أثبت التعليم عن بعد نجاحه الكبير في السعودية خلال الفترة الماضية، خاصة وأن المركز الوطني للتعليم الإلكتروني أعلن بأن 6 جهات عالمية أجرت دراستين شاملتين عن تجربة السعودية في التعليم عن بعد خلال الجائحة بهدف توثيق ودراسة واقع التجربة، والخروج بمبادرات للتطوير والارتقاء بممارسات التعليم وفق أحدث الممارسات والمعايير العالمية في هذا المجال. منصة مدرستي: وضمن ركائز نجاح خطة التعليم عن بعد كانت منصة مدرستي والتي تعد محاكاة للواقع التعليمي، من خلال البرنامج الصباحي والمسائي اليومي للطلاب والطالبات؛ بدءًا من تسجيل الدخول للمنصة، وأداء النشيد الوطني، والتمارين الرياضية، ثم استعراض الجدول الدراسي اليومي، والدخول للفصل الدراسي مع المعلّم. وتتيح المنصة للطلاب والطالبات التفاعل مع الأقران والمعلمين، والمشاركة عبر ساحات النقاش، والاطلاع على تقارير الإنجاز الخاصة به، والتحقق من توزيع درجات متطلبات المقرر من أعمال السنة والاختبارات، والتعرّف على الساعات المناسبة للتواصل الإلكتروني مع المعلمين. وتضم منصة مدرستي العديد من الأدوات التعليمية الإلكترونية التي تدعم عمليات التعليم والتعلّم، ممثلة في أداة الفصول الافتراضية التي تتيح للمعلم تقديم دروس تزامنية عبر الإنترنت بواسطة برنامج مايكروسوفت (تيمز) والتي من خلالها قُدم أكثر من 86 مليون درس افتراضي منذ بداية الفصل الدراسي، يتفاعل من خلالها المعلم مع الطلاب والمحتوى الرقمي لتحقيق نواتج التعلّم، وأدوات التواصل مع المعلمين، والتي سجلت أكثر من 1.5 مليون استفسار وارد للمعلمين والمعلمات، كذلك أداة الواجبات والأنشطة الإلكترونية، حيث أُرسل من خلالها أكثر من 15 مليون مهمة أدائية للطلاب. وأتاحت المنصة أكثر من 62 ألف مصدر تعليمي متنوع (فيديوهات مرئية وكرتونية، ألعاب تعليمية، واقع معزز، كائنات ثلاثية الأبعاد، تجارب تفاعلية وماتعة، قصص وكتب تربوية)، والتي تدعم التعلم التزامني وغير التزامني، كما أتاحت أدوات للتخطيط والتصميم التعليمي بحيث تتيح للمعلم تصميم رحلات تعليمية تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين، وأدوات للقياس وتقييم التحصيل العلمي والمعرفي، مثل: الاختبارات الإلكترونية التي من خلالها أُنشئ ما يقارب 2.5 مليون نموذج اختبار وإرساله للطلاب خلال الفصل الدراسي، مبينة أن المنصة تدعم المعلمين والمعلمات ببنوك أسئلة تضم أكثر من 100 ألف سؤال محكّم في أغلب المقررات الدراسية، وتتيح لهم إنشاء أسئلة بما يراه المعلم مناسب لقياس الأهداف التعليمية، ويمكن كذلك لقادة المدارس والمشرفين التربويين والمعلمين متابعة الأداء وتقديم الدعم، واتخاذ الإجراءات التصحيحية من خلال منظومة تقارير ومؤشرات لمتابعة الأداء. استعداد مسبق: ومع بداية الجائحة، كان لدى المملكة استعداد مسبق لضمان استمرارية التعليم لمواجهة أي تفشٍ محتمل، حيث وضعت حلول بديلة للحضور التقليدي بعد إغلاق المؤسسات الأكاديمية التي تضم 8.4 ملايين طالب وطالبة، وتم تطبيق حلول وآليات التعليم عن بُعد في المملكة، كما لم يتوقف البناء المستمر والتدريجي لدعم المحتوى المكون من 8 ملايين ساعة تدريس، و3 ملايين محتوى رقمي، و3.5 ملايين فصل دراسي افتراضي، إضافة إلى توفير 23 قناة تلفازية تقدم دروسًا مسجلة تناسب جميع المراحل الدراسية تبث على مدار الساعة. مسابقة مدرستي: كما أطلقت وزارة التعليم مسابقة "مدرستي" الرقمية للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، لتعزيز مشاركة المجتمع ومنسوبي التعليم والمهتمين في نشر ثقافة التعليم عن بُعد، وإثراء المحتوى الرقمي بمواد تنقل التجارب المميزة، إضافة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية لإبراز دور الأسرة وأولياء الأمور. واستهدفت المسابقة منسوبي التعليم من المعلمين والإداريين، والطلبة وأولياء أمورهم، والمهتمين بالشأن التعليمي من شرائح المجتمع المختلفة، كما تتركز مجالاتها التنافسية على الموضوعات الداعمة لعمليات التعليم والتعلّم عن بُعد، من خلال تقديم محتويات معرفية أو مهارية مصممة بطرق إبداعية قابلة للنشر في شبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المختلفة. ترحيب وإشادة: ونال قرار وزارة التعليم أمس بشأن استمرار الدراسة عن بعد لجميع مراحل التعليم العام حتى نهاية الأسبوع العاشر من الفصل الدراسي الثاني؛ وفق الآلية المعمول بها خلال الفصل الدراسي الأول للمعلمين والمعلمات، وأعضاء الهيئة الإدارية في المدارس، ومكاتب التعليم، ترحيب كبير من جانب الطلاب وأولياء الأمور والعاملون في القطاع التعليمي، مؤكدين أنه يأتي حفاظًا على صحة الجميع وضمان السلامة في ظل الجائحة. وأكدوا أن التعليم نجحت بالفعل في تقديم بدائل قوية للتعليم عن بعد تحافظ على استيعاب الطلاب وتقدم المناهج بشكل احترافي خلال الفترة الماضية. ولفتوا إلى أن رحلة التعليم الإلكتروني الناجحة ما هي إلا انعكاس وحصاد النجاحات التكاملية من المعلمين والمعلمات وقادة المدارس والمشرفين والأسرة والطالب أيضًا، مشيدين بالتكامل وتضافر الجهود بين الجهات المعنية بالإضافة إلى الالتزام العالي والمتابعة الحثيثة من إدارات التعليم لكافة مكونات العملية التعليمية والإشراف عليها وتقديم الحلول للتحديات التي يواجهها المجتمع التعليمي، وإبراز أفضل الممارسات ومشاركتها؛ لتحقيق الأهداف المرجوة. دور مميز للمعلمين والأسرة: كما أن هناك دوراً مميزاً للأسرة والتي قدمت صورة متكاملة أسهمت في نجاح الطالب واستقراره في رحلة التعليم عن بُعد من حيث تهيئة البيئة المناسبة والتوعية والتثقيف بآداب السلوك الرقمي والمواطنة الرقمية، بالإضافة إلى الدور البارز والمميز الذي قدمه المعلم والمعلمة في إدارة واستخدام الأدوات والتقنيات؛ لتصميم رحلة تعليمية تتناسب مع إمكانات الطلاب، ومتطلبات الخطط الدراسية.