أكد رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، عبدالله بن شرف الله الغامدي، أن المملكة تقود قمة مجموعة العشرين الاستثنائية وتستضيفها هذا العام في ظل ظروف غير مسبوقة. وتابع أنه بقدر ما نفخر بقدرتنا على التغلب على هذه التحديات ودفع أجندة مجموعة العشرين، فإننا ندرك أيضًا أهمية المحاور الثلاثة التي تتمحور حولها رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين للاستفادة من فرص القرن الحادي والعشرين، وهي: تمكين الجميع، وحماية كوكبنا، وتشكيل آفاقٍ جديدة. وأشار إلى أن مرحلة التعافي من كورونا أتاحت فرصة إطلاق إمكانات التقدم العلمي والتقنيات الناشئة لوضع أسس مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة لنا ولأولادنا وللأجيال القادمة. دور الرقمنة والتقنية: وقال الغامدي إن الرقمنة والتقنية اليوم تؤدي دورًا محوريًا في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا، وتمنحنا آفاقًا جديدة في حياتنا وعملنا وتعليمنا وجميع النواحي الأخرى مشيرًا إلى أنه يوجد الكثير من الإمكانات من التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، ولكن هناك فجوة رقمية ستتنامى وسيتزايد على أثرها التوزيع غير العادل للمنافع والثروة إن لم تتم معالجتها بشكل جماعي. الموضوعات الأكثر أهمية في قمة العشرين وتابع أنه تجنبًا لهذه المخاطر، قادت المملكة العربية السعودية في رئاستها لمجموعة العشرين حوارات حول الموضوعات الأكثر أهمية والتي ستشكل اقتصاداتنا الرقمية ومستقبلنا بما في ذلك الذكاء الاصطناعي الجدير بالثقة والتدفق الحر للبيانات والمدن الذكية وأمن الاقتصاد الرقمي والقياس مشيرًا إلى أن السعودية لم تكتفِ بقيادة الحوار الدولي حول الاقتصاد الرقمي وقدمنا مثالًا حيًا للعالم في تحقيق فرص القرن الحادي والعشرين الرقمية والتقنية. التقنية للتغلب على أكبر التحديات وأضاف : أظهرنا أنه يمكننا الاستفادة من التقنية للتغلب على أكبر التحديات والحفاظ على التعاون العالمي بشأن أكثر قضايا العالم إلحاحًا، وذلك من خلال حفاظنا على المسار الصحيح لجدول أعمال مجموعة العشرين واستضافتنا أكثر من 170 اجتماعًا افتراضيًا للمجموعة على مدار الأشهر الماضية. لقد مكنتنا قدراتنا الوطنية الفريدة في عالم الرقمنة والبيانات من محاربة تأثير الوباء، مع تعزيز الأجندة الوطنية نحو رؤية المملكة 2030، واستفدنا من بنك البيانات الوطني والسحابة الحكومية والتحليلات وقدراتنا في الذكاء الاصطناعي في تسريع رقمنة كثير من الخدمات وتمكين اتخاذ القرارات المبنية على الأدلة لاسيما في قطاعي الصحة والأمن حتى خلال أوقات حظر التجول، وكنا بين الأوائل عالميًا في إطلاق تطبيقات لإدارة تصاريح التجول وتتبع أثر مخالطي المرضى لإعادة التنشيط الآمن للعديد من الخدمات الهامة. تمكين الجميع وأضاف رئيس سدايا : بينما كنا في طليعة الدول المكافحة للوباء ودعم أنشطة مجموعة العشرين، لم نتجاهل دورنا في تمكين شعب المملكة والعالم تقنيًا كما ركزت معظم النقاشات حول مستقبل التقنية في الماضي، وفي هذا العام أيضًا على استيلاء الآلات والذكاء الاصطناعي على الوظائف. نحن في المملكة العربية السعودية اتخذنا نهجًا أكثر إيجابية. الذكاء الاصطناعي في المملكة وكشف أنه في قمة مجموعة العشرين العام الماضي، أكد ولي العهد على أهمية التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي في رسم مستقبل أفضل، وسلط الضوء على الحاجة إلى الاستثمار في مهارات المستقبل ووظائفه. وتابع :" لقد عملنا هذا العام على الأخذ بتأكيد سموه من خلال إطلاق استراتيجية وطنية طموحة للبيانات والذكاء الاصطناعي تركز على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية. وبهدف واضح: لتحويل القوة العاملة في المملكة العربية السعودية بإمداد محلي ثابت من البيانات والمواهب المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وسَن التشريعات الأكثر مواءمة بمواهب البيانات والذكاء الاصطناعي. أهداف رؤية 2030 الطموحة وقال إنه من بين أهداف رؤية 2030 ما يلي: * تدريب 40٪ من القوى العاملة المعنية على البيانات والذكاء الاصطناعي * لدينا أكثر من 20,000 متخصص في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي * استحداث 40,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة تتعلق بمجال البيانات والذكاء الاصطناعي * لم تكتفِ المملكة بدفع عجلة تقدمها فقط، بل حرصت على تمكين الدول الأخرى حول العالم. * أطلقت المملكة العربية السعودية شراكة طويلة الأمد مع البنك الدولي لضمان عدم تخلف أحد عن الركب في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تسريع التنمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في البلدان النامية. * ستركز هذه الشراكة في البداية على قارة إفريقيا من خلال التقييم العميق لاستعداد الدول للذكاء الاصطناعي، يتبعه اتخاذ إجراءات محددة بالتعاون بين قيادات الدول لسد الثغرات الحرجة وتمكين الذكاء الاصطناعي لحالات الاستخدام والتطبيقات المعنية. * سنعمل مع البنك الدولي للتصدي لأهم تحديات التنمية بما في ذلك الجوع والفقر والمرض * سنعزز من نجاحات المملكة العربية السعودية وخبراتها وقدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي أشرت إلى بعضها سابقًا في هذا البيان الموجز. رسم آفاق جديدة وأضاف : كانت الاستفادة من مزايا الابتكار الرقمي ومشاركتها في صميم أجندة مجموعة العشرين لهذا العام، وكانت المملكة العربية السعودية في طليعة قيادة المحادثات والعمل بهذا الشأن: وأطلقنا القمة العالمية للذكاء الاصطناعي لتكون منصة القيادة الفكرية السنوية الرائدة لتسهيل الحوار العالمي حول رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي، كما أننا ملتزمون بإقامة هذه القمة لتكون حدثًا سنويًا عالميًا ومنصة للتعاون والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتابع : عندما أطلقنا استراتيجيتنا الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، أخذنا على عاتقنا أن نجعل أفضل ما في البيانات والذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة في المملكة، وأن نطلق العنان للإمكانات الكاملة للبيانات والذكاء الاصطناعي للأمة والعالم. وقال رئيس سدايا : كما وجه ولي العهد في كلمته الافتتاحية للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي، دعوة مفتوحة لجميع الحالمين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم للانضمام إلينا في هذه الرحلة والعمل معًا لرسم آفاق جديدة للبيانات والذكاء الاصطناعي. شراكة سعودية في الذكاء الاصطناعي وأردف رئيس سدايا يقول : لقد أطلقنا أيضًا شراكة في مجال الذكاء الاصطناعي مع الاتحاد الدولي للاتصالات لمشاركة أفضل ممارسات الجاهزية الوطنية للذكاء الاصطناعي عبر دول الأعضاء في الاتحاد البالغ عددها 193 دولة. كما تشرفنا في المملكة باستضافة الخبراء للتشاور مع الأممالمتحدة حول إنشاء مجلس استشاري للأمم المتحدة بأصحاب مصلحة متعددين، وذلك بشأن التعاون العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي مبادرة نؤيدها ونلتزم تمامًا بدعمها حتى تتحقق. وبناءً على التوجه الإيجابي نفسه والتزامنا باستكشاف ورسم آفاق جديدة للتعاون بين البشر والآلات، استضفنا مسابقة فريدة تجمع بين الفنانين وخبراء الذكاء الاصطناعي من جميع أنحاء العالم لاستكشاف إمكانات الفن البشري والذكاء الاصطناعي المشتركة، وإعادة تعريف قواعد الإبداع في القرن الحادي والعشرين. وختم رئيس سدايا بالقول إنه بغض النظر عن مقدار ما أنجزناه خلال رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين، فإننا نقر بأنه ما زال علينا الكثير للقيام به لتمكين البشرية من خلال التمكين الرقمي. وأضاف : لقد أدى الوباء بالتأكيد إلى زيادة الحاجة إلى سرعة التحول الرقمي والتعاون الدولي لسد الفجوة الرقمية بين الدول، ونتطلع إلى مواصلة عملنا مع شركائنا في مجموعة العشرين والمنظمات الدولية والدول الأخرى لإطلاق العنان للإمكانات الرقمية للجميع وأن نحرص ألا يتخلف أحد عن الركب.