قال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، اليوم الأربعاء: إن بلاده رصدت سلالة جديدة أخرى من فيروس كورونا. وذكر في إفادة صحافية: "رصدنا حالتين مصابتين بسلالة جديدة أخرى من فيروس كورونا هنا في المملكة المتحدة". وتابع قائلًا: إنهما من المخالطين لحالات جاءت من جمهورية جنوب إفريقيا خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأضاف: "هذه السلالة الجديدة تثير قلقًا بالغًا؛ لأنها أكثر قدرة على الانتقال، ويبدو أنها شهدت تحولًا أكبر من السلالة الجديدة (الأولى) التي اكتُشفت في المملكة المتحدة". والمعلومات حول السلالة الأولى مقلقة جدًّا، ناهيك عن السلالة الثانية، فبحسب ما أكد في وقت سابق البروفيسور بيتر أوبنشو المتخصص في جهاز المناعة في إمبريال كوليدج لندن لموقع "ساينس ميديا سنتر": "يبدو أنها أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 و70 في المائة". بدوره، اعتبر البروفيسور جون إدموندز من كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية "هذه الأنباء سيئة للغاية. يبدو أن هذه السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة السابقة". بينما ذكر المتخصص الفرنسي في علم الوراثة أكسل كان، على صفحته في فيسبوك، أنه حتى الآن "تم رصد 300 ألف سلالة من كوفيد-2 في العالم"، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس. ولعل الأهم في توصيف تلك السلالة الجديدة التي تسمى "إن 501 واي"، وجود تحور في بروتين "شويكة" الفيروس، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها. ووفقًا للدكتور جوليان تانغ من جامعة ليستر "كانت هذه السلالة تنتشر بشكل متقطع في وقت سابق من العام الحالي خارج المملكة المتحدة، في أستراليا بين يونيو ويوليو، والولايات المتحدة في يوليو، وفي البرازيل في إبريل". ولفت البروفيسور جوليان هيسكوكس من جامعة ليفربول إلى أن "فيروسات كورونا تتحوّر طوال الوقت؛ وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة من سارس-كوف-2. الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات". يشار إلى أن ظهور تلك السلالة في المملكة المتحدة أثار قلق علماء الأوبئة؛ ما أدى إلى تعليق العديد من الدول الرحلات الجوية القادمة من الأراضي البريطانية، لاسيما بعد أن أعلنت وزارة الصحة البريطانية أن الوباء أصبح خارج السيطرة.