بدأ إعصار “باتريسيا” الذي يُعتبر أعنف إعصار سُجّل في التاريخ حتى الآن، اجتياح غرب المكسيك، بينما أعلنت السلطات، المتخوفة من وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة، حالة التأهب، واتخذت إجراءات احترازية في المناطق الأكثر عرضة للخطر. ووُضعت البلاد في حالة تأهب تحسبًا لوصول الإعصار المهول الذي يُهدد بحصول فيضانات وانهيارات أرضية، واتخذت إجراءات احترازية عديدة، من بينها إجلاء السكان والسياح من الأماكن الأكثر عرضة للخطر، وإغلاق المرافئ والمدارس. وقال مدير المفوضية الوطنية للمياه روبرتو راميريز للتلفزيون: إن سرعة الرياح المصاحبة للإعصار قبيل ساعات من دخوله البر المكسيكي بلغت 325 كلم/ ساعة، وهو رقم قياسي لم يسبق أن سُجّل في التاريخ، قبل أن تعود وتتراجع قليلًا إلى 305 كلم/ ساعة. وكتب الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو، في تغريدة على “تويتر”، مخاطبًا سكان المناطق المعرضة للخطر أن “الإعصار باتريسيا أصبح على الساحل المكسيكي. لا تخرجوا. احتموا، واتبعوا إرشادات الحماية المدنية”. وأضاف: “نحن نواجه ظاهرة طبيعية، قوة لم تشاهد من قبل. سيكون علينا أن نواجه أوقاتًا عصيبة (…) البلاد تواجه خطرًا كبيرًا”، مشيرًا إلى أن أولوية الحكومة هي “حماية أرواح المكسيكيين وإنقاذها”. من جهته قال وزير السياحة خوسيه كالزادا: إن الأمطار تهطل “بغزارة شديدة” في ولاية كوليما؛ حيث أدى الإعصار إلى “اقتلاع حوالي 350 شجرة”، ولكن من دون أن تسجل أي خسائر بشرية حتى الآن. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعمه للمكسيك في مواجهة الإعصار، مؤكدًا أن خبراء في الكوارث الطبيعية من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “يو إس آيد” موجودون “في مكان الحدث ومستعدون للمساعدة”. بدوره عرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على المكسيك المساعدة لمواجهة الإعصار المدمر، وقال: “نحن متضامنون مع المكسيك، نضع أنفسنا بتصرف الحكومة والشعب المكسيكيين لتقديم المساعدة التي قد يحتاجون إليها في هذا الوقت”. وفي مدينة بويرتو فالارتا السياحية، أُغلقت كل المتاجر في حين عمد أصحابها إلى تدعيم واجهاتها وتحصينها. أما الفنادق المطلة على الواجهة البحرية للمدينة فقد تم إخلاؤها، بينما نُقل السياح إلى ملاجئ أو إلى المطار ومحطات الحافلات. وبحسب السلطات فقد غادر المدينة جوًّا وبرًّا 3500 شخص. وتم تحويل مركز للصليب الأحمر في المدينة إلى ملجأ لإيواء أكثر من مائة شخص، بينهم أمريكيون وكنديون وإيطاليون. وقال سائح إيطالي: “لسوء حظي أتيت إلى المكان الغلط في الوقت الغلط. لقد علمت من أحد الحرفيين أن إعصارًا سيأتي، ولكن ظننت أن الأمر مزحة”. ومن المتوقع أن يحمل الإعصار أمطارًا قد يصل منسوبها إلى 51 سم في ولايات خاليسكو وكوليما وميتشوكان وغيريرو، الأمر الذي يهدد بحدوث انزلاقات في التربة. وقطعت السلطات التيار الكهربائي عن مدينتي بويرتو فالارتا ومانزانيلو؛ تجنبًا لحصول احتكاكات كهربائية. وبحسب خوسيه ماريا تابيا فرانكو- مدير الصندوق الوطني للكوارث- فإن حوالي 400 ألف شخص يعيشون في ظروف غير آمنة في المنطقة. ونشرت السلطات 400 شرطي فيدرالي لمساعدة السكان على التصدي للإعصار. وفي قرية بوكا دي باسكواليس وضعت السلطات 70 شخصًا في ملجأ، في حين غادر 30 آخرون الساحل للإقامة لدى أقارب لهم في مناطق داخلية. وفي ولايات خاليسكو وكوليما وغيريرو وضعت السلطات أجهزة الطوارئ في حالة تأهب، وأمرت الخميس بإغلاق المدارس. أما المرافئ فقد أُغلقت في ولايات خاليسكو وناياريت وميتشواكان وأواكساكا وغيريرو، علمًا بأن الأخيرة تضم مرفأ أكابولكو، حيث ترسو سفن كبيرة الحجم. وفي 2013 ضربت عاصفتان في وقتٍ واحدٍ تقريبًا سواحل المكسيك المطلة على المحيطين الهادئ والأطلسي؛ مما أدى إلى سقوط 157 قتيلًا.