في مثل هذه الأيام، وبعد إعلان الرئيس ترامب القدس عاصمةً لإسرائيل، ينشط ويظهر الحثالات من أتباع جماعة الإخوان الشيطانية، فيظهر التمجيد المعهود لديهم تجاه موقف وتصريح أحد رؤساء الدول الإسلامية التي على علاقة وطيدة ومعروفة بإسرائيل! ولكي تعلم مدى سخافة وحماقة أتباع هذهِ الجماعة، تجدهم يتأثَّرون عندما يشاهدون رئيس هذه الدولة وهو يقرأ القرآن! ويتناقلون بينهم مقاطعه وهو يبكي أو يخطب خُطبًا دينية تلامس وتدغدغ مشاعر هؤلاء الحمقى، وفي نفس الوقت لا يتأثَّرون بما يقوم به حكَّام المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز- طيَّب الله ثراه- حتَّى عهد الملك سلمان- حفظه الله- من دعم لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وتوسعة وخدمة للحرمين الشريفين، وطباعة وتوزيع للمصحف الشريف، وتقديم الدعم والمساندة لجميع الدول العربية والإسلامية بلا استثناء، كُل تلك الأعمال لا تُحرِّك وجدانيتهم ولا تستثير مشاعرهم! والله وبالله وتالله لو قامت السعودية بتحرير الأراضي الفلسطينية بأكملها، فإنه لن يرضى عنها أعداؤها والحاقدون عليها من قريبٍ أو بعيد. فهؤلاء ليست قضيتهم قضية مبادئ إسلامية أو قيم عربية، هؤلاء تجار مصالح، خونة وجبناء وأنذال، يعلِّقون فشلهم في كل شيء على السعودية، على اعتبار أن السعودية حاضنة للحرمين الشريفين. نعم، السعودية حاضنة لأطهر البقاع وقامت بواجبها على أكمل وجه، السعودية هي الدولة التي صرَّح أحد ملوكها تصريحًا زلزل الكيان الصهيوني والغرب بأكمله، إنه الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله حيث قال: “إن القدس الشريف يناديكم ويستغيث بكم لتنقذوه من محنته وممَّا ابتُلي به، فماذا يخيفنا؟ هل نخشى الموت؟ وهل هناك موتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهدًا في سبيل الله؟”. وإن ننسى فلا يمكن أن ننسى ماذا فعل بعض الفلسطينيين بعد وفاة الملك عبدالله (رحمه الله)، حيث رفض بعضهم أن تُقام صلاة الغائب عليه! رغم الدعم الكبير الذي قدمه لهم (رحمه الله)، ولم يكن يرجو سوى رضا الله والقيام بواجبه تجاه القضية الفلسطينية كقائد عربي مسلم. “إن القضية الفلسطينية هي الشغل الشاغل لنا، وإن السلام مطلب عربي؛ لأن الشعوب العربية مقتنعة بأهميته، لكن إذا لم يتحقق فإن الشعب اليهودي سوف يدفع ثمن تطرف قياداته، ونحن العرب لن نتخلى عن حقوقنا أو مقدساتنا” الملك عبدالله (رحمه الله). هذه هي السعودية وهذا هو ديدن قادتها وشعبها. إن القيادة السعودية والشعب السعودي، عندما يتعاطفون مع القضية الفلسطينية فإنهم يتعاطون ويقدمون الدعم بناءً على ما يمليه عليهم الضمير العربي والإسلامي، وإلا فإننا ندرك ونعلم مدى حقد ودناءة البعض تجاهنا وتجاه وطننا، لكننا دولة قادتها وشعبها أصحاب مبادئ وقيم، لسنا أصحاب شعارات زائفة كما هي إيرانوقطر ومن يتبعهما من المغفلين من جماعة الإخوان وبعض الشيعة العرب. وإلا فإن جميع العقلاء والمنصفين يعلمون أنه لا يوجد على وجه الأرض من قدم دعمًا ماديًّا ومعنويًّا كما قدمت السعودية للقضية الفلسطينية، لكن الحقد عند البعض أعمى بصائرهم عن رؤية الحق والاعتراف بالفضل لأهل الفضل. نحنُ ندرك تمامًا أن الكيان الصهيوني مغتصب لأرض ليست له، وندرك تمامًا القتل والإجرام الذي قاموا به تجاه الأبرياء منذ سنوات وحتى الآن، لكن العقل يقول لنا إن عدونا الرئيسي والوحيد في هذه المرحلة هي إيران ونظامها الفاسد وميليشياتها الإجرامية من حزب الشيطان والحوثي والحشد الشعبي، فهؤلاء أولى بأن نكرس جهودنا في القضاء عليهم وتخليص منطقتنا العربية من إجرامهم وتخريبهم، ما يحدث في اليمن ليس بسبب إسرائيل، ما يحدث في العراق ليس بسبب إسرائيل، ما يحدث في سوريا ليس بسبب إسرائيل، ما يحدث في لبنان ليس بسبب إسرائيل، كل ذلك بسبب النظام الإيراني الذي لا يضاهيه في إجرامه أحد، ولا أعلم كيف يأتي أحمق بعد ذلك ويعتقد أن إيران تسعى لنصرة القضية الفلسطينية!! شر البلية ما يضحك!! حزب الشيطان وجماعة الحوثي وحزب الإخوان وفوقهم إيرانوقطر، رفعوا شعار الموت لإسرائيل، فشاهدنا حزب الشيطان يقتل اللبنانيين، وأتباع الحوثي يقتلون اليمنيين، وقطر الداعمة لحزب الإخوان خانت أشقاءها العرب، لقد فعلت قطروإيران بالأمة العربية والإسلامية ما لم تفعله إسرائيل!! فمن هو العدو الذي يستحق أن يتم القضاء عليه في المرحلة الراهنة؟!