سرد الدكتور هيثم محمود شاولي قصته مع فيروس كورونا، بعد إصابته به رغم اتخاذه كل الإجراءات الاحترازية والوقائية عند تعامله مع المرضى. وقال شاولي في حواره إلى "المواطن": عندما شعرت بألم في عضلات الجسم وكحة بسيطة وألم في الحلق مع صداع وقلة حاسة الشم والتذوق لم أتوقع أنها ستكون أعراض كورونا خصوصًا أني طبيب، واتخذت كل الإجراءات الاحترازية والوقائية عند التعامل مع المرضى، وبعد هذه الأعراض ذهبت بنفسي لإجراء تحليل مسحة من الأنف للاطمئنان، إذ اتصل بي موظفي المستشفى والصحة العامة بجدة بإيجابية المسحة، وطلبوا مني التوجه فورًا إلى العزل الصحي بالفندق لمتابعة تطورات الحالة، وكانت تلك اللحظة أصعب لحظات حياتي؛ لأنني كنت أترقب المجهول. وإلى نص الحوار: التوجه للعزل الصحي: ⁃ وماذا فعلت في تلك اللحظة؟ ** اتجهت للعزل حفاظًا على سلامة الأسرة والأبناء، وقد انتابهم القلق والخوف عند سماعهم خبر إصابتي، ووسط الدعوات والتضرع إلى الله بشفائي توجهت للفندق المخصص للعزل. ⁃ وكيف قضيت تلك الأيام؟ ** طبعًا انتابني القلق من المصير المجهول، والخوف من تطورات الحالة، ولله الحمد طوال تلك الفترة لم تتطور الأعراض كثيرًا، وفي ليلة القدر كانت فرحتي بظهور النتائج السلبية وخلو جسدي من فيروس كورونا، فبشرت والديَّ وزوجتي وأبنائي وشقيقتي وقد اعتلت الفرحة وجوههم، والحمد لله لن أنسى في حياتي تلك الليلة واستجابته سبحانه وتعالى لدعائي. الفندق والبرنامج اليومي: ⁃ وفي داخل الفندق كيف كان برنامجك؟ ** تفرغت تمامًا للعبادة والدعاء وقراءة القرآن والتواصل طبعًا مع الأهل والأسرة وبعض الأصدقاء المقربين، كما أن تلك الفترة كانت بمثابة دراسة بعض الأعمال الصحية التوعوية، وخصوصًا عن كورونا إذ سبق لي أن سجلت مقاطع توعوية عن كورونا في بداية انتشاره ولاقت إقبالًا واستحسانًا من المجتمع وهي موجودة في اليوتيوب، وأنتهز هذه الفرصة لأسجل ألف شكري وتقديري لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد الأمير محمد بن سلمان على اهتمامهما الكريم وحرصهما على سلامة الطاقم الصحي والمواطنين والمقيمين، كما أشكر الطاقم الصحي وإدارة الفندق بما وجدته من اهتمام وعناية ومتابعة على أكمل وجه. ⁃ هل تواصل معك أحد من قياديي الصحة؟ لا.. وهم معذورون في ذلك، وألتمس لهم العذر؛ فالجميع مشغول في جائحة كورونا وظروف الشهر الفضيل وقرب حلول العيد، ولكن يكفي أن يشعر الفرد بأنه محاط بعناية ربه ومحبة أسرته وتواصل أصدقائه، ومشكورًا تواصل معي مدير مستشفى الملك فهد الدكتور محمد بن حسن باجبير ومدير مركز مشرفه الدكتور غالب الجدعاني. الخوف وتطور الإصابة: ⁃ وما هو أكثر ما كان يشغلك في الحجر الفندقي؟ ** أكثر ما كان يشغلني هو الخوف من تطور الأعراض، ولكن الحمد لله تسلحت بقوة الإيمان بالله، فما كتبه هو قضاء وقدر، وهو القائل في كتابه: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، فهذا التوكل منحني القوة والعزيمة ومواصلة الهمة بالإيمان والصبر، وهذا واجبنا ودورنا كأطباء، فالله سبحانه وتعالى كتب لنا شرف الوقوف في الصف الأول لمواجهة هذا المرض وحماية أفراد مجتمعنا الغالي، وكل ما أطلبه في هذه الفترة وأرجوه من المواطنين والمقيمين عدم الذهاب للمراكز الصحية والمستشفيات إلا للضرورة القصوى خوفًا من الازدحام وسلامتهم وحرصًا على صحة الأطباء. وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري، وهؤلاء يمثلون أعدادًا كبيرة من المرضى، ألتمس من بعض المراكز الصحية سرعة تفعيل خدمة توصيل أدويتهم الروتينية إلى منازلهم حتى نلتزم بالإجراءات الاحترازية من موضوع ازدحام المرضى في المراكز والمستشفيات لصرف العلاج فقط. ⁃ تم رفع الحظر تدريجيًّا.. بماذا تنصح المجتمع؟ ** الحمد لله على ذلك، أنصح المجتمع بعدم الاستهزاء أو التساهل بالاشتراطات الصحية والتدابير الاحترازية الخاصة بكورونا، وكما كان تفاعلهم إيجابيًّا في مرحلة الحظر يجب أن يكون تفاعل أفراد المجتمع في المرحلة الثانية، وهي مرحلة رفع الحظر تدريجيًّا، أكثر من السابق، وخصوصًا أن الفيروس ما زال موجودًا والخطورة قائمة، لذا أؤكد عليهم أهمية ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين بشكل دائم. كورونا والدروس المستفادة: ⁃ أخيرًا، ما هو الدرس الذي تعلمته من كورونا؟ ** الحمد لله على كل شيء، تعلمنا الكثير من هذه الجائحة، والدروس المستفادة كثيرة ولا يمكن حصرها، وأدعو الله أن يرحم المتوفين بكورونا ويشفي المصابين به، فهذا المرض للأسف لم تقتصر تداعياته وتبعاته على دولة، بل شملت جغرافية العالم بأكمله. يشار إلى أن "المواطن" قد انفردت بخبر وتصريح إصابة الطبيب شاولي بكورونا في أواخر أيام شهر رمضان. div class="addthis_inline_share_toolbox_3adf" data-url="https://www.almowaten.net/?p=2819272" data-title="الطبيب الشاولي ل"المواطن": هذه قصتي الكاملة مع إصابتي بكورونا"