تأتي تلبية المملكة لدعوة فرنسا للمشاركة في قمة دعم اقتصاد الدول الإفريقية، لتؤكد على عمق روابط الصداقة بين البلدين وتعاونهما في دعم دول إفريقيا وفي مختلف الملفات الدولية، حيث ألقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كلمة المملكة عبر الاتصال المرئي. ولعبت المملكة دورًا رياديًّا في دعم اقتصاد الدول الإفريقية خلال فترة ترؤسها لمجموعة العشرين العام الماضي، وكان أحد أبرز قرارات قمة عشرين تعليق ديون الدول الفقيرة بسبب الجائحة، ووفرت هذه المبادرة التاريخية سيولة عاجلة ل73 دولة من الدول الأشد فقرًا، من ضمنها 38 دولة إفريقية حصلت على أكثر من خمسة مليارات دولار أمريكي. مجموعة العشرين وإفريقيا: كما اعتبر بيان دول مجموعة 20 في القمة الاستثنائية التي عقدت في مارس 2020 أن تعزيز النظام الصحي في إفريقيا يعد أساسًا لتكامل النظام الصحي العالمي وتعهد القادة في هذا البيان بتعزيز بناء القدرات وتقديم المساعدات الفنية الخاصة للمجتمعات الأكثر تعرضًا وانكشافًا للمخاطر، وكذلك للمملكة دور ريادي في دفع عجلة التنمية في دول القارة الإفريقية ولدى صندوق الاستثمارات العامة في المملكة عدد من المشاريع والأنشطة في قطاعات الطاقة والتعدين والاتصالات والأغذية وغيرها بإجمالي 15 مليار ريال سعودي أي ما يقارب 4 مليارات دولار أمريكي. وتدعم المملكة الجهود الدولية والإقليمية للتعاون الوثيق مع الإتحاد الإفريقي لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل النزاعات، والتي كان منها اتفاق جدة التاريخي للسلام بين إثيوبيا وإريتريا، كما أنها تعمل من خلال الصندوق السعودي للتنمية بشكل فعال في إفريقيا منذ أربعة عقود، وقد قدمت من خلاله قروض ومنح تجاوز عددها 580 لأكثر من 45 دولة إفريقية بقيمة تتجاوز 50 مليار ريال سعودي، ولدى المملكة مشاريع وقروض ومنح سينفذها الصندوق في الدول النامية في إفريقيا تتجاوز قيمتها 3 مليارات ريال. التغير المناخي: وتعتبر ظاهرة التغيير المناخي تحديًا عالميًّا؛ حيث إنها تحدٍّ من جودة الحياة لكثير من السكان وسبل عيشهم لاسيما في الدول منخفضة الدخل، لذلك عززت المملكة، خلال فترة ترأسها لمجموعة العشرين العام الماضي، دورها الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، والإسهام في حماية كوكب الأرض، ونتج عن ذلك إصدار إعلان خاص حول البيئة، وتبني مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس أول مجموعة عمل خاصة للبيئة فيها، وإطلاق مبادرتين دوليتين للحد من تدهور الأراضي وحماية الشعب المرجانية. محاربة التطرف: وكذلك تقدم المملكة الدعم للجهود الدولية المبذولة في محاربة التطرف والإرهاب في كل من دول الساحل والصحراء الإفريقية حيث قدمت السعودية دعمًا بمبلغ نصف مليار ريال في جهود محاربة الإرهاب، وأيضًا تدعم المملكة مع شركائها في دول تجمع الساحل ساداك، وفي مقدمتها جنوب إفريقيا في رفع قدرات قوات الأمن في موزنبيق لمجابهة الجامعات المتطرفة وترسية دعائم الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية. دولة مانحة: وتتطلع المملكة من منطلق مسؤوليتها كدولة مانحة إلى أن تتوصل قمة دعم دول إفريقيا إلى حلول مبتكرة تساعد دول القارة على الخروج من دوامة الديون وتضمن لهذه الدول القدرة على استغلال إيراداتها ومقدراتها الذاتية، كما تتطلع إلى عقد القمة السعودية الإفريقية والقمة العربية الإفريقية والتي تأجل عقدها بسبب الجائحة في أقرب فرصة. كلمة ولي العهد: وأكد ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، أن تأثير جائحة كورونا كان حادًّا في الدول الإفريقية منخفضة الدخل؛ حيث أدت الجائحة إلى زيادة الفجوة التمويلية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن المهم أن نستمر في بذل الجهود لتجاوز هذه الأزمة من خلال العمل الدولي المشترك. الجائحة لا تعرف حدودًا: وأضاف ولي العهد خلال كلمة المملكة- عبر الاتصال المرئي- أمام قمة مواجهة تحدي نقص تمويل إفريقيا التي عقدت اليوم في باريس، أن هذه القمة تنطلق لتؤكد الاهتمام البالغ لمستقبل القارة الإفريقية ودولها وشعوبها لاسيما في ظل جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19)، والتي لا تعرف حدودًا ومست جميع مناحي الحياة اليومية والإنسان في مختلف أرجاء العالم وأثرت بشكل كبير في مجال الصحة والاقتصاد. السعودية داعمة: وتابع الأمير محمد بن سلمان: أنه من هذا المنطلق فإن مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة فيروس كورونا (ومرفق كوفاكس) لإتاحة اللقاحات، يعدان إنجازًا مهمًّا، والمملكة تعد من الدول الداعمة والمتبرعة لهذه المبادرة، إلا أن البرنامج ما زال بحاجة للمزيد من الدعم ليحقق أهدافه بشكل فعال. ورأى ولي العهد أن الأمر الأكثر إلحاحًا هو ضمان التوزيع العالمي السريع والعادل للقاحات وخاصة في الدول المنخفضة الدخل في إفريقيا وبقية دول العالم، مما يساهم في وقف انتشار الوباء وعودة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته في أسرع وقت. وقال: إن بيان دول مجموعة العشرين في القمة الاستثنائية التي عقدت في مارس 2020م اعتبر أن تعزيز النظام الصحي في إفريقيا يعد أساسًا لتكامل النظام الصحي العالمي، وتعهد القادة بتعزيز بناء القدرات وتقديم المساعدات الفنية الخاصة للمجتمعات الأكثر تعرضًا وانكشافًا للمخاطر، حيث أدركت دول مجموعة العشرين تحت رئاسة المملكة في عام 2020م ضرورة العمل على دعم الدول منخفضة الدخل في إفريقيا وفي بقية مناطق العالم للتصدي للجائحة.