطارات السيارات كعلامة تحذير، وتسأل عن دور إدارات البلديات والمجالس البلدية في وضع حلول تضمن سلامة العابرين على الطرقات. “المواطن” ترصد ورصدت عدسة “المواطن” صور لظاهرة (هِب لها علامة) في محافظة جازان وبيش وصبيا وأبو عريش وأحد المسارحة وصامطة، وبيَّنت الصور وضع إطارات السيارات وبراميل النفايات والأخشاب في الحفر التي تتوسط الطرقات، والتي مثَّلت الحل الأبرز الذي لجأ إليه المواطنون وغابت عن التفاعل معه الجهات الخدمية. المواطنون يطالبون بالتفاعل وقال كلٌ من؛ المواطن وائل أبوطالب ومحمد حسن ل “المواطن”: إن “المواطنون في جازان مَلُّوا من أسلوب الشكوى وغياب التفاعل من الجهات الخدمية، وأن هناك عِدة شوارع بأحياء مدينة جيزان تنتشر بها الحفريات وفتحات الصرف المكشوفة منذ أسابيع، حيث قام عددٌ من المواطنين بوضع علامات لتنبيه قائدي المركبات العابرة، وإطلاق عبارة هِب لها علامة عبر مواقع التواصل؛ هو امتداد بطريقة مختلفة للشكاوى والتذمّر من تكاثر الحفريات التي تعود لسوء تنفيذ مشاريع البنية التحتية وخلافات الجهات المُنفّذة وغياب التنسيق بينها”. كما طالب المواطنون، مسؤولي الأمانة والبلديات ومديرية المياه بالمنطقة، ردم الحفريات وتغطية فتحات الصرف المكشوفة، قبل وقوع المزيد من الأضرار بالمركبات والمارة.