خلال جائحة كورونا وبعدها يُصرّح الكثير بأن المشكلات الأُسرية والنفسية ارتفعت، وهذه بلا شك من الآثار المتوقعة على مستوى العالم، وليس على المستوى المحلي فقط، حيث لم يقتصر التأثير السلبي على الجانب الاجتماعي والأسري فقط، بل على المستوى الاقتصادي الذي كان له الأثر القوي على استقرار الأسرة وتماسكها! وخلال هذين العامين توالت تلك الأخبار والإحصائيات التي تشير لارتفاع مثلًا نسبة الطلاق لأسباب مختلفة، فهناك من يتهم مشاهير السناب بأنهم السبب في ذلك! وهناك من يتهم الخدمات الإلكترونية لوزارة العدل بأن لها دورًا قويًا في ذلك، بالرغم إنها ساهمت في خدمة المرأة وهي في مسكنها أو منطقتها من حيث التقدم بكل سهولة على ( بوابة ناجز ) لرفع دعواها أيًا كان نوعها، والبتّ فيها إلكترونيًا دون عناء ومشقة مثل السابق! وهناك من يرى بأن تزايد مراكز الاستشارات الأُسريّة والنفسية، والمُصلحين الأُسريين والاجتماعيين لهم دور كذلك في التدخل غير المقبول في خصوصية الأسرة! إلى جانب الخطورة التي واجهها العاملون في وحدات الحماية الاجتماعية سابقًا من الأهالي الذين يرفضون تدخل الجهات الرسمية في حماية نساء وأطفال العائلة من تعرضهم للعنف بأنواعه، واتهامهم لتلك الوحدات الرسمية بتشجيع نسائهم على التمرد والشكوى ضدهم مما تسبب في التفكك الأسري! ولكن إذا ناقشنا الأمر واقعيًا فإن ما سبق جميعها خدمات رسمية تُقدم خدمات إنسانية ومعتمدة من الدولة لخدمة الفئات المهضومة حقوقها الإنسانية والشرعية، خاصة أن المملكة العربية السعودية لها سجل حقوقي عالمي حافل بالإنجازات الحقوقية على جميع المستويات، ولن تتجاهل أبدًا حقوق المواطنين والمقيمين المحتاجين للعون والمساعدة لحمايتهم من التعرض للانتهاك الحقوقي حتى لو على المستوى الأُسري! والتدخل الذي يحدث ليس بالسبب الحقيقي لازدياد نسبة الطلاق، أو العنف الأُسري، أو التمرد على القوانين العائلية التي لا يمت أغلبها للشريعة الإسلامية، لأن العاملين في هذه المجالات هدفهم الرئيسي المكلفين به رسميًا هو ( خدمة من يحتاج للمساعدة والمساندة، وعدم التحريض ضد الأسرة ) حيث إن المساعدة المُقدمة لإحقاق الحق يعتبرها الكثير من الأهالي إساءة لسلطتهم الأُسرية! لذلك فإن الخلل ليس في متابعة مشاهير السناب، أو وجود خدمات رسمية تنقذ ما يمكن إنقاذه سواء بالتدخل النفسي أو الاجتماعي أو الأمني في القضايا الخطرة، بل الخلل في الأسباب التي دفعت هؤلاء المحتاجين للمساندة خارج نطاق الأسرة بسبب افتقادها للجو الآمن، والقلب الحنون من أقرب الناس لهم! والتعلق أيضًا بتوافه الأمور مثل متابعة المشاهير متابعةً تسيء لعلاقاتهم الأُسرية، وإن كان هناك مُتّهم حقيقي فهم ( مؤسسو تلك الأسرة ) التي لها دور كبير في احتواء المشكلات من بدايتها، أو تصعيدها حتى تظهر خارج السور الأُسري المحاط بالسريّة والخصوصية! خاصة الأبوين اللذين يتسببان في نزاعات قوية داخل الأسرة عند اختلافهما في أسلوب التربية، أو بعد انفصالهما، وبسبب ذلك تتدخل الجهات الرسمية! فالحقيقة المؤلمة إن أغلب القضايا الأُسرية بسبب الأبوين اللذين لم يُحسنا توفير البيئة الأُسرية المترابطة والآمنة، والمُشبعة عاطفيًا لأفرادها منذ المراحل المبكرة، لأنه مع تقدم المراحل العمرية لأفرادها تبرز نتائج مختلف الضغوطات النفسية التي كانوا يعانون منها في صور عديدة من المشكلات غير المحتملة وغير المتوقعة! فهل من مُدرك لذلك وإصلاح ما يمكن إصلاحه؟ @moudyzahrani مقالات ذات صلة درجات الحرارة خلال مايو تسجل الأعلى لنفس الشهر منذ 1991 قاتل أمه في الكويت مدمن وأرباب سوابق ميزة جديدة على واتساب طال انتظارها بيدري يدعم إسبانيا في أولمبياد طوكيو 2020 تعليق مثير من متحدث الاتحاد على حكام يورو 2020 القبض على 4 مخالفين روجوا الحشيش والأمفيتامين في عسير إطلاق برنامج التميز للذكاء الاصطناعي لأمراض القلب وهذه أهدافه خلط اللقاحات ينتج استجابة مناعية أقوى ضد كورونا مباراة إنجلترا وألمانيا تمنح فيليبس رقمًا مميزًا