يصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الفرنسية باريس، الأحد، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، ومن المقرر أن يبحث الجانبان التعاون المشترك في مواجهة الأزمات في الشرق الأوسط، والتنقيب شرق المتوسط، والدور التركي المزعزع للاستقرار في المنطقة. وسيقوم رئيسا البلدين باستعراض تعاونهما في قضايا الأمن الإقليمي الكبرى من مكافحة الإرهاب إلى الأزمة الليبية بما في ذلك التوتر في شرق البحر المتوسط. ليبيا.. الملف الأبرز: وتبلغ هذه الزيارة ذروتها بلقاء الاثنين بين السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد سنتين تقريبًا على اجتماعهما على انفراد في القاهرة. وأشار قصر الإليزيه إلى أن فرنسا تعمل مع مصر من أجل "عودة الاستقرار" في ليبيا، ما يتطلب "خروج القوات الأجنبية، وفي مقدمتها المقاتلون الأتراك ومختلف المرتزقة الموجودين". وقبل ساعات من الزيارة، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا عملية سياسية جديدة بعد الاتفاق الليبي- الليبي، تعود قضية المرتزقة إلى الواجهة من جديد. وذكر المرصد، في بيان له، أن مصادر أفادت بتوقف عملية عودة مرتزقة الفصائل الموالية لأنقرة إلى سوريا منذ أكثر من 20 يومًا، بعد أن كانت آخر دفعة قد عادت من ليبيا إلى سوريا منتصف شهر نوفمبر الماضي. وكشف المرصد عن نية تركيا إرسال دفعة جديدة من مرتزقة الفصائل السورية نحو ليبيا خلال الأيام القادمة. يذكر أن تعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 18 ألف مرتزق من الجنسية السورية من بينهم 350 طفلًا دون سن ال18، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 10750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقوهم وأخذ مستحقاتهم المالية. كما يذكر أن تعداد قتلى المرتزقة من الفصائل السورية الموالية لأنقرة في ليبيا بلغ 496 قتيلًا. التوتر شرق المتوسط: الزيارة الرسمية للرئيس المصري إلى فرنسا تأتي أيضًا في ذروة التوتر الأوروبي التركي نتيجة سياسات أردوغان العدائية في المياه الإقليمية لقبرص واليونان. وأكد الإليزيه أن فرنسا ومصر تريدان "جعل البحر الأبيض المتوسط مجالًا لتعاون تحترم فيه سيادة الدول المختلفة". والجمعة الماضية، هاجم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، سياسة "الأمر الواقع" التركية، في إشارة إلى التوترات بين أثينا وأنقرة في شرق المتوسط. وأضاف خلال جلسة حوار افتراضية، ضمن أعمال منتدى حوارات المتوسط: "نريد احترام القانون وسيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ونرفض سياسة الأمر الواقع التي أطلقتها تركيا "، مؤكدًا أن فرنسا "تؤيد إجراء حوار مع تركيا حول هذه القضية"، حسبما أفادت "روسيا اليوم". وطالب لودريان بتطبيق "ثقل أوروبي أكبر" في البحر الأبيض المتوسط، وإلا "فإن الآخرين سيفعلون ذلك على حساب مصالحنا، مثل تركياوروسيا، فكلاهما تريدان استغلال القضايا الأمنية لتقسيمنا أوروبيًّا"، على حد زعمه. وحذر من أن "منطقة البحر الأبيض المتوسط، بسبب زعزعة الاستقرار التي تسبب فيها فاعلون خارجيون، أضحت مفترق طرق لجميع الصراعات وفضاء يشهد تحديات حاسمة لمستقبلنا، على غرار الهجرة والأمن". أردوغان المنبوذ: توترات وتدخلات وعنترية، جعلت من الرئيس التركي منبوذًا في محيطة الإقليمية والدولي. فعلى الجانب الفرنسي، تأتي زيارة السيسي بعد يومين من توتر العلاقات بين باريس وأنقرة عقب تصريحات جديدة لأردوغان هاجم فيها ماكرون. وتدهورت العلاقات بين تركياوفرنسا تدريجيًا منذ العام الماضي، خصوصًا بسبب خلافات حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط ومؤخرًا جراء النزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم قره باغ. وعلى الصعيد المصري، تمتلك القاهرة وأنقرة علاقات شبه مقطوعة نتيجة سياسات أردوغان العدائية وإيواء العديد من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي.