وقع مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض صباح اليوم اتفاقية تعاون مع الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام للارتقاء بالخدمات والبرامج المقدمة لخدمة مرضى الفصام وأفراد أسرهم الذين يحتاجون إلى الرعاية والتأهيل. ومثلت الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان آل سعود جمعية الفصام في التوقيع، ومثل المجمع مدير الشؤون الصحية بمنطقة الرياض رئيس مجلس إدارة المجمع الدكتور عدنان العبدالكريم وجرت مراسم التوقيع بحضور مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية الدكتور عبدالحميد الحبيب والمدير التنفيذي للمجمع الدكتور محمد القحطاني ومستشار جمعية الفصام الدكتور عبدالمحسن العتيبي. ونصت الاتفاقية على المساهمة في تفعيل فعاليات وبرامج جمعية الفصام التوعوية ذات الجوانب الصحية من خلال مشاركة منسوبي المجمع المؤهلين، وتخصيص ركن داخل المجمع خاص بالجمعية للتعريف بدورها وأنشطتها على أن يشغل من قبلها، وكذلك التعاون في استقبال الحالات المستفيدة من خدمات الجمعية المحولة إلى المجمع. وجاء توقيع الاتفاقية مصاحباً لحفل افتتاح الندوة العلمية التي نظمها المجمع بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار "التعايش مع الفصام" برعاية مدير صحة الرياض الدكتور عدنان العبدالكريم وشارك فيها ما يقارب 400 مختص في مجال الصحة النفسية. وذكر المدير التنفيذي لمجمع الأمل بالرياض الدكتور محمد القحطاني في كلمة ألقاها، بعض الإحصاءات المتعلقة بمرضى الفصام، وجاء فيها أنه بحسب منظمة الصحة العالمية فإن نسبة مرضى الفصام تقدر بما بين (1الى1,5%)، مما يجعله أكثر الاضطرابات الذهانية شيوعاً بالمجتمع الواحد، وأن هناك انخفاضاً في نسبة الانتكاسة لدى مرضى الفصام تتجاوز ال(50%) عند انتظامهم في البرامج العلاجية المقدمة لهم، مشيراً إلى أن كل ذلك يحتم علينا أن نعمل سوياً لنجعل من التعايش مع الفصام واقعاً ملموساً سواء للمريض أو حتى للمجتمع، لنتمكن على أقل تقدير من تقليل الآثار المترتبة من هذا المرض خصوصاً في ظل التكلفة الباهظة؛ وهنا لا أتكلم عن النواحي الاقتصادية فقط؛ بل جميع ما قد يترتب على الإصابة بهذا المرض. من جهتها أعربت الأميرة سميرة الفيصل رئيسة جمعية الفصام عن بالغ سعادتها وسرورها بالدعوة المقدمة من المجمع والتي تؤكد العمل على توحيد الجهود، ومؤكدة على أهمية تحسين المفاهيم المتعلقة بمرض الفصام حيث إن أكبر مشكلة تواجهه هي ربطه بالجنون. وذكرت أن مجمع الأمل بالرياض هو أكثر الجهات تعاوناً مع الجمعية والبرامج التي تنفذها لمستفيديها، من خلال العلاج والتأهيل والتوعية والتثقيف. واستعرضت بعض النماذج المؤسفة لهذه المفاهيم ومنها قيام شخص يطلق عليه (باحث شرعي) بعمل ملصق تمت المشاركة به في المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل الذي أقيم مؤخراً في الرياض، وذكر فيه حالات الإعاقة ومنها (الجنون) ما جعلني أقوم بشطب تلك الكلمة من الملصق انتصاراً لمرضى الفصام من هذا الشخص والوصف الذي ذكره. كما أبدت الأميرة سميرة الفيصل أسفها لما واجهه أحد مرضى الفصام الذين تخدمهم الجمعية وتسعى لدمجهم في المجتمع خلال مشاركته في أحد المراكز التجارية من قبل بعض زوار الفعاليات الذين بدؤوا في مضايقته بأسئلة تنم عن عدم وعي ولا ذرة إنسانية، ما تسبب في ألم نفسي للمريض. ودعت المجتمع للوعي بمرض الفصام والتعامل مع المصابين به والعمل على احتوائهم ومشاركة الجهات المعنية في نجاح دورها الذي تقوم به في مجال العلاج والتأهيل والتوعية.