حذرت هيئة علماء اليمن، من تغيير ميليشيات الحوثي للمناهج التعليمية، وتسميمهم لعقول طلبة المدارس، بأفكار عنصرية وطائفية غريبة، تخدم مشروعهم الطائفي في اليمن والمنطقة، وتعمق الهوة الثقافية والفكرية التي صنعتها أخيرًا، وتنتج جيلاً مفخخاً بالأفكار السلالية والمناطقية والطائفية. وأوضحت الهيئة، في بيان لها، الثلاثاء، أنّه “رأينا أخيرًا هجومًا واستهدافًا لهذه المناهج التعليمية من قبل الحوثيين ومن يساندهم. ولم يكتف الحوثيون بتدمير وتفجير المدارس، وتعطيل الجامعات والمؤسسات التعليمية، والزج بطلاب العلم في أتون حروبهم المدمرة للدولة والمجتمع اليمني، بل تمادوا في تنفيذ مخططاتهم السلالية والطائفية فعملوا على تسميم عقول طلبة المدارس بأفكار عنصرية وطائفية غريبة تخدم مشروعهم الطائفي في اليمن والمنطقة”. وأشارت هيئة علماء اليمن، إلى ثمانية تحذيرات وتنبيهات، تضمّنت: * أنَّ ميليشيات الحوثي الانقلابية قد اغتصبت وزارة التربية والتعليم لتمرر أفكارها المنحرفة، بغية تحقيق تغييرات جذرية في عقيدة الشعب اليمني المسلم وهويته الوطنية الجامعة، من خلال التشويش على عقول ملايين الطلبة الذين يدرسون في المرحلتين الأساسية والثانوية، الأمر الذي تجلى في إصدار يحيى الحوثي المسيطر على وزارة التربية والتعليم، قرار تشكيل لجنة لتغيير المناهج التعليمية للمدارس، وأتبعه باستبدال الكثير من مديري المدارس والمناطق التعليمية بعناصر تابعين أو موالين لفكر الحوثي السلالي والطائفي، كما تم تعيين العشرات في مفاصل إدارية مهمة في وزارة التربية والتعليم مع أنهم ليسوا من أهل الاختصاص أو الاشتغال بالعمل التعليمي والتربوي، معتبرة أنَّ “هذه التغييرات للمناهج التعليمية وقيادات العمل التربوي والتعليمي يمثل تعدياً على ثوابت الشعب اليمني الدينية والقيمية، وإحياء للعصبية والسلالية وزرعًا للفتن المناطقية والطائفية”. * أنَّ الميليشيات الحوثية المسيطرة على وزارة التربية والتعليم في صنعاء، تعمل على تشويه أفكار الطلبة من خلال فرض ملازم حسين بدر الدين الحوثي كمرجعية ثقافية ودينية متفردة للمنهج الدراسي في مقررات مادة التربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية والتاريخ كمرحلة أولى في برنامجهم لتغيير المناهج التعليمية اليمنية. * أنَّ ميليشيات الحوثي، تسعى إلى التشكيك في السنة النبوية المطهرة والإجماع واجتهادات الأئمة الأعلام للمذاهب الإسلامية المعتبرة وتشويهها في عقول الطلبة، خاصة وأن المنهج الدراسي لمواد القرآن الكريم والتربية الإسلامية يعتمد على فقه أئمة علماء اليمن الذين يحظون بقبول حسن في جميع أنحاء العالم الإسلامي. * أنَّ الحوثيين يسعون لتغيير مضامين المنهج المدرسي في قضايا دينية وتاريخية من خلال فرض وجهة نظرهم السلالية والطائفية وأفكارهم المتعصبة لذلك، فقاموا بحذف سيرة بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وشطب أسماء الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وحذف سيرتهم الراشدة واستبدالها بأسماء أخرى وقصص تمجد وتقدس رموز جماعة الحوثيين. * غرس مفاهيم عدائية لدى الناشئة وتعبئتهم بمفاهيم الكراهية والبغضاء، ليكونوا أداة تدمير ومعاول هدم ومصدر قلق لمجتمعهم وجيرانهم وعزل اليمن عن محيطه العربي والإسلامي، وتدجينها ثقافيًا وفكريًا لصالح قوى إقليمية ودولية تُضمر الشر والعدوان للمنطقة وتهدد الأمة. * الهجوم على الثورة اليمنية، التي قامت في أيلول/سبتمبر عام 1962م، ووصفها بأنها مجرد انقلاب غاشم، وذلك توطئة وتمهيدًا لما يقومون به من تزيين وتمجيد لتمردهم المسلح الذي بلغ ذروته في انقلابهم المشؤوم في 21 أيلول/سبتمبر 2014 م على الدولة اليمنية ومؤسساتها الدستورية وإرادة الشعب اليمني. * أن برنامج الحوثيين لم يقتصر على تغيير الهوية الدينية والوطنية لليمن من خلال تغيير المناهج التعليمية للمدارس فحسب بل تعداه إلى تغيير المفاهيم العقدية الثابتة بالكتاب والسنة، من خلال توزيع كتيبات صغيرة لمؤسس جماعة الحوثيين على الجنود في الثكنات العسكرية والأمنية التي يسيطرون عليها. * استمرار الميليشيات الحوثية في نقل شحنات كتب إيرانية تتناقض مع نصوص الكتاب والسنة وما أجمعت عليه الأمة وتدعو للمذهب الاثني عشري المرفوض في اليمن وتسهم في نشر الفتن والتفرقة الطائفية بين أبناء الشعب اليمني الواحد. وأشادت هيئة علماء اليمن، بقيام الحكومة الشرعية برفض التغييرات التي أدخلتها ميليشيات الحوثي على المنهج الدراسي، مطالبة الحكومة بالتواصل مع المنظمات الدولية، التي تقوم بتمويل طباعة المناهج الطائفية التي تم تغييرها لتتوقف عن ذلك، وإعلان استعدادها لتوفير المنهج المدرسي المعتمد لجميع المدارس. وأهابت هيئة علماء اليمن بأولياء أمور الطلبة في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية، بالإشراف المستمر على أبنائهم، وتوضيح الحقائق لهم حول ما أحدثته من تغييرات على المنهج الدراسي وتحذيرهم من الالتحاق بصفوف تلك الميليشيات الانقلابية، التي عملت على تحويل المدارس الواقعة تحت سيطرتها إلى معسكرات لتجنيد طلبة العلم والأطفال وتحويلهم إلى متمردين خارجين على الدولة اليمنية والمجتمع اليمني.