قال جيمس واديل، كبير المحللين في معهد أبحاث ENERGY ASPECTS في لندن: بعد الإعلان عن حقل الجافورة فإن صادرات المملكة من الغاز سيمثل تغيرًا كبيرًا في ميزان الغاز الطبيعي المسال العالمي في النصف الثاني من العقد، وذلك بالنظر إلى حجم موارد الغاز التقليدية وغير التقليدية في البلاد. وتابع: هذا الاكتشاف له تداعيات ليست فقط على المملكة ورحلتها نحو إنتاج مزيج من الطاقة الأنظف، ولكن أيضًا بالنسبة لسوق الغاز العالمي، حيث تعيد مجموعة من الاكتشافات الحديثة في شرق البحر الأبيض المتوسط تشكيل الاقتصادات من القاهرة إلى أنقرة. وقالت وكالة بلومبرغ الأمريكية، إن النفط السعودي ساعد في دفع محرك الاقتصاد العالمي لأكثر من نصف قرن، ومن جهة أخرى فإن احتياطيات المملكة من الغاز غالبًا ما يتم التغاضي عنها، ولكن كل هذا على وشك التغيير بعد استثمار أرامكو 110 مليارات دولار لتطوير احتياطيات غير تقليدية من الغاز في حقل الجفورة، ليكون أكبر حقل نفط في العالم. ولفت التقرير إلى أن الإعلان عن حقل الجافورة جاء بعد عدة أسابيع من تصريح وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان وتلميحه إلى حدوث تغيير كبير في قطاع الطاقة المحلي بالمملكة والذي من المحتمل أن يلعب فيه الغاز دورًا رئيسيًا. وكان قد قال في وقت سابق من هذا الأسبوع: قريبًا ستعمل المملكة على تصدير الغاز. وكانت أرامكو قد أعلنت أن الجافورة يملك احتياطات تُقدر بنحو 200 تريليون قدم مكعب من الغاز، وقادر على إنتاج نحو 500 ألف برميل يوميًا من سوائل الغاز، وعلى مدار 22 عامًا، يمكن أن يحقق جافورة دخلاً سنويًا قدره 8.6 مليار دولار، ويساهم بمبلغ 20 مليار دولار في إجمالي الناتج المحلي للمملكة سنويًا. وتابع التقرير: ستتمحور ثروة الغاز في شقين، الأول هو التصدير للدول الخارجية، والثاني هو كونه مصدر لتوليد الطاقة المحلية، وهي نقطة انطلاق نحو إنتاج طاقة أنظف تشمل المزيد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تأثير الإنتاج على السياسة العالمية: وأضاف التقرير أن حقل الجافورة يأتي في وقت يشهد فيه العالم ثورة مماثلة في سوق الغاز العالمي، حيث تثير الاكتشافات الرئيسية في شرق البحر الأبيض المتوسط خلال العقد الماضي توترات سياسية، ذلك أن كل من مصر ودولة الاحتلال إسرائيل وقبرص ولبنان يسعوا إلى السيادة على احتياطيات الغاز المكتشفة حديثًا، وفي اتجاه آخر، هذه الاكتشافات تهدد هيمنة قطر باعتبارها مورد كبير للغاز الطبيعي المسال. واختتم التقرير قائلًا: ساعد كل من النفط والغاز في تأسيس الصناعة في المملكة منذ ما يقرب من نصف قرن، ومن المحتمل الآن أن يلعب دورًا محوريًا بنفس القدر في المرحلة المقبلة من التطور الاقتصادي في المملكة في الداخل والخارج، وسيجعلها أحد أهم منتجي الغاز في العالم ليضاف إلى مركزها كأهم منتجي البترول.