أن تتحدث عن قياديٍّ متمرِّس فيختلف معك البعض حول ما كتبت فهذا أمرٌ طبيعي وصحي، فقد جُبِل الناس على الاختلاف في الرأي دون أن يُفسد ذلك وداً، أما أن تتحدّث عن رجلٍ استثنائي بمعنى الكلمة، ويُجمع الناس على رأيك بل ويتفقون معك فهذا بحد ذاته نجاحٌ لك ولقلمك ومن هنا نبدأ. إن الحديث عن الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز أمير الجوف محاولة ربما لن يُكتب لها النجاح، فما من كاتبٍ يستطيع أن يحيط بشخصيته مهما امتلك من مقومات الأدب ومترادفات اللغة، ومع ذلك سأحاول فإن وُفِّقت فذلك مبتغاي، وإن لم أُوفَّق فيكفيني شرف المحاولة، مع ثقتي أن قلمي لن يبلغ المعشار مما يتمتّع به سموه الكريم من حنكة المسؤول، وحكمة القيادي، ونظرة الخبير، لذلك جاءت استراتيجية تطوير منطقة الجوف التي رعاها وتبنّاها سموه الكريم مؤخراً لتثبت بُعد نظره وحدَّة بصره لالتقاط ما خفي من التفاصيل، وما غاب من التنمية عن هذه المنطقة، وكأنه قد أخذ على عاتقه أحلام المنطقة وأهلها، وألّا يجلس في مكتبه مكتفياً بذلك، بل ينزل ويتابع ويسأل ويُنفذ ولا مجال لديه لإضاعة الوقت بالمجاملات، وبينما يتوقف فيصل بن نواف هنا لإشراك الشباب في خططه وتطلعاته، تجده يتحرك هناك للمشاركة في إيجاد أماكن تحتضنهم بعيداً عن الفراغ القاتل والروتين الممل خاصةً، وأنه لا زال شاباً يافعاً، ويعرف تطلعاتهم وآمالهم وماذا يريدون، وماذا ينقصهم، لذلك فليس لدى سموه مواعيد ثابتة إلا مواقيت الصلاة ثم مواعيد العمل، وماعدا ذلك فجدول أعماله مزدحمٌ بمعاملات المواطنين، واستقبال المراجعين، وزيارة أعيان البلد، وعيادة المرضى حتى أبصر ذلك الأعمى وسمع به الأصم وتناقله الملأ. وإن سألك أحدٌ ما عن فيصل بن نواف فلا تجبه؛ لأنك مهما أوتيت من الفصاحة والبلاغة، فلن تفلح في الإجابة، لذلك سأختصر عليك الطريق بإجابةٍ مختصرة مضمونها " هذا رجلٌ لا يمكن التنبؤ بما سيفعل "، وهنا يكمن سرّ النجاح أن تفعل ما ترى أنه يجب عليك فعله دون توقيت، والمتأمل في سيرة سموه يلحظ أنه ومنذ تعيينه أميراً للجوف وهو يجهد نفسه في حل ملفاتها الشائكة، خاصةً فيما يتعلق بالبنية التحتية، وفيما يتطلب اهتماماً خاصاً كالمشاريع التنموية التي تحتاجها المنطقة ومحافظاتها وجميعها ستنال نصيبها من الخير، وأول الخير " فيصل " وقد كان عيد فطر هذا العام أول أعياده في منطقة الجوف، لكن المؤكد أن أيامنا الجوفية كانت كلها أعياداً منذ قدومه للمنطقة، وستبقى كذلك بإذن الله تعالى، ومن المؤكد أن فيصل بن نواف قادرٌ على النجاح بجديته في العمل، وأريحيته في التعامل مع الوفود التي لا يخلو منها مكتبه وقصره بشكلٍ يومي رغم مشقة ذلك عليه إلا أنه يرى سعادته في ذلك. أعرف عجزي عن الإحاطة بوصف سموه، والكتابة عنه لكنني أعرف أكثر أن الكلام صيدٌ ثمينٌ، وليس كل من أراد الصيد يصطاد، ويبقى الأهم أن يليق هذا الصيد بقامة سموه، وهنا يجب أن يتوقف لأستمتع بإنجازات سموه للمنطقة.