جاءت دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببسط السيادة الإسرائيلية على الجولان المحتلة لتضع مزيدًا من البنزين على النار الموقدة في الشرق الأوسط، ولتزيد الساحة مزيدًا من التعقيد والتوتر. وتعالت التنديدات والرفض العربي والدولي والأممي لتصريحات ترامب غير المسؤولة بشأن الجولان، تأكيدًا على الحق العربي الأصيل في هذه الأرض، التي تخضبت بدماء الشعب السوري والعرب إبان حرب 1973 المجيدة. مجلس التعاون الخليجي يرفض دعوة ترامب: من جهتها عبرت دول مجلس التعاون الخليجي اليوم الجمعة عن أسفها لدعوة ترامب بشأن الجولان المحتل. وقال عبداللطيف الزياني الأمين العام للمجلس في بيان: “إن تصريحات ترامب لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأممالمتحدة، وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراضٍ سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو (حزيران) 1967”. وأضاف: “تصريحات الرئيس الأمريكي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط”. الموقف المصري: فمن جهتها أكدت مصر رفضها التوجه الأمريكي حيال بسط النفوذ الإسرائيلي على الجولان المحتلة، مؤكدة أنها تنظر لهضبة الجولان على أنها أرض سورية محتلة. وأكدت مصر على موقفها الثابت باعتبار الجولان السوري أرضًا عربية محتلة وفقًا لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائيّة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغيًا وليست له أيّة شرعيّة دولية. وشدد بيان صادر من الرئاسة المصرية على ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأممالمتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة. وكانت عدة دول رفضت الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل، حيث قالت روسيا: إنها لا تزال تأمل أن تظل دعوة الرئيس، دونالد ترامب، للاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان مجرد "دعوة" وألا تتحول لإعلان رسمي. الأزهر يندد: كما أدان الأزهر تصريح الإدارة الأمريكية بشأن دعم سيادة الاحتلال الإسرائيلي المزعومة على هضبة الجولان السورية المحتلة، مؤكدًا أن جميع الإجراءات الإسرائيلية بحق الجولان باطلة وغير شرعية. وأكدت مشيخة الأزهر، في بيان اليوم، أن ذلك التصريح يشكل سابقة لم يشهدها العالم من قبل في تشريع سلطة الغصب والاحتلال، فضلًا عن تجاهله لمشاعر العرب والمسلمين وكافة قرارات الشرعية الدولية التي أكدت مرارًا أن الجولان أرض سورية محتلة. البرلمان العربي يتدخل: بدوره أكد رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل السلمي، رفضه تصريح الرئيس الأمريكي الذي أبدى فيه رغبته في الاعتراف بسيادة قوة الاحتلال “إسرائيل” على الجولان السوري. وشدد رئيس البرلمان العربي في تصريح له اليوم على أن الجولان السوري أرض محتلة وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981م الذي أكد عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إلى إلغاء قانون ضم الجولان بحكم الأمر الواقع. وأكد السلمي على التمسك بقرار البرلمان العربي الصادر في 12 فبراير 2019م بشأن التصدي لمُخطط تغيير الوضع القانوني القائم للجولان العربي السوري المُحتل ومحاولات فصله عن الجمهورية العربية السورية، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ورفض أي محاولات أو مخططات أو قرارات تصدر من أي دولة بهدف تغيير الوضع القانوني الحالي للجولان السوري المُحتل وتُعد باطلةً ولاغيةً ولا يترتب عليها أي أثرٍ قانونيّ. فرنسا: موقف يتعارض والقانون الدولي: من جهتها نددت باريس بمواقف ترامب غير المسؤولة، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة: إن فرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان، وإن الاعتراف به يتعارض مع القانون الدولي. وقالت الوزارة في إفادة يومية اعتيادية: “الجولان أرض تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وفرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لها عام 1981”. وأضافت: “أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وهي أرض محتلة، سيتعارض مع القانون الدولي، وبخاصة الالتزام بألا تعترف الدول بوضع غير مشروع”. الأردن: الجولان أرض محتلة: وفي الأردن، أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي موقف المملكة الثابت بأن “الجولان أرض سورية محتلة، وفقًا لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة”. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الصفدي قوله: إن السلام الشامل والدائم يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، والجولان السوري جزء لا يتجزأ من هذه الأراضي المحتلة. وأشار إلى “قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي رفض قرار إسرائيل ضم الجولان المحتل، وأكد عدم شرعية فرض إسرائيل قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل واعتبر القرار الإسرائيلي باطلًا ولاغيًا”. الكرملين يندد بموقف ترامب: وفي فرنسا، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي اليوم: “إنها مجرد دعوة حتى الآن. دعونا نأمل أن تظل كذلك”. وأضاف أن مثل هذه الدعوات تهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط على نحو خطير وتضر جهود التوصل إلى تسوية سلمية في المنطقة. جامعة الدول العربية: الجولان أرض سورية محتلة: وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مساء الخميس: إن “التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأمريكية والتي تمهد لاعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي”. وتابع في تصريحات صحافية: “كما أنه اعتراف- إن حصل- لا ينشئ حقوقًا أو يرتب التزامات، ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع”. وأكد أن “الجولان هو أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي”. وأضاف أن “قرار مجلس الأمن 497 لعام 1981 صدر بالإجماع، وأكد بصورة لا لبس فيها عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قانون ضم الجولان الذي أصدرته في نفس ذاك العام”. وأكد أبو الغيط أن “الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة.. ولدينا موقف واضح مبني على قرارات في هذا الشأن، وهو موقف لا يتأثر إطلاقًا بالموقف من الأزمة في سوريا”. ودعا الأمين العام للجامعة العربية الولاياتالمتحدة إلى مراجعة موقفها. ألمانيا: نرفض الخطوات الأحادية: وفي برلين، قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية: إن هضبة الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل. وأكدت المتحدثة أولريكه ديمر أن “تغيير الحدود الوطنية لابد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية”، مضيفة: “ترفض الحكومة الخطوات الأحادية”.