المواطن - محمد عامر - تصوير : عبدالإله الخيبري منذ أن تصل إلى محافظة العلا ذات المليوني نخلة، تسرح بنظرك وخيالك نحو جبالها الشاهقة وتكويناتها الجيولوجية المتفردة في الجمال تارة وإلى رمالها الذهبية وآثارها ومزارعها تارة أخرى. جمال آخاذ وطبيعة ساحرة ونسمات هواء لا يسبقها سوى همم أهالي العلا نحو حث الخطى لتنمية محافظتهم وتقديمها كنموذج وطني فريد للعالم بسواعد أبنائها وبناتها لتكون في صدارة الوجهات السياحة لمزاراتها المتعددة، بداية من مدائن صالح، ومرورًا بالبلدة القديمة وانتهاء بمزارعها المنتجة لأجود أنواع التمور والحمضيات. مهرجان شتاء طنطورة لن يكون إلا بداية إشراقة شمس أطلت على أرض العلا بإشراف الهيئة الملكية لمحافظة العلا اليوم بقيادة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة ومحافظ هيئتها الملكية الذي بدأ رسم الملامح الرئيسية لتطوير المحافظة، ولا زال في مخيلته أفكارًا تعلو لنقل العلا على الخارطة العالمية سياحة وثقافة وأنموذجًا يقتدى به في بناء الإنسان وتنمية المكان بدعم القيادة الرشيدة. ورغم عمرها الزمني القصير إلا أن حراكها التنموي الشمولي يتسارع، فقبل أيام دشن مهرجان طنطورة الثقافي بالإضافة إلى منصة “مرايا”، التي تم بناؤها كمركز رئيسي للمهرجان لتستضيف 8 فنانين عالميين على مدى 7 أسابيع في الشتاء. ورصدت “المواطن” مساء أمس خلال جولتها بالمهرجان الذي يستمر حتى 9 فبراير 2019، فعاليات تراثية وثقافية وفنية مستوحاة من تراث العلا التي تعتبر موطن الآثار في شمال شبه الجزيرة العربية وملتقى العديد من الحضارات على مر العصور، كما ينظّم المهرجان خلال كل عطلة نهاية أسبوع حفلات فنية متنوعة. فعلى جنبات المهرجان في البلدة القديمة تتوافر المطاعم والمقاهي التراثية والأكلات الشعبية، فضلًا عن محلات الحُلي والمستلزمات النسائية، بالإضافة إلى بائعي التمور والحمضيات بأنواعها المختلفة من إنتاج محافظة العلا. ورصدت “المواطن” توافدًا كبيرًا من الزوار بالتزامن مع بدء إجازة منتصف العام الدراسي، فضلًا عن موقع العلا الإستراتيجي المتوسط بين ثلاث مناطق إدارية تشمل المدينة وتبوك وحائل، معربين عن سعادتهم بالتنظيم والفعاليات المصاحبة والخدمات المتوفرة.